تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الطباعة على الألبسة .. حرفة وفن

استراحة
الجمعة 27-2-2009
وعد ديب

عرف فن الطباعة على الأقمشة منذ أقدم العصور، فما كان الإنسان إلا ذواقاًَ للفن ومبدعاً حيث مارس فنه بشكل فطري بلاعلم ولا تقنيات،

فاستخدم أحياناً صموغاً مختلفة بخلطها بدماء الحيوانات التي يصطادها أو بأي مادة طبيعية يراها أمامه ليشكل ألواناً يستخدمها بواسطة كفه أو قدمه أو وسيلة أخرى يراها كأوراق الأشجار أو القش فيدهن بها جدرانه الصخرية في داخل مغارته.. ثم اكتشف بعض الألوان منها بضغط أوراق الشجر المبللة على الأقمشة فتترك أثراً وألواناً..‏

وبطريق الصدفة سقطت نقط الشمع والصمغ فوق أقمشة معدة للصباغة، فتركت آثاراً قد تكون عفوية ولكنها جميلة.‏

وكان الصينيون أول من استعملوا القوالب الخشبية في الطباعة منذ أكثر من عشرين قرناً وكانوا يطبعون الحرير الطبيعي، اكتشفوه قبل هذا التاريخ بسرية تامة.‏

إن الطباعة والصباغة بدأت بصبغة النيلة الزرقاء في الهند حوالي 4000 ق.م،أما قدماء المصريين فقد اكتشفوا الكتان بنفس هذا التاريخ، بالإضافة أنهم استخرجوا النيلة من بعض المحار في البحر الأحمر.‏

وكانت أقمشة المومياء الكتانية في مصر مرسومة بطريقة النيلة والألوان الطبيعية، ومارسوا فن طباعة الأقمشة بمهارة ويظهر ذلك من خلال المعروضات الموجودة بالمتاحف المصرية.‏

ونبغ الأندونيسيون بشكل ملفت للنظر في طباعة المنسوجات بطريقة الباتيك، وكانت السيدات يقضين وقتهن بإخراج قطع من الأقمشة المزركشة الجميلة.‏

وفي اليابان فإن لهم تقاليد، يختارون اسماً مستحباً للمولود فيقرر مجلس العائلة اختيار الألوان منها الزاهية والفاتحة للأنثى أما الغامقة والوسط للذكر... وبعد الاتفاق على التصميم ينقل الرسم على ورق الأرز الياباني المزدوج على أن يكون كل لون من ألوان التصميم على ورقة خاصة، ثم يفرغ الرسم بدقة وبعدها يقص شعر الطفل المولود وتلصق به طبقتا ورق الأرز المفرغ لأجل التماسك.. وهكذا يتم الحصول على الكليشة التي تسمى بالاستنسل، ثم تجري عملية طبع القماش الخاص بالمولود.‏

وبالنسبة لأوروبا فإن فن الطباعة وصل إليها متأخراً بالنسبة للشرق فبدأ هذا الفن في القرن الحادي عشر الميلادي، عندما كانوا يستوردون القطع المطبوعة من الشرق. وكانت تصاميمهم بلون واحد وأحضر الفرنسيون الأقمشة المطبوعة من الساحل الشرقي للهند... وحصلوا على الطرق المختلفة في صناعة هذا الفن حيث تقدم بسرعة هائلة.‏

أما الرجل الذي اخترع الآلية الحديثة المميزة فهو اسكوتلندي يسمى «بل» حيث تم إنجاز آلته عام 1783 وتعتبر انقلاباً ونقلة نوعية في هذه الصناعة من حيث السرعة والإتقان وخفض التكاليف.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية