في الحقيقة تستحق كرة القدم كل الاهتمام والرعاية والدعم والمتابعة, ليس لكونها الهم والاهتمام والشغل الشاغل فحسب, وإنما لأنها بحاجة ماسة لاتحاد يقودها ويدير أمورها ويوجهها صعوداً , لاهبوط ولا مراوحة في المكان؟! ولأنها لم تلقَ ذلك الشغف والدأب الحثيث في محاولات انعاشها واعادة الحياة إلى أوصالها المستهكلة, وربما لأنها لم تفلح في تحقيق انجازات تذكر في المحافل الدولية, فيما اكتفت ببعض الاشراقات التي سرعان ماخبت, أو بطفرات مالبثت أن تلاشت؟!
ورب قائل يقول :إن أي اتحاد كروي سابق أو لاحق, برئيسه وأعضائه, غير قادر على اختراق منظومة التعثر, أو تلافي سلبياتها, ذلك لأن الأمر ليس منوطاً بأشخاص أو خبرات أو كفاءات, بقدر ارتباطه بالمنهج الناظم لآليات العمل , والذهنية التي تتحكم بسفاسف الأمور قبل عظائمها, وبالدقائق والتفاصيل قبل المضمون والجوهر, فلا غرو , والحالة هذه, أن تكون الانتخابات القادمة لاتحاد كرة القدم مجرد بند على لائحة المؤتمرات السنوية, قد تشهد مفاجآت أو وجوهاً جديدة وربما واعدة, لكن ذلك لن يغير شيئاً على أرض الواقع؟!
التجارب السابقة والخبرات المتراكمة عبر عقود من السنين تدعم وجهة النظر الآنفة, بل تؤكدها وتجعلها قدراً محتوماً ينتظر النفاذ فقط, ولكن يبقى بصيص من الأمل يقاوم الريح العتيدة, ولعله حلم أو تربص لاجتراح مايشبه المعجزة.