تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فوكوياما : لا مصلحة أميركية في الحرب على إيران

عن الفيغارو
شؤون سياسية
الأربعاء 27-1-2010
ترجمة: مها محفوض محمد

بمناسبة مرور عام على تولي باراك اوباما رئاسة الولايات المتحدة الأميركية . أجرت صحيفة لوفيغارو لقاء مع المفكر فرانسيس فوكوياما أستاذ العلوم السياسية في جامعة جون هوبكينز والمعروف من خلال كتابه الشهير « نهاية التاريخ» و« الرجل الأخير» ورداً على سؤال حول رأيه في العام الأول لولاية أوباما يقول فوكوياما:

من دون أدنى شك، لقد أخطأ اوباما بتفسير معاني انتخابه لأن الغالبية العظمى التي حصل عليها في العام 2008 لم تكن ترغب أن يصبح الخط السياسي الأمريكي خطاً يسارياًَ بالضرورة كما حصل أيام روزفلت، بل جاءت هذه الأكثرية من أصوات تعترض على ولاية جورج بوش الابن، وكان هناك الكثير من الناس المستقلين أو الوسط الذين عادة ما يصوتون للمرشح الجمهوري ، لكنهم هذه المرة أدلوا بأصواتهم لباراك اوباما لأنه انطلق مباشرة إلى مشاريع طموحة في التغيير الاجتماعي بدءاً من انقاذ مصانع السيارات إلى ورشة الصحة العامة ما حمل الكثيرين على الاعتقاد بأنه ليس رجلاً ماهراً في السياسة وغير قادر على تنفيذ ما وعد به، وكباقي الأحزاب سرعان ما اصطدم بالمعارضة ، وبالرغم من أن عدداً من المحليين توافقوا معه باكتشاف الرغبة في التغيير التي تجتاح المجتمع الأمريكي ، إلا أن فوكوياما يؤكد أن المجتمع الأمريكي لم يكن جاهزاً لمثل هذه الانقلابات الاجتماعية العنيفة إذ يقول : لم يكن بين الأصوات التي نالها اوباما شريحة واسعة من الشباب كما ظن البعض ، وأغلب أصوات اوباما أتت حقيقة من الوسط، وهنا يكمن الخطأ في التحليل الذي ارتكبه الرئيس عندما أراد أن يقوم بعملية تغيير كبرى، وفي هذا المجال يرى فوكوياما انه اذا استطاع الرئيس اوباما انتزاع الموافقة من الكونغرس على مشروعه الصحي يكون قد أنجز بذلك مهمة كبرى. وسيوقن الناس حينها أن هذا المشروع يعود بفوائد كبرى على الشعب، وان مخاوفهم لا داعي لها. وعن تقبل الاصلاحات من الجماهير يرى فوكوياما انه من الخطأ مقارنة ما يجري اليوم مع أحداث 1932 لأن تصريح روزفلت في ذاك الوقت كان واضحاً في سبيل التغيير، وقد حصل الشيء ذاته أيام ريغان بينما الحال يختلف بالنسبة لاوباما.‏

وعن الحصول على تأييد لمشروع اوباما المتعلق بتخفيض انبعاث غاز الكربون يرى فوكوياما أنه من الصعب جداً تحقيقه وهذ ا ما سيواجهه مشروع اوباما حول اصلاح نظام الهجرة مع أنه قد ينجح بتمريره لكن الآن يبدو مستحيلاً ، وأكثر ما يمكن أن يحققه الآن ما يتعلق بالصحة، لأنه لم يتم أي اصلاح في هذا المجال منذ أكثر من خمسين عاماً في أمريكا وقد حاول جميع الرؤساء القيام بهذه المهمة لكنهم لم يفلحوا، وربما لا يكون لاوباما قدرة الرئيس جونسون في اقناع الكونغرس، إلا أن دور الكونغرس ذاته قد تبدل في الحياة السياسية ، واصبح له عدة اتجاهات ففي عهد ريغان كان الجمهوريون أكثر ميلاً الى الوسط لا إلى التطرف كما هو حاصل الآن.‏

أما عن حصيلة الرئيس اوباما على صعيد السياسة الخارجية يقول فوكوياما:‏

ما أنجزه الرئيس الأمريكي هو أسهل ما يمكن انجازه: تغيير نبرة الخطاب الدبلوماسي الأمريكي ، إذ تبين أنه لا يعول فقط على القوة العسكرية بل قام بانفتاح نحو ايران وكوريا الشمالية وكان من المتوقع أنه لن يحقق نجاحاً كبيراً على هذا الصعيد.‏

ولا نستطيع الحكم على نجاحه أو فشله الآن فهو لا يزال يحافظ على خط الرجعة في استخدام سياسة أقسى ، أما فيما يخص أفغانستان فهو يتصرف بشيء من الحذر وأنا أراه متعقلاً في مواقفه إذ من غير الطبيعي الانسحاب حالياً من أفغانستان وبنفس الوقت من غير الضروري اضافة قوات إلى الفرق العسكرية الموجودة هناك. واذا عدنا إلى ثمانينات القرن الماضي عندما قلص الديمقراطيون القوة العسكرية أصبح الجيش أفضل أداء في اعداد كوادره المحلية ، إذاً ارسال قوات إضافية إلى أفغانستان ليس أمراً عاجلاً وأمامنا أكثر من ثمانية عشر شهراً لتسليم السلطة إلى الأفغان لأنه علينا الانسحاب من هناك فأفغانستان قد تكون على المدى البعيد فخاً يسقط فيه الرئيس الأمريكي ، غير أن خطر الفشل يبدو أكبر في ايران وباكستان، وقد يكون هناك احتمال كبير لحرب في الخليج فإسرائيل ترى أن ايران تجاوزت الخطوط الحمراء وأصبحت خطراً حقيقياً عليها لذلك قد يكون الخيار العسكري أمراً واقعاً.‏

وعن دور الأمريكيين في حرب اسرائيلية محتملة ضد ايران يقول فوكوياما : لا مصلحة للادارة الأمريكية بشن حرب اسرائيلية على ايران لكن أعتقد أن ليس لديها القدرة ولا الارادة السياسية لردع اسرائيل فهذه الادارة تعمل فقط على الحد من الخسائر وملف كوريا الشمالية خير دليل على حدود المبادرات الدبلوماسية . وإن كانت ايران عازمة على متابعة برنامجها النووي فمن الصعب على الادارة الأمريكية أن تتحكم بالنتائج العسكرية واذا ما كان ذلك دليلاً على بدء زوال عصر الهيمنة الأمريكية على العالم بشكل عام والغربية بشكل خاص يقول فوكوياما:‏

هذا تابع لتحولات الأزمة. وان استطاع اوباما حل الملفين الايراني والباكستاني واستطاع تمرير الاصلاح الصحي عندئذٍ سيصبح رئيساً عظيماً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية