|
|
مجتمع يقرأ.. مجتمع يبني رؤية وربما يجد البعض من المتابعين للشأن الثقافي في المعارض فرصة ذهبية للقاء الناشرين وتسويق الكتاب وعقد حفلات توقيع الإصدارات الجديدة والمشاركة بالندوات والمحاضرات والأنشطة المرافقة للمعرض، لكن الحقيقة تشي بأكثر من ذلك في أهمية المعارض وتتعدى دورها المتمركز في الكتاب لترتبط بجوانب أخرى وأهمها مايمكن وصفه بالصورة التاريخية لحضارتنا وتراثنا وإصرارنا على محاربة قوى الشر بالعلم والثقافة ونشر ثقافة التسامح والمحبة. ولاشك أن معرض الكتاب الذي دأبت وزارة الثقافة على تكريسه ورغم توقفه خلال سنوات الحرب، ظل يشكل علامة فارقة في بلادنا كواحد من الشواهد المهمة التي تقدم صورة سورية الحضارية لسائر ثقافات العالم، تقصده الكثير من الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة حضورا أو مشاركة، وقد أصبح معلما حضاريا وجزءا هاما من هويتنا السورية. وإذا ماتمثلنا مقولة بورخيس «أن كل مكتبة هي صفعة بوجه العالم الجاهل وترفّع عن أميته وجهله» فإن واجبا كبيرا ومسؤولية تقع على عاتق المعنيين بالشأن الثقافي في العمل على تكريس فعل القراءة لدى الناشئة والأطفال من خلال تقديم مايوائم أذواقهم ويساهم في تطوير معارفهم، ولفت انتباه الأسرة إلى أهمية القراءة والعناية بالكتب كمصدر موثوق من مصادر المعرفة في ظل انتشار تقنيات الحاسوب ووسائل التواصل الاجتماعي وذلك عن طريق الندوات والمحاضرات وورش العمل الخاصة بجذب الفئات العمرية المختلفة ليكون حصادنا وفيرا من جيل يبنى مستقبل سورية بسواعده وماأحوجنا. ولأن القراءة شكل من أشكال السعادة والتحليق في عالم الآخر وثقافته وعلومه وهي طريقنا للنهوض من جديد، ووسيلتنا للدفاع عن حضارتنا وتراثنا وأوابدنا، لابد أن نتمسك بهويتنا ونعمل جاهدين من أجل إعادة بناء البشر قبل بناء الحجر، فمجتمع يقرأ لاشك هو مجتمع يحقق انتصارات جديدة ويعيد ألق الحياة وزهوها.
|
|||||||||||||||||||||||||||
