تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قبـــــــلة الوطــــــن..

مجتمع
الجمعة 30-5-2014
رويدة عفوف

بعد كل هذا القبح الذي رأيناه من قتلة الإنسانية، والكفر الذي يتفاخرون به تحت مسميات الدين، والتكبير المزيف باسم الله..

بعد القتل والسبي والتقطيع ، أما آن للجاهل أن يعرف حقيقة الدراكولات متعددة الانتماءات، والواضح أن انتماءها للشيطان وغوايته والضلال والكفر والدمار..‏

أما آن لمن غشيت بصيرته الأكاذيب، أن يستدير نحو الوطن، ويوقن أننا وصلنا إلى الساعة التي لم يبق في الساح مكان إلا للأسود والصناديد الذين جابهوا رياح السموم العاتية التي اجتاحت سورية.‏

سورية، الأميرة التي ترعاها الآلهة، وتغضب لغضبها الآلهة.‏

سورية أرض الله، التي اعتاد شعبها على الصبر والمقاومة والتكاتف والتلاحم والتحدي والثبات، والاستماتة في الدفاع عن الأرض والتاريخ والحاضر والمستقبل.‏

سورية التي لم يسمح شعبها وجيشها لرياح الهزيمة أن تقترب من معاقل هممهم وهاماتهم.‏

نحن السوريين.. واثقون من انتماء السوري لأرضه، ثقة تعيد النور، وتفتح أبواب العقل الذي أوصدته الأيام الطويلة للأزمة ، ثقة تعيد المغيبين إلى حضن سورية.. نحو الوطن در.. نعم علينا الاستدارة نحو الوطن.. وغداً سنكمل عناوين نصرنا بالقول نعم للوطن وصموده .. نعم للمستقبل..‏

نعم لسورية الموجوعة التي فقدت أولاداً وأحباء وبيوتاً وتشرد أبناؤها في الطرقات وخسروا أعمالهم وقوت يومهم ولدغت أفكار الطائفية عقول بعضهم، ودمرت أدوات الحقد والكراهية بناها التحتية، وسرقت معاملها ومصانعها، وحاولت ضرب اقتصادها في مقتل، لكنها بقيت سورية التي لا تنحني فالانحناء ليس من صفاتها عبر الزمان والتاريخ بل الشموخ والمصود والمقاومة.‏

لقد دفع الشعب السوري الثمن غالياً من روحه وجسده ولن يرضى هذا الشعب أبداً « أن يأتي القادمون من خارج التاريخ ليكتبوا تاريخه.. وله الحق وحده في خيارات حياته ومستقبله الذي رسمه بدماء شهداء جيشه والأبرياء من شعبنا، وسجلوا بصمة لا تمحى بالعشق الفريد للوطن الفريد، حيث الروح معلقة دائماً بأهداب عيون الوطن.‏

نحن هذا الوطن الذي ينزف ويتحامل على جراحه ليمضي إلى المستقبل نحن أصحاب الأرض نحن جذور زيتونها وتينها و الثلج الأبيض يغطي قمم جبالها الشامخة ورائحة الياسمين وعبق الهال والنارنج في حارات دمشقها العتيقة والمعتقة كالخمر في خوابيه نحن تاريخ قلعتها في حلب ومياه بحرها وفراتها نحن سنابل قمحها في الجزيرة المعطاء وعاصيها في حمص ونواعيرها تئن من وجع في حماه نحن ترابها الخصب في الجولان وسهل حوران وحجارتها الصلبة في جبل العرب.‏

وتشهد الكنائس‏

نحن سورية.. بلد التعايش والسلام التي كسرت محاولة عزل شعبها بكافة طوائفه وهزمت محاولات تقسيمه لأن من حاولوا لم يقرؤوا التاريخ جيداً ونسوا في كانون الثاني عام 1936 في لواء اسكندرون السليب يوم أغلقت السلطات التركية المساجد حتى لايخرج المسلمون بعد الصلاة في تظاهرات ترفض سلخ اللواء عن أرضه الأم سورية فما كان من المسيحيين إلا أن حولوا الكنائس إلى مساجد وصلى المسلمون في الكنائس ووقف الإمام عند مذبح المسيح وصعد المؤذن عند الناقوس يرفع الأذان.‏

هذه سورية.. تسير بخطا واثقة وثابتة نحو مزيد من الاستقرار والأمان ومرحلة جديدة من الإعمار والبناء.. ستبدأ حين ننتخب الوطن.. ونقول نعم لصمود هذا الوطن الذي لم تنجح آلات الناتو وبنو العرب وسلجوقهم والصهيونية بنسختيها الإقليمية والعالمية بكسر إرادة سورية قائداً وجيشاً وشعباً بل واجهت بتحد وإرادة لم يشهدها العالم من قبل..‏

هذه سورية.. والسوريون ذهب لا يصدأ..‏

والشام تبقى -ورد الله أعينهم-‏

دار الصمود وتبلى عينه الحسد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية