منذ ساعات الصباح الأولى،وبمجرد أن أدرنا زر جهاز التلفزيون مختلف المحطات تبث خبر(سقوط الطائرة الإثيوبية) كل على طريقته،لكنها لا تستطيع أن تتفنن،جاءت المعلومات مختصرة(سقوط طائرة على متنها حوالي تسعين راكبا وعمليات البحث لم تستطع أن تجد ناجين ، والجثث التي انتشلت حتى الآن قليلة وتتواصل عمليات الإنقاذ.. والاتهام موجه نحو الطقس السيء الذي ربما له علاقة باشتعال الطائرة)
هذه المعلومات الضئيلة جعلت النشرات الإخبارية التي تذاع على مدار اليوم وفي مختلف المحطات (الجزيرة،العربية،..) تركض خلف التكهنات والتحليلات التي كلها لم تستطع من التخفيف من عناء الانتظار المرعب لأهالي الضحايا التي كانت أكثر ما عرضته الفضائيات مدعاة للقهر الذي لاحول ولا قوة لأحد به،وربما من هنا تأتي معاناة أهالي المفجوعين..إذ إن أكثر ما يؤلم ذلك الترقب والانتظار الذي لاتعرف إن كان له أي جدوى...سوى المزيد والمزيد من الالم.
التقط برنامج كلام الناس الذي يقدمه على شاشة(ا ل بي سي)مارسيل غانم هذه الحالة لنفاجأ أن سؤاله الأول الذي يوجهه لضيوفه من المعنيين عن عمليات البحث..إن كان هناك أمل عن ناجين؟ وكأنه تقصد ألا يجعل أملهم يطول،أو أراد أن يقدم الحقيقة مهما كان وقعها مرعبا!أراد أن يقدم الأشياء كما هي كما كرر مرارا.
وانطلق بعد أن حاول أن يتابع آخر الأخبار عبر برنامجه إلى التركيز على حالة أهالي الضحايا من خلال لقاءات معهم،وهكذا أخذنا إلى تلك الأسباب المزعجة التي تدفع إلى الغربة (لقمة العيش)ليكون وقع الصدمة أعمق تأثيرا.
كل يذهب ليحاول أن يقدم تحليلات عن الحادثة إلا أنه كان يعود ليركز على أهالي الضحايا الحال الذي سيعيشونها،ليقدم مع ضيفه الطبيب النفسي شروحات مطولة عن كيفية التعامل مع هذه اللحظات التي لايمكن أن تنسى أو تمر بسهولة..
برنامج الأسبوع في ساعة الذي يعرض على تلفزيون الجديد حاول مقدمه جورج صليبي الذهاب إلى أماكن جديدة عندما التقى (بماهر وزافين) اللذين كانا من المقرر أن يسافرا على الطائرة الإثيوبية وحالت دون ذلك ظروف معينة..
برنامج فكر مرتين على قناة أو تي في،حاول الذهاب أكثر ليأخذ مختلف الآراء التي تتحدث عن الكارثة مبينا وجهة نظر كل منها..
أما برنامج آخر كلام على محطة (ا ن بي ان)فقد ذهب بعيدا في تحليل المعطيات الجوية التي أدت إلى هذه الكارثة محاولا توضيح أدق التفاصيل مستضيفا خبراء في هذا الجمال..
البرامج الإخبارية على المحطات اللبنانية المختلفة(ا ل بي سي،الجديد،إن بي إن،أو تي في) المسائية تناولت الموضوع وكان سقوط الطائرة موضوعها الأوحد،حاولت التنويع فيه إلا أنها في النهاية جميعها كانت تعود إلى نفس الترتيب(تكهنات حول أسباب السقوط،معاناة الأهالي،الإجراءات التي تتبع..)
قناتا الجزيرة والعربية عرضتا لتقارير عبر مختلف النشرات الإخبارية وركزتا على تلك اللقطات التي التقطها كاميرا هاوية للطائرة قبل سقوطها،وعن عمليات انتشال الجثث..
الجزيرة وفي تقرير حمل عنوان(جهود إنقاذ وتكهنات عن الأسباب)قدمت للحادثة بشكل موسع،لتبتعد إلى تاريخ سقوط طائرات من نوع (بوينغ737)،
والتقى مراسلها في بيروت بسام القادري مع كابتن لبناني حاول أن يجري مقاربة لجميع احتمالات الحادث...
بالطبع إن كل ما نقل عبر تلك الشاشة الصماء لم يستطع أن يحمل ما يهدئ من روع أهالي الضحايا..إلا أنه جعلنا نتوجع معهم آملين أن تهدأ أرواحهم..