لكن تعدد المنغصات والمشكلات حرك الأجواء الساكنة في كلية الاقتصاد في جامعة تشرين والتي أفادنا بها الطلاب فكان الآتي:
الحركة بركة قبل موعد الامتحان
فقد أبدى طلاب السنة الثانية في الكلية تذمرهم من اللغط الذي حدث عند تقديمهم مادة (جرد، محاسبة) حيث قرأ الطلاب الأرقام التي تحدد أماكنهم في القاعة الامتحانية في لوحة الإعلانات (فقررت في البهو) وعندما توجهوا إلى القاعة تفاجؤوا بطلاب المعهد التجاري جالسين هناك وكانت الساعة التاسعة إلا عشر دقائق وموعد الامتحان عند الساعة التاسعة فطلبت المراقبة منهم التوجه إلى صالة المعهد التجاري فسارعوا ركضاً إلى هناك في سباق ماراثوني لأن المسافة تتطلب نحو خمس دقائق ولكن تعود الكرة لتصرخ المراقبة في وجههم وتقول ارجعوا إلى البهو وعند رجوعهم يطلب منهم عميد الكلية العودة إلى الصالة وكانت الساعة قد تجاوزت التاسعة بخمس دقائق، وسبب دخول الطلاب العشوائي والذين كان عددهم نحو 40 طالباً فوضى وإرباك كما سبب لهم تأخير توزيع الأوراق الامتحانية قلقاً زائداً، وما زاد من التوتر ضغط العدد الكبير للطلاب في القاعة وكذلك عدد المراقبين الكبير الذي برأيهم شوش على أفكارهم وزاد من إرباكهم جو الرهبة في القاعة غير المكيفة أيضاً.
غياب الكتاب الجامعي في بعض المقررات
ويضيف هؤلاء الطلاب بالحديث عن معاناتهم بالقول: عدم توفر بعض مقررات هذه السنة فمادة النقود والمصارف وهي مادة نظرية مهمة لم تتوفر وكذلك مادة الرياضيات ومادة التشريعات الجمركية التي طبعت دفعة واحدة منها ثم فقدت بعد ذلك وهذا ما جعلنا نضطر لنواجه مشكلة أخرى وهي التصوير غير المتوفر بسهولة لتخوف بعض أصحاب المكاتب من تصوير الكتب الجامعية، مع العلم أنه وفي حال توفره فإن نوعية الكتب سيئة ونبقى تحت ابتزاز أصحاب المكاتب، فعند الدراسة نعاني من عدم وجود كتاب أو نوطة خاصة بالمقرر، فالنوط في المكتبات مليئة بالأخطاء العلمية واللغوية، ففي مادة الرياضيات وعدنا منذ بداية العام بتوفير نوطة (عملي، نظري) للمادة من قبل المعيد الذي درّسنا العملي بسبب عدم توفر الكتاب ولكن صدمنا عند نهاية الدوام بعدم توفرها واضطررنا لدراسة النوطة القديمة للمادة المتواجدة في المكتبات.
كما عبر هؤلاء الطلبة عن امتعاضهم من الازدحام الكبير في القاعات الدرسية أثناء حضور المحاضرات وخصوصاً طلاب السنة الأولى وكذلك أثناء تقديم الامتحانات حيث يتم تقديم الامتحانات في بهو الكلية أحياناً.
رد عميد كلية الاقتصاد
وعند سؤالنا عميد كلية الاقتصاد الدكتور محمد عكروش عن تلك المشكلات أجاب:
إن أهم المشكلات التي تعاني منها كلية الاقتصاد هي كثرة عدد الطلاب مقارنة بحجم المكان ولذلك كان لابد لنا من التنسيق مع الكليات الأخرى سواء في الحضور أو في تقديم الامتحانات وما حدث في الامتحان أن الصالة تتسع لـ 150 طالباً وتقدم فيها للامتحان 70 إلى 80 طالباً وقد تم نقل الـ 40 طالباً الموجودين في البهو إلى الصالة فالبهو استخدمه المعهد التجاري للاحتياط وعندما رأينا طلاب المعهد جالسين فيه تم نقل طلاب الاقتصاد الـ 40 إلى الصالة لتخفيف العبء وتسهيل الامتحان وهذا يعود كما قلنا للعدد الضخم لطلاب الاقتصاد، أما فيما يخص الوقت المستقطع فقد تم تعويضه وبحكم تواجد 150 طالباً في صالة مساحتها كبيرة فهذا يحتم بالطبع وضع 10 مراقبين.
أما فيما يخص الازدحام الذي يحدث في أثناء المحاضرات فأيضاً يعود مرده لضيق المكان فنحن نشغل مبنى كلية الزراعة لعدم توفر مبنى خاص لكليتنا ولكن سيتم استثمار مبنى كلية الاقتصاد الجديد في بداية الفصل الثاني وكنا نتيجة الضغط نضطر لإعطاء محاضرات يوم السبت.
أما فيما يخص الكتب فقد تم تأمين الكتب من المطبعة منذ بداية العام بناء على طلب الطلاب ونحن نطبع عن شكل دفعات فعند نفاد الطبعة الأولى نطلب دفعة ثانية ولم يراجعنا أي طالب بهذا الخصوص، وفي حال الكتب غير المتواجدة فالمحاضرات كافية ووافية وإنما الطالب الذي لم يحضر فهو يتحمل المسؤولية وما حدث في مادة الرياضيات تم معالجة الموضوع من قبل إدارة الكلية بالتعاون مع رئاسة الجامعة والاتحاد، فالمحاضرات تناسب الخطة الدراسية والمنهاج المقرر (النظري والعملي) وهذه النوط والمحاضرات المصورة هي أشياء دخيلة على الكلية، وأي نوطة يجب أن تصدق من مكتب العمادة وترسل للهيئة الإدارية التي بدورها تقوم بإعطائها لمركز التصوير الموجود في الكلية، ومعيد مادة الرياضيات لم يكن على علم بأن النوط غير مسموح بأن توضع في مكاتب خارج الجامعة ولذلك تم معالجة الموضوع بعدم الموافقة على النوطة إلا بالآلية التي أشرت إليها سابقاً فالمحاضرات التي أعطيت خلال العام الدراسي كانت مستوفية لكل المقرر وعلى الطلاب ألا يتعاملوا مع النوط وإنما الحضور وكان بإمكان هؤلاء الطلاب الاستغناء عن الكتاب والنوطة لو حضروا ولكن على سبيل المثال: لم يكن يحضر من الـ 60٠ طالب سوى 20٠ طالب أو أقل مع العلم أننا منذ البداية أرسلنا الكتاب إلى المطبعة ولم يتم تأمينه حتى الآن.
ونحن نعمل باستمرار على تطوير الخطة التعليمية بالجامعة ونعمل لكي يكون التعليم الجامعي ملبياً لمخرجات سوق العمل وفق نوعية وجودة عالية.