تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في ذكرى شهداء 29 أيار ودحر العدوان الفرنسي على البرلمان.... الشهادة دفاعاً عن الوطن والعلم والكرامة

شؤون سياسية
الجمعة 30-5-2014
دينا الحمد

للتاسع والعشرين من أيار وقع خاص في نفوس السوريين فهو يذكرهم بشهدائهم الأبرار الذين سقطوا دفاعا عن وطنهم وعلمهم وكرامتهم وهو يذكرهم بالانتصار على الغزاة الفرنسيين

الذين احتلوا سورية بذريعة الحفاظ على حقوق الإنسان وباسم الانتداب وهو يذكرهم اليوم بمواقف فرنسا مما يجري على الأرض السورية واستجرار مسؤوليها للمصطلحات الاستعمارية ذاتها التي كانوا يسوقونها في الماضي فما قصة شهداء 29 أيار ؟ .‏

في ذاك اليوم من عام 1945 قدم عدد من الأبطال السوريين أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن الوطن من عدوان الجنود الفرنسيين على البرلمان السوري وهو اليوم الذي اتخذته قوى الأمن الداخلي في سورية عيداً لها استذكاراً للقيم النبيلة والوقفة البطولية التي جسدها أبطال حامية البرلمان عام 1945 باستشهادهم في سبيل حرية واستقلال وطنهم رافضين أوامر المستعمر الفرنسي في أداء تحية علمه..‏

وقد تناقلت الشهادات والروايات بطولات هؤلاء المدافعين الأبطال ومنهم محمد مدور الذي لقب بالشهيد الحي حيث روى في لقاء معه عام 1985لوسائل الإعلام السورية انه في الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر يوم 29 أيار عام 1945 وجه الجنرال اوليفاروجيه إنذارا إلى رئيس المجلس النيابي المرحوم سعد الله الجابري يطلب فيه أن تقوم قوات الشرطة والدرك بأداء التحية للعلم الفرنسي بواجهة المجلس. إلا أن الإنذار رفض وتم الإيعاز إلى قائد الدرك العام بعدم الاستجابة لهذا الإنذار.‏‏

وما كان من حامية البرلمان إلا أن رفضت أداء التحية للعلم الفرنسي أثناء إنزاله من على ساريته في دار الأركان الفرنسية الذي يقع مقابل مبنى المجلس بعد أن تلقى قائدهم مفوض الشرطة سعيد القهوجي أمراً بالرفض من رئيس المجلس النيابي سعد الله الجابري فاتخذ الفرنسيون ذلك ذريعة لمهاجمة حامية البرلمان مستخدمين الأسلحة الفتاكة من مدافع هاون ورشاشات كبيرة وصغيرة ودبابات ومصفحات.‏‏

وفي تمام الساعة السادسة وخمسين دقيقة دوى صوت القنابل وطلقات الرصاص وهي تنطلق من دار الأركان الفرنسية تجاه البرلمان فيما تقدمت المدرعات الفرنسية لتوجه نيرانها نحوه بكامل قوتها بينما استحكم رجال الدرك السوري والشرطة المولجون بالدفاع عنه وراء متاريسهم وشرعوا بمقاومة ضارية لوقف تقدم القوات الفرنسية رافضين الاستسلام معتمدين على أسلحتهم المتواضعة ومتسلحين بالإيمان وقوة الانتماء وحب الوطن فكتبوا بدمائهم الزكية عزة وطنهم وكرامته وسطروا أحرف نور تضاء بها دروب المستقبل المشرق لوطنهم الغالي.‏‏

واستشهد ثمانية وعشرون من المدافعين وبقي اثنان من عناصر أمن المجلس وهما شهير الشراباتي وإحسان بهاء الدين اللذان استطاعا النجاة من الموت المحقق بأعجوبة إضافة إلى الشرطيين إبراهيم الشلاح ومحمد مدور اللذين تظاهرا بالموت بعد أن رميا نفسيهما بين القتلى ليصبحا الشهيدين الحيين واستشهد خمسة وعشرون من زملائهم ولم يقتصر العدوان الفرنسي يوم ذاك واليوم التالي على البرلمان وحاميته بل امتد ليشمل عدة أحياء من دمشق وقد صدرت إحصائيات آنذاك قالت إن عدد الشهداء من المدنيين بدمشق في ذلك العدوان بلغ 600 شهيد وأن الجرحى بلغوا 1700 جريح.‏‏

وما أشبه اليوم بالأمس حيث تقوم فرنسا وحلفائها وعلى رأسهم الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي بأبشع أنواع العدوان على سورية مستخدمين كل أشكال الإرهاب ولعل المفارقة المضحكة أن المستعمرين يعيدون إنتاج مصطلحاتهم ذاتها فهم يزعمون أنهم يدافعون عن حقوق الإنسان وحرية الشعوب لكن أكاذيبهم لو تنطلي كما السابق على شعبنا الأبي الذي أفشل مخططاتهم وانتصر على مؤامراتهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية