حيث تواصل وسائل الاعلام نشر اخبار عن عبد المطلب بأنه تلقى تدريبا لدى تنظيم القاعدة في اليمن الذي أعلن مسؤوليته عن تدبير الهجوم الفاشل. منذ أشهر يشهد العالم تصعيدا للوجود الاميركي في اليمن الذي تحده السعودية من الشمال والبحر الاحمر من الغرب وخليج عدن من الجنوب المفتوح على بحرالعرب ، الأمر الذي يشير الى أن البنتاغون والاستخبارات الاميركية يعملان على تكثيف وجودهما عند ممرات بحرية استراتيجية لمنابع النفط في العالم (باب المندب) .وقد استخدمت الولايات المتحدة حجة القراصنة الصوماليين، إضافة الى نشاط القاعدة في اليمن، من اجل تعزيز حضورها العسكري في واحد من اهم طرق نقل النفط في العالم وقرب منابع النفط بين اليمن والسعودية .كما أن الحكومة اليمنية التي تواجه مشكلات داخلية كثيرة، تحتاج الى مساعدة اميركية، وخاصة لمواجهة التمرد الحوثي في الشمال، والحركة الانفصالية في الجنوب، فضلا عن تنظيم القاعدة الذي أخذ يستعيد نشاطه مجدداً .
وبعد إعلان الولايات المتحدة ان المشكلات في اليمن هي شأن داخلي، أمر الرئيس اوباما بتوجيه ضربات جوية اميركية ضد اهداف في اليمن، حيث قال البنتاغون إن تلك الهجمات كانت يومي 17 و24 من شهر كانون الاول الفائت وأدت الى مقتل ثلاثة من قادة القاعدة . واليوم، يقدم سيناريو عيد الميلاد في ديترويت للولايات المتحدة مسوغاً جديداً لمواصلة دراما الحرب على الارهاب وهذه المرة في اليمن. وقد تعهد الرئيس اوباما بتقديم مساعدات عسكرية للحكومة اليمنية، حيث هناك عدة مجالات تعتبر الآن مهيأة لتلقي المساعدات الاجنبية مثل التدريب وتزويد قوات مكافحة الارهاب بالاسلحة والمعدات والتجهيزات، وتعزيز أمن الحدود، وبناء قدرات حرس السواحل، وتوسيع حجم الاستشارات الأمنية بين الجانبين.
القراصنة الصوماليون:
و يقدر عدد القراصنة المنتشرين على طول السواحل الصومالية بنحو 1100 رجل موزعين في أربع مجموعات ومعظمهم من خفر السواحل السابقين .ويستخدم القراصنة زوارق سريعة جدا وهم يملكون أسلحة رشاشة وقاذفات قنابل يدوية و لديهم قاذفات صواريخ وهواتف تعمل بنظام «دي بي أس « وبالأقمار الاصطناعية وتتراوح الفديات التي يطلبونها بين مئات الآلاف وملايين الدولارات وحسب السفينة التي يستولون عليها وهويات الرهائن .
ان أخبار وقوع عمليات إرهابية يثير نشاط القراصنة في خليج عدن والبحر العربي فعندما تتناقل وسائل الاعلام أنباء عن حدوث عمل ارهابي، يقوم القراصنة بعملية خطف لإحدى السفن. لكن السؤال المطروح من يزود القراصنة الصوماليين بالاسلحة والمعدات اللوجستية؟
إن الاهمية الاستراتيجية للمنطقة بين اليمن والصومال تأتي من كونها نقطة مصالح جيوسياسية، حيث باب المندب الذي تعتبره الولايات المتحدة واحداً من بين أهم سبعة ممرات ملاحية تستخدم لعبور ناقلات النفط في العالم، وسيؤدي اغلاقه الى منع ناقلات النفط في الخليج العربي من الوصول الى قناة السويس. إن باب المندب هو نقطة وصل بين القرن الافريقي والشرق الاوسط والواصل الاستراتيجي بين البحر المتوسط والمحيط الهندي.
وما زاد في اهمية الممر، ان عرض قناة عبور السفن هو 16كم وعمقها 100-200م، ما يسمح لشتى السفن وناقلات النفط بعبور الممر بيسر على محورين متعاكسين متباعدين .
باب المندب بين اليمن وجيبوتي واريتريا يربط البحر الأحمر مع خليج عدن وبحر العرب ،ويتوجب على النفط والصادرات الأخرى من الخليج العربي المرور بباب المندب قبل دخول قناة السويس . وفي عام 2006 قدرت تقارير وزارة الطاقة الاميركية ان عدد براميل النفط المارة بالمضيق نحو اوروبا والولايات المتحدة وآسيا ب 3،3ملايين برميل .
إن الوجود العسكري للولايات المتحدة والناتو في المياه حول باب المندب، سيمكن واشنطن من السيطرة على ممرات النفط السبعة الاهم في العالم، حيث إحدى استراتيجيات الولايات المتحدة المستقبلية هي منع وصول النفط الى الصين او الاتحاد الاوروبي او اي منطقة في العالم تعارض سياسات الولايات المتحدة. وسيكون بوسع الولايات المتحدة تهديد نقل النفط للصين من ميناء بورسودان على البحر الاحمر شمال باب المندب.
واضافة الى موقعه الجيو سياسي كممر بحري للنفط ،فإن اليمن يقع على واحد من اهم الاحتياطات النفطية. وتذكر مصادر شركات نفطية عالمية ان حقلي ماسيلا وشبوا في اليمن يحتويان على كميات كبيرة من النفط غير المستخرج ، وتعمل الشركات النفطية الفرنسية على تطوير الانتاج النفطي منذ 15عاماً, وقد أبلغني احد المسؤولين الاميركيين ان اليمن يحتوي على نفط غير مستخرج يكفي الطلب العالمي على النفط لخمسين عاما.
من الواضح إذا ان لواشنطن أهدافا وغايات في المنطقة، أهم بكثير من قضية القضاء على تنظيم القاعدة.