تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المنطق القديم/الجديد

فضائيات
الخميس 31/1/2008
معن عاقل

قبل سنوات أذكر أن برنامجاً واحداً,وبعد حلقتين أو ثلاث منه,جذب شرائح واسعة من الناس لمتابعته ومشاهدته,ولم يزل هذا البرنامج في ذاكرة الناس نموذجاً يحتذى به للعمل الإعلامي المتلفز,واسمه قد يكون نسي:ملفات حارة.

أعود إلى هذا البرنامج,مع انطلاقة حزمة برامج في التلفزيون السوري,منوعة في الموضوعات على الأرجح,لكنها متشابهه في الشكل والمهارة الفنية ولها السوية الحرفية ذاتها,والدليل أننا لم نسمع أن جمهوراً عريضاً أو واسعاً استرعت انتباهه وجذبته للمتابعة.‏

أعتقد أن المسألة,أو الأصح المشكلة,تكمن في صميم العقلية الإدارية والرؤية الإعلامية للقائمين على التلفزيون,إذ يعتقد هؤلاء أن الوظيفة الرئيسية للإعلام عموماً والتلفزيون خصوصاً هو الترفيه,وبالتالي فإن أوسع البرامج المنوعة كفيلة بتسمير المشاهد المتلقي أمام شاشتهم,مرتكبين بذلك الأخطاء السابقة ذاتها التي نحت جانباً حاجات المواطن الرئيسة من الإعلام وكيفية تلبية هذه الاحتياجات,وبحسب المنطق القديم/الجديد فإن المشاهد هو مجرد متلقٍ وعليه أن يكيف حاجاته مع رسالتنا الإعلامية.‏

أعود للقول:المشكلة في صميم العقلية والرؤية الإعلاميتين,لأن التطوير ليس مجموعة برامج جديدة تجتر سلسلة مشكلات قديمة,وليس المطلوب من التطوير القفز مباشرة وبجميع البرامج دفعة واحدة إلى الأمام,على افتراض أن القفز يحدث إلى الأمام,المطلوب هو التركيز على بعض البرامج التي يمكن أن تشكل نماذج تحتذى,والتي يمكن أن تلعب دور المحرض والمثيرلبرامج أخرى,عن طريق إبراز المهارات الإعلامية والفنية فيها,عن طريق إبراز قدرتها على جذب المشاهد,وبدل إطلاق مجموعة كبيرة من الطاقات المتواضعة,وأحياناً كثيرة عديمة الخبرة والموهبة في الإعلام المتلفز,يكفي الاعتماد على مجموعات صغيرة تمتلك الخبرة والكفاءة والأهلية,وتستطيع أن تقوم بالمهام الكفيلة بتطوير شاشتنا,ودون أعباء كبيرة,وليبقى المرتزقة مرتزقة إلى حين,وهكذا نكون خلقنا نواة المهارة المهنية بدل تعميم الارتزاق. بالمناسبة,هناك محطات تحولت إلى العالمية,بكوادر قليلة,وبرامج محددة ومحدودة,فمثلاً,يتذكر بعض العاملين في قناة الجزيرة كيف انطلقوا ببضعة برامج نالت شهرة واسعة على مستوى الوطن العربي مثل الاتجاه المعاكس. السؤال الأهم استناداً إلى ما سبق:هل هناك فعلاً نية لدى إدارة التلفزيون لتطوير شاشتنا,وهل لديها خطة ورؤية?وهل هناك دعم حكومي لمحاولتها?‏

أعتقد أن النية موجودة,وربما هي العنصر الوحيد الموجود,لكن ما عداه هو عبارة عن طرقات متفرقة على صخرة,لا يمكن أن تنتج شيئاً يذكر في النهاية,وما مظاهر الانتقادات الموجهة تارة إلى أداء المعدين وأخرى إلى المذيعات والمذيعين وثالثة إلى الفنيين سوى تعبير وتجسيد لحالة التخبط وغياب الخطة والرؤية.‏

الأهم من كل ذلك,هناك إرث متراكم من العقليات والأشكال والمظاهر البالية والمتكلسة في تلفزيونناوعلى شاشتنا,هل تستطيع الإدارة الجديدة تطهيرها والتخلص منها,دون أن تقدم نماذج بديلة تجعلها من منسيات الماضي?!‏

إدارة التلفزيون المحترمة:المشاهد يطلب فقط برنامجاً أو برنامجين في الأسبوع جديرين بالمشاهدة شكلاً ومضموناً,وبعدها سيرى الجميع كيف يستعيد ثقته بكم,وسترون كيف تخرجون هذه المهنة من مستوى المتوسط وما دون إلى مستوى الجيد وما فوق,ومن يدري,ربما بجهودكم تحقق حلمها وتصبح بلد الجيد وما فوق!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية