اليوم الأخير في حياتهم.. تولستوي فر هارباً من جحيم زوجته
ثقافة الخميس 21-1-2010 ديب علي حسن لا أريد أن أراها
لم تكن نهاية تولستوي سعيدة على الاطلاق، فالكاتب العظيم الذي ترك ثروة أدبية صارت كنزاً انسانياً كان تعساً في حياته الزوجية، نغصت عليه زوجته كل هدوء ولاسيما حين أراد التنازل عن حقوق مؤلفاته للأمة الروسية ومن أجل تنفيذ المبادئ التي نادى بها، فإذا بزوجته تعلن حرباً شعواء ضد الرجل.
وبعد أن أيقنت أن الرجل كتب الوصية بدأت تبحث في مكتبه عن الوصية وقد فاجأها ذات يوم وهي تفعل ذلك، وهنا اتخذ القرار النهائي لابد من الفرار.. كتب رسالة وداع لزوجته وتمنى عليها إذا أرادت أن ترسل إليه أي شيء أن تبعث به مع ابنته لأنه لا يريد أن يراها.. هجر المنزل مع طبيبه... قصد أخته وحين وصلها كان منهكاً ولكنه قرر السفر إلى مكان آخر لئلا تكتشف زوجته مكانه.. جاهدت الزوجة لتصل إلى مكان زوجها المريض بعد أن كان خبر فراره ومرضه قد انتشر على صفحات الصحف.. دخلت الزوجة إلى مقر زوجها المريض، ولكن الابنة وأحد مريديه حالا دون مقابلتها له، وظلت مقيمة في القطار الخاص.. طلب إلى أولاده ليحولوا دون مجيء أمهم إذ إنه يشعر بضعف في قلبه وقد لا يحتمل رؤيتها.. بينما كانت الزوجة تختلس النظر إليه من خلال النوافذ وثمة كاهن يريد الدخول لكن لم يسمح له اطلاقاً وفي 5 تشرين الثاني 1910 تمتم لابنه: إن عبئاً كبيراً واقع على سونيا.. لقد أسأنا الترتيب.. وفي اليوم التالي ساءت حالته وفقد وعيه وصاح بصوت عال: لقد جاءت النهاية ولا أنصحكم إلا بنصيحة واحدة.. إن في العالم كثيرين غير ليون تولستوي وأنتم لا تعنون إلا به ولما جاء الليل كان في أسوأ حالاته وحينئذ سمح لزوجته أن تراه فجثت إلى جانب سريره وأخذت تقبل يديه وهي تقول: اغفر لي فتنهد تولستوي تنهداً عميقاً وظل في غشيته إلى أن أسلم الروح وكان ذلك في 7 تشرين الثاني 1910م أما ولادته فكانت 28 آب 1828م.
|