بالجميع إلى حافة الهاوية، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على سلوك النظام التركي الذي يصر هو الاخر على التهرب من التزاماته وتعهداته من خلال انتهاج سياسة المراوغة والمماطلة وشراء الوقت والبحث عن مساحات وهوامش جديدة للابتزاز والمقايضة بغية تحسين شروط التفاوض على الطاولة.
فقيام الولايات المتحدة بإرسال تعزيزات لوجيستية واستراتيجية الى جنود احتلالها في المناطق التي تحتلها، لاسيما في قواعدها في محيط حقول النفط شرق الفرات، وكذلك استمرارها باستقدام ونقل إرهابييها الى داخل الأراضي السورية، يؤكد مجدداً أن الإدارة الأميركية لا تزال خارج سياق الواقع بمعادلاته وقواعده وتحولاته الجارفة التي رسمت عناوين جديدة للمشهد الدولي والإقليمي على نحو واحد، وبالتالي فإن كل ما تقوم به الأخيرة سواء بشكل مباشر أم عبر حلفائها وأدواتها لا يزال أسيراً لطموحاتها وأهدافها الاستعمارية في سورية خصوصا، وفي المنطقة على وجه العموم.
وهذا أيضا ينسحب على سلوك النظام التركي الذي لا يزال هو الاخر يناور ويراوغ بغية التهرب من تعهداته والتزاماته، وهو الامر الذي لا يؤكد حقيقة النيات الاحتلالية لأردوغان فقط، بقدر ما يؤكد حقيقة التوزيع الوظيفي لأطراف الإرهاب، خاصة واشنطن وأنقرة اللتان يتسابقان لتحقيق أكبر قدر من المكاسب على الأرض، وهذا لا يتم من وجهة نظرهما إلا من خلال إبقاء حالة الفوضى والحرب التي تمكنهما من التسلل الى كل فراغات ومساحات المشهد ومن ثم الضغط على كافة الأطراف وابتزازهم واستغلالهم.
قرار الدولة السورية بمحاربة الإرهاب وطرد الغزاة والمحتلين كان ولايزال واضحاً وحاسماً، وهذا ما تتجاهله أطراف الإرهاب حتى اللحظة، وهو الامر الذي قد يؤخر الحسم قليلاً، لكنه بالتأكيد لن يقف عائقاً في تحقيق النصر الكبير على الإرهاب والغزاة وأعداء الشعب السوري.