تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأمن الوقائي .. ومبادرات النساء...

مجتمع
الثلاثاء 10-12-2013
غصون سليمان

رغم كل ماتعرضت له المرأة العربية السورية من ويلات طارئة على حياتها ومعيشتها وأفق مستقبلها ، ومادفعته من أثمان وأكلاف غالية على جميع المستويات من مادية ومعنوية واجتماعية واقتصادية وإنسانية وبشرية ومعرفية ،

بقيت حيث هي وفي أي مكان تواجدت فيه على أرض سورية ، بعد تهجيرها من بيتها ومنزلها وأرضها تواجه ، تتحدى ، تشارك ، تساهم في العديد من المواقف الإيجابية في إطار الحراك المجتمعي القائم على تعزيز اللحمة الوطنية والوحدة الجغرافية وإيصال رسالة أننا كلنا للوطن ولاشيء يعلو على اسمه وقامته..‏‏

‏‏

في هذه السطور نتوقف عند بعض العناوين التي تعمل عليها المرأة السورية في إطار الهيئات والمنظمات والنقابات المهنية حيث ناقشت مؤخراً لجنة المرأة العاملة في الاتحاد العام لنقابات العمال والهيئة السورية لشؤون الأسرة في ورشة عمل مكثفة عنوان«المرأة قضايا مجتمعية معاصرة تحدثت فيها نخبة من القياديات على مستوى الجامعة والأبحاث والدراسات على صعيد الاتحاد والهيئة السورية عن الآثار الاجتماعية والنفسية للعنف ضد المرأة ودور الإعلام وكيفية التعاطي مع كل مااستجد من أوضاع في الساحة السورية إلى جانب الواقع التنموي والديمغرافي والصحي والاجتماعي لها.. وكيف يمكن تغيير الصورة النمطية للمرأة بشكل عام...‏‏

نقاط وعناوين عديدة جديرة بالاهتمام وتشريح معطياتها عبر صفحات الإعلام المكتوب والتي سنعرض لها في مواد لاحقة.‏‏

عدم تأجيل الحلول‏‏

ضمن المناقشات والمداخلات كان التأكيد على وجوب إبراز مفهوم الأمن الاجتماعي أو الأمن الوقائي .. ومادور المرأة في هذا المجال..‏‏

الدكتورة هديل الأسمر الخبيرة في شؤون الطفل وعضو الهيئة السورية لشؤون الأسرة تجد بأن المطلوب حول هذه الفكرة هو عدم تأجيل الحلول حتى تنتهي ( وتخلص الأزمة)، بل من المفروض أن يكون لدينا خطط وقائية وتحركات علاجية ولاسيما في المناطق التي لم تتضرر أو شهدت توترات ساخنة بحيث نجد لها الحلول الوقائية .. والمرأة هنا هي الأقدر على اتخاذ مثل هذه المبادرات والقيام بوضع حلول وقائية على توعية الناس والأبناء والمحيط بعدم الإنجرار وراء المجموعات المسلحة وضرورة التزام الأبناء بالمدارس لأنه مجرد ماترك الطفل المدرسة وهو الذي يعرف بالعمر 18 سنة سوف ينساق وراء مجموعات التخريب والإرهاب عندما يبحث عن ذاته فيجد نفسه أثير هؤلاء المجموعات التي تمنحه السلاح والتمويل والقيمة الاجتماعية « أي أصبح شاباً » لذلك يجب أن يكون للمرأة دور كبير جداً بهذا الفهم والوعي والإدراك الاجتماعي وتؤكد الدكتورة الأسمر في حديث للثورة على أن تكون المرأة حاضرة بمؤازرة الآخرين فمن فقدوا المعيل بالأسرة من خلال العمل إقامة شبكات الدعم النسائي مع بعضهن البعض والأهم تقسيم التجارب الناجحة وفيما إذا كانت النخبة من النساء هنّ الأقدر على القيام بهذه المهمة‏‏

أشارت الدكتورة الأسمر أنه ليس بالضرورة أن تكون النخبة هنا وليست محدودة بالثقافة والمعرفة والتعليم وإنما لكل امرأة دورها ومكانها حسب المكان الجغرافي الموجودة فيه شرط أن تكون مؤثرة وفاعلة.‏‏

فقد تكون لدينا كثير من النساء الأميات ولكن لديهن القدرة الفعالة على التأثير والعمل الإيجابي وقيادة المجتمع والمطلوب اليوم هو هذا الحراك المجتمعي الوقائي على جميع الأصعدة‏‏

صاحبة مبادرات‏‏

وحول تقييم ومكانة المرأة السورية في ظل الأزمة ترى الدكتورة الأسمر أن المرأة السورية برهنت على أنها ليست ضحية فقط وإنما هي صاحبة مبادرات وقادرة على إعطاء الحلول فهي تترأس الأسرة التي فقدت معيلها في كثير من الأحيان ، وقامت بدور الحماية والإعالة ...‏‏

فدورها جيد جداً لكننا كمجتمع نطمح بالمزيد لأن المرحلة القادمة تحتاج إلى جهود مضاعفة ، فإذا كان الرجال هم الأقدر على قيادة العمليات العسكرية ، فإن النساء هن الأقدر على مبادرات الصلح ووضع السلام.‏‏

وفيما يتعلق بالشخصية الوطنية توضح عضو الهيئة السورية لشؤون الأسرة بقولها إن الشخصية الوطنية قبل كل شيء هي شخصية غير قابلة للاختراق لأنها تعرف ما هو الوطن وتعرف ما هي الحقوق والواجبات لذا يجب التأكيد على ادوار النساء والفتيات في اللحمة الوطنية والتماسك الاجتماعي، مضيفة أن هذا الدور الكبير يجب عدم التخلي عنه ، لأن جميع الأزمات تنتهي ويبقى الوطن ما يطرح السؤال هنا كيف نريد أن يبقى هذا الوطن وما هي الحالة التي يجب أن يكون عليها وانطلاقاً من هذه المعطيات يجب أن يكون تحركنا فعالاً ذكوراً وإناثاً.‏‏

لافتة إلى أن الهيئة السورية لشؤون الأسرة ومنذ بداية الأزمة كان لها تحرك واسع في معظم الاتجاهات حيث اشتغلت كثيراً على ملف الإغاثة وعملت بأكثر من مجال في الاستجابة الإنسانية لبقاء الأسرة متماسكة ،مؤكدة على دور المرأة في كل المستويات كما لم تترك مناسبة إلا وتواصلت مع النساء القياديات والفاعلات بالمجتمع والتأكيد على نشاطهن وفعاليتهن وتزويدهن بالمواد ووسائل التدريب المناسبة كي يتمكن من تطوير أدوارهن المتجددة في ضوء الأحداث الأخيرة ...‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية