كلنا نعرف أن بندقية الكلاشينكوف ارتبطت أساساً بحركات التحررالوطني في القرن العشرين وبالثورات الإشتراكية والإنتفاضات الشعبية,ولم ترتبط بالإرهاب في معناه المتداول حالياً,وبالتالي فإن بث هذا الإعلان بهذه الطريقة المتكررة هو سعي لحذف الدلالات السابقة لرمزية هذا السلاح وخلق دلالات جديدة ترتبط مباشرة بالإرهاب.
من جهة أخرى,يسعى الإعلان إلى ترسيخ فكرة أن الإرهاب وأدواته ولدوا وترعرعوا في الشرق,بشراً وسلاحاً وثقافة,في حين أننا جميعاً نعرف أين ولد وكيف تفشى,وكم دفعت الولايات المتحدة و حلفاؤها من السلاح والعتاد وبنادق الإم 16 لمقاومة الأنظمة التقدمية .
على آي حال,صورة الإعلان مسيئة,ولا سيما إذا جاء بعدها أو قبلها خبر عن اعتداءات للجيش الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين ببنادق الإم 16 الأمريكية,عندها يتكشف الوجه التاريخي للمعادلة: وقد ارتبطت حركات المقاومة الوطنية الفلسطينية واللبنانية بهذا النوع من السلاح في مواجهة السلاح الأميركي الإسرائيلي,وإعادة ربطه اليوم بالإرهاب,هو تحريف واضح للماضي والحاضر...وهو ثأر نسوقه بأموالنا ضد قضيتنا ذاتها.