|
قراءة في حدث.. أمنية ليست مستحيلة آراء ولكن سرورك يزداد بالتأكيد عندما يكون هذا الشاب في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة. ويتضاعف هذا السرور عندما يكون الناجح قد جاوز الخامسة والأربعين أو الخمسين من عمره. في الحالة الأولى، وجه الغرابة في مسألة النجاح غير وارد، لأن طبيعة العمر تتناسب مع الإمكانيات المتاحة لتحقيق النجاح، وفي الحالة الثانية قد يكون لهذا الوجه بعض الحضور لأن الإمكانيات المتاحة تلك تكون في حالة نمو وتقدم ملفتة للانتباه، وأما في الحالة الثالثة فلوجه الغرابة كل الحضور، لأن هذه الإمكانيات تكون، عمليا، مستقلة بما يكفيها من هموم الحياة ومتطلباتها. ومع الغرابة تنبثق الفرحة. تلقائياً، ولاتملك نفسك إلا أن تشد على يد الناجح وتقول له: مبروك. على الأقل يتملك أحدنا مثل هذا الإحساس بالغرابة والفرح، في مجتمع كمجتمعنا، يعتقد بعض من الناس فيه أن الأربعين أو الخمسين، هو الخط الفاصل بين الحياة التي تستحق أن تعاش بكل جزئياتها والحياة المرتقبة، حياة الاسترخاء، وانتظار الخاتمة. والسبب في ذلك أن مجتمعنا لم يعتد على رؤية هذه الظاهرة بشكل واسع، ولأنه يقيم في معظم الأحيان، العلاقة بين العمر والإنتاج، تقييماً خاطئاً. في مجتمعات أخرى، نتبع أحياناً أخباراً تقول إنه تم افتتاح جامعة للمسنين لمن هم فوق الستين أو السبعين، ونتساءل ماذا يريد هؤلاء؟ لاشك أن الجواب واضح: طلب المعرفة أولاً، وتجنب الوقوع تحت إحساس الزمن وثقله على النفس بعد هذا العمر المديد ثانيا،ً وبذلك فإن مثل هؤلاء الناس، يصلون ماضيهم بحاضرهم، ويستنفرون أنفسهم للاستمتاع بما بقي لديهم من عمر يقضونه. ونتمنى أحياناً أن تغلق أبواب كل المقاهي في بلادنا، أو أن تقلب إلى مراكز إنتاج يديرها كل الذين أحيلوا على التقاعد ليمارسوا أعمالاً تتناسب وقدراتهم العضلية، يفيدون عندها ويستفيدون، وإن تعذر ذلك أن تقلب إلى قاعات للثقافة، يشارك في إحياء نهاراتها وأمسياتها، محاضرون ومن كل الاختصاصات، لإعادة اللحمة بين هؤلاء الرواد و الحياة من جديد. قد تكون مثل هذه التمنيات غريبة، ولكن هل هي صعبة التحقيق ياترى؟ D.r-loka@maktoob.com"> D.r-loka@maktoob.com
|