تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أفول دول عظمى وانبثاق أخرى

ترجمة
الأربعاء 27-1-2010
ترجمة: سراب الأسمر

يعتبر القرن الحادي والعشرون عصر تحولات هامة في حياة الدول والشعوب، عصر أفول دول عظمى وانبثاق أخرى.

هو عصر تزعزع الهيمنة السياسية، الايديولوجية الاقتصادية والثقافية، للتحالف الأميركي- الأوروبي، الذي اتسم به النصف الثاني من القرن العشرين، وبالمختصر فإن القرن الحادي والعشرين هو عصر فقدان الغرب لسيادته، ولاسيما بعد اعتداءات (11 أيلول 2001) على مركز التجارة العالمي والبنتاغون في الولايات المتحدة الأمر الذي هز صورة أمريكا العظيمة أمام العالم، ليس عصر الانزلاق التدريجي للأقطاب السياسية الكبرى المؤثرة في السلطات الجيوسياسية، انما الانزلاق السريع. إنه قرن التوزيعة السياسية الجديدة التي تشهد حياد كفة الميزان عن الدول الغربية العظمى لتتجه نحو دول ناهضة، فقد شهد هذا القرن انبثاق بعض الدول مثل الصين التي استطاعت أن تثبت نفسها بجدارة بصناعاتها المتنوعة التي غزت أسواق العالم حتى السوق الأميركية، البرازيل، الهند وروسيا بالاضافة إلى دول أخرى أصغر منها لكنها ليست أقل تصميماً لتثبت سلطاتها الاقليمية (لتخصيب اليورانيوم حيث بدأت الولايات المتحدة الأميركية تخشى جانبها وتتهددها) مثل ايران ، والمكسيك ، نيجيريا، وجنوب افريقيا، دولاً تمتلك كل مؤهلات النجاح، دولاً «متعطشة» وتؤمن مستقبلها..‏

ولطالما سعت الدول الغنية عند استدعاء الحاجة أي عندما كانت تشعر بخسارة ما للجوء إلى لعبة التعاون اللاصوري فيما بينها، كما حدث مؤخراً مع مجلس مجموعة الدول العشرون ازاء الأزمة الاقتصادية والمالية حيث اتفقت القوى القديمة والجديدة معاً في محاولة منها للحيلولة دون حدوث انهيار في الاقتصاد العالمي، لكن الانهيار المالي بدأ عام 2008 وكان مدمراً إذ طال أغلب دول العالم نتيجة انتشار العولمة، فعانت أغلب الدول من ارتفاع رهيب في البطالة واندماج شركات واغلاق أخرى» وتسريح آلاف العمال.‏

والدول العظمى كانت أكثر تضرراً من غيرها مثل الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية التي حاولت جاهدة الخروج من تلك الكارثة.‏

وظهر تحد آخر واجه العالم هو الاحتباس الحراري الذي تسببت به أكثر الدول صناعياً، فثاني أوكسيد الكربون يعتبر المسؤول الأول عن هذه الكارثة البيئية، وقدمت الدول العشرون في مؤتمرها الذي عقد في بروكسل مؤخراً اقتراحات عديدة لتخفيض نسبة هذا الانبعاث قدر الامكان، لكن لم تلق تلك الاقتراحات أصداء كافية والمشكلة أنه لا يوجد منبر بديل للدول العشرين تعمل على حل المسائل الكبرى مثل هذه المسألة. حتى هذه الدول هل تتمكن من التوصل إلى حلول جذرية؟! لماذا لا يوجد منبر بديل؟ ذلك لأن منظمة الأمم المتحدة التي نشأت إثر الحرب العالمية الثانية لم تعد منبراً موافقاً لتقديم الحلول، فمجلسها العام المشكل من مئتي عضو تراه عاجزاً ومجلس الأمن المكلف بارساء السلام لم يعد ممثلاً لجغرافيا السلطة الحالية: فلا الهند ولا البرازيل ولا أي دولة من دول الشرق الأوسط، تتمتع بكرسي فيه دائم، فكيف تلقى صدى وكيف تستطيع أن تمثل كل تلك الدول؟ وهكذا ستظل دول العالم تعيش حالات صراع مستعر للحصول على السلطة والهيمنة والمصالح ، وكيف يتوصل العالم إلى حلول لمسائله الشائكة مالم يكن هناك تنسيق بين الدول والهيئات العالمية وما لم يكن هناك من يمثل كل الدول.‏

وهكذا نجد أنه لحل مثل هذه الصراعات أصبح من اللازم اخلاء المكان للدول المنبثقة مثل الصين والهند والبرازيل كي تتمكن من مواجهة مسؤولياتها الكبرى، ويعترف بحقوقها، وهذا يعني تخصيص مهام لها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية