وفي الوقت نفسه كان من رواد ناشري وموزعي الكتب العربية والاصدارات الحديثة في الوطن العربي، وأول من أصدر ، في بلاد الشام مفكرة الجيب والتقويم الجداري السنوي باللغة العربية عام 1916، فضلاً عن اكتشافه المهم لمخطوط كتاب «رسالة الملائكة» لأبي العلاء المعري، وصاحب الفضل الأكبر في تعريف الأجيال على كتاب «تاريخ دمشق» لابن عساكر، وخدمة أصوله المخطوطة جمعاً ونشراً وتحقيقاً ، وأخيراً مشاركته الصامتة في طباعة وتصحيح وتنقيح موسوعة «الأعلام» للأديب خير الدين الزركلي، حيث ورد اسمه ضمن أجزاء هذه الموسوعة الفريدة، كما لمست بنفسي ، أكثر من عشرين مرة، اعترافاً بفضله وجهوده القيمة في التوثيق وتحري صحة بعض الأسماء.
أشاع الراحل أحمد عبيد خبرته وعلمه وثقافته ومكتبته، لجميع من شاء النهل من ذخائرها النادرة، من سوريين وعرب ومستشرقين .. فكانت تعقد في رحابها عفوياً، ندوات شبه يومية، لكبار رجالات الأدب والفكر، وصفوة العلماء والشعراء والصحفيين، فترفد عطاءاتهم وترعى جهود تكريم أعلامهم أثناء حياتهم وبعد رحيلهم.
ومن الغريب أنه اعتذر أكثر من مرة، عن تلبية الدعوة المتكررة له، للانضمام إلى مجمع اللغة العربية، واكتفى بتزويد مجمع اللغة بالمشورة والخبرة التي كانت تطلب منه باستمرار، انسجاماً في سلوكه الحياتي، وواجبه الوطني في خدمة المجتمع والعلم المفيد والعلماء ، وقد لقب من قبل رئيس المجمع محمد كرد علي بلقب «ابن النديم» وكذلك أطلق عليه الدكتور شاكر الفحام نفس هذا اللقب، في حفل تأبينه الذي أقيم في مكتبة الأسد، لأنه آثر الابتعاد عن الشهرة والأضواء والضجيج الإعلامي..
للراحل أحمد عبيد عشرات الكتب المطبوعة نذكر منها: مشاهير شعراء العرب، وذكرى الشاعرين حافظ وشوقي، وكلمات المنفلوطي.