تكثر الأدلة وتتعدد، ومنها مثلاً ما كشفه موقع «غلوبال ريسيرش» الأميركي أمس عن قيام الولايات المتحدة الأميركية بدعم تنظيم داعش الإجرامي والتنظيمات الإرهابية الأخرى في المنطقة خدمة لأهداف سياساتها، مؤكدة أن واشنطن زودت التنظيم الإجرامي بأسلحة مدمرة وعقدت صفقات سرية معه خلال السنوات الماضية.
وبين الموقع أن السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط هدفها زعزعة استقرار المنطقة سواء في تسليح أنظمة إرهابية مثل النظام السعودي والكيان الصهيوني أو تدمير بلدان بأكملها مثل ليبيا والعراق، ليشكل التدخل الأميركي في المنطقة كارثة إنسانية بكل المقاييس.
إحدى فضائح هذه السياسات الأميركية قيام واشنطن بتسليح «داعش» يؤكد الموقع، وهي نفس المجموعة الإرهابية التي تدّعي أميركا أنها تحاربها ويعود هذا الدعم إلى أن «داعش» يخدم أهداف السياسة الأميركية، مبيناً أن واشنطن تحالفت مع عدة جماعات إرهابية في سورية أبرزها جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي.
فالأميركيون قدموا الدعم لداعش خمس مرات في سورية وفق ما وثق الموقع، ففي المرة الأولى كانت في مساندتها كقوة جوية لداعش وتقديم الدعم الجوي للجماعات الإرهابية وهو ما حدث بشكل جلي حينما قصف الطيران الأميركي الجيش العربي السوري في منطقة دير الزور في أيلول عام 2016.
وأضاف: تمثلت المرة الثانية في تقديم الممر الآمن لداعش من خلال صفقة سرية عزز فيها التنظيم الإرهابي وجوده في مدينة الرقة من خلال مفاوضات سرية جرت بين ما تسمى «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية المدعومة من قبل الولايات المتحدة وداعش، حيث تم نقل إرهابيي داعش المحاصرين بالشاحنات إلى أجزاء أخرى من البلاد- بما في ذلك دير الزور وغادر إرهابيو داعش المنطقة بأسلحتهم وعائلاتهم مع ما استولوا عليه.
كما قدم الأميركيون في مساندتهم الثالثة لداعش، تزويده بأسلحة متطورة ضد الدبابات، فمن بين جميع الأسلحة الموجودة في ترسانة داعش ربما لا تكون أي أسلحة أكثر تدميراً من منصات الإطلاق «تو TOW»، المضادة للدبابات والموجهة بالليزر والتي تجعل من الصعب للغاية تأمين المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون لأنها تنفي بشكل جزئي الميزة الكبيرة التي توفرها الدبابات والمدرعات للقوات التي تقاتل الإرهابيين.
وأوضح أيضاً أنها زودت الإرهابيين بصواريخ (أرض جو) وهي أحد أكثر الأسلحة المدمرة المتاحة لداعش، مبينا أنها عبارة عن منظومات الدفاع الجوي المحمولة على الكتف «قاذفات الصواريخ المضادة للطائرات»، كما استخدمت الولايات المتحدة النظامين التركي والسعودي كوسطاء لتوصيل الدعم إلى داعش وربما تكون الطريقة الأكبر والأكثر غموضاً التي تساعد فيها الولايات المتحدة تنظيم داعش وجماعات إرهابية أخرى هي من خلال وسطاء مثل تركيا والسعودية حيث تقدم أميركا مساعدات عسكرية واستخباراتية ومالية واسعة لهذه الأنظمة التي تقوم بعد ذلك بتوجيه تلك الموارد التي تحصل عليها لداعش.