تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المعونة بين الحق و الواجب ..

مجتمع
الثلاثاء 10-12-2013
لجينة سلامة

فلتعذرنا أي جهة أو أي معني يرى نفسه مسؤولا عن أمرنا وأمر الآلاف من السوريين الذين تركوا بيوتهم قسرا فسلبت كما سلب غيرها من الممتلكات المادية والمعنوية.

‏‏

وإذا ما وجه أحدهم اللوم لنا على عتب نحمله ,فإننا من المؤكد سنتقبله برحابة صدر حزين اعتاد على الجراح والمستجدات الطارئة وغير الطارئة .هذه المستجدات التي قلبت حياتنا وحياة صغارنا رأسا على عقب .فغيرت طعمها وعتمت ألوانها وبعثرت إحداثياتها ويتمت براعمها .‏‏

حالنا هذا حال الكثير كما قلنا وإن كنا قد آلينا على أنفسنا أن لا نقف مثلنا مثل كثيرين ,جمعتنا الأزمة في الوطن , على عتبة مسؤول نستجدي طلبا بل على العكس تماما, كنا نتجنب السؤال عن حقوق لنا ولأولادنا من باب أن هناك من يكون في حاجة أكثر منا.‏‏

ولهذا تأخرنا في التسجيل على السلة الغذائية التي هي من حق أي مهجر ترك محافظته عنوة, فما بالكم أن تكون بعائلة شهيد هجرت واعتدي على بيتها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة .‏‏

فليعذرنا أبناء جلدتنا من المعنيين بأمور المهجرين الذين هم في حاجة ماسة فعلا إلى معونة تسند طولهم, وقد أرهقتهم مبالغ الاستئجار ومتطلبات المعيشة والدراسة .‏‏

فليعذرنا أولئك المعنيين إذا ما وجهنا العتب هذا وهم يطلبون أوراق تنظيم الاستمارة للحصول على حق المعونة فيما تباع حصص المعونات بالقرب من أماكن تواجد منظمات الإغاثة على مرأى من موظفيها ... !‏‏

يبنما على المطلب الآخر , تطالب زوجة الشهيد والمهجرة لأكثر من سنة ونصف بأوراق و ثبوتيات تثبت حقها بالحصول على المعونة .و من هنا كان العتب على الجهات المعنية بأمر المساعدات الإنسانية والتي لا تدخر جهدا إلا وتقدمه للصالح العام وتقدم ما بإمكانياتها .‏‏

ولكن ألم يكن من الأجدى أن تضع إجراءات خاصة لذوي الشهداء الذين فقدوا معيلهم ومن ثم طردوا من بيتهم فوجدوا أنفسهم وعائلتهم في وجه المصيبة بأشكالها وألونها المختلفة ...؟!لا لشيء إلا بهدف تخفيف العبء عن كاهلهم واختصار معاناتهم وتقدير ظروفهم التي باتوا عليها .‏‏

طبعا لنا الشرف أن نكون عائلة شهيد وهي العائلة التي تدرك وتعي تمامامثلها مثل الآلاف من عائلات الشهداء الفرق بين الحق والواجب .الواجب أن يقدم المدني أو العسكري دمه الغالي فداء تراب سورية واستقرارها وفي سبيل أن يبق الوطن شامخا أبيا .لكن الحق الذي نعرفه جميعا هو أن هذا الشهيد أو ذاك هو قبل أن يكون ابنا أو أخا أو زوجا هو مواطن سوري .لهذا عندما نطالب بحق فإننا لا نستجدي أحدا بل نتابعه حتى لا يضيع وإن كان الظرف قاسيا ومحرجا والجرح ضاربا في العمق والمستجدات من الأمور تعمق الإحساس بالظلم والقهر .‏‏

وهو الواجب ذاته الذي يدفعنا لنوجه الشكر إلى كل من يبذل جهدا ويقدم ما باستطاعته وهم يعرفون أنفسهم ولا ينتظرون الشكر .وإن كان شكر الناس من شكر الله ..‏‏

ملاحظة : بعد أقل من شهر على تقديم استمارة المعونة إلى المحافظة في مدينة طرطوس تم رفض جميع الاستمارات دون إعطاء سبب الرفض مع التلويح باتخاذ إجراءات جديدة نأمل. نأمل أن تكون عملية وتعطي كل ذي حق حقه .....!‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية