وكاد لا يصدق نفسه وهو يعلن عن هذه التمثيلية أمام عدسات ووسائل الإعلام، التي هي الأخرى تربطه بها عداوة مع كم الأكاذيب التي ينشرها يومياً، منذ وصوله إلى السلطة وحتى الآن.
إدعاءات ترامب وفصول مسرحيته بقتل البغدادي وبطريقة هوليوودية، لإظهار نفسه أنه (بطل) في مكافحة الإرهاب، هي اليوم ستلقي بلعنتها عليه وعلى من شاركه نسج الأوهام، حيث تفضح اللعبة المسروقة التي كشفت إحدى وسائل الإعلام عنها، السر الترامبي الذي حاول من خلالها دفع المشاهدين والمتابعين إلى تصديق أكاذيبه وتمثيلياته، فيما تماهت معه أدواته، والتركي بهذا التصنيع المهزوز إعلامياً وواقعياً عندما ادّعى أنه كان جزءاً من العملية، وهو ما يدل على أن الطرفين شريكان في الكذب، إضافة لاستمرارهما بالنهب والسرقة التي يتصفان بها، وقد كانت هذه السرقة الموصوفة وتمريرها كعملية لمقتل البغدادي واستثمارها إعلامياً، ضمن حلقة جديدة من حلقاتهم للتلاعب بالرأي العام.
ربما هناك من صدّق أن أميركا حقاً قتلت البغدادي، ولكن ومنذ الإعلان عن ذلك فإن الكذب ظهر مباشرة، ومن تابع كم التناقضات في التصريحات والصور والمشاهد، سواء من قبل ترامب أم من قبل وزارة حربه وإدارته والذين كذبوا بعضهم بعضاً، سيكتشف الحقيقة فوراً وبلا أدنى بحث عنها، فتارة عمليتهم المفبركة تمت عبر طائرات مسيرة وتارة عبر إنزالات!.
ترامب أراد بمسرحيته هذه التي لم تدم طويلاً أن يرفع أسهمه المنحطة، وعلى حساب النفاق المستمر في مكافحة الإرهاب وقصة الانسحابات الكاذبة من سورية كتلميذه أردوغان الذي يريد (شكراً) على عدوانه وهمجيته واحتلاله ولصوصيته وسرقته ومزاعمه هو الآخر.
روائح أميركا الإرهابية الكريهة أخذت تفوح أكثر، ومياه الحقيقة بدأت مجدداً تكذب غطاسها الفاشي، فهي وإن أرادت أن توهم نفسها بأنها حققت (إنجازاً)، لكنها والإرهاب متجذران لا يستطيعان التخلي عن بعضهما، كطريق سهل لاحتكار العالم والهيمنة عليه.
الحقيقة فقط هنا، حيث يثبت الجيش العربي السوري أقدامه، ويدحر الإرهاب ويطوي صفحته السوداء.