تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فلسطين والمقاومة

عن موقع: legrand soir
ترجمة
الأربعاء 24-4-2013
ترجمة: سراب الأسمر

أميرة حاس مراسلة لصحيفة هآرتس الاسرائيلية ، توثق ما يجري في فلسطين المحتلة السنة تلو الأخرى، وآن الآوان لرؤية ما يعانيه الفلسطينيون من خلال حديثهم ،

نشرت حاس مقالة في 3نيسان 2013 بعنوان : « ماذا يعني رمي الحجارة بالنسبة للفلسطينيين «. قد يتبادر إلى أذهاننا أن مدارس الفلسطينيين تعطي الطلاب دروساً في المقاومة ، كيف تبنى قرى محمية بـ«الأبراج والأسوار ». كيف تتصرف حين يقتحم ديارك الجنود ، كيف تصوّر أعمال العنف التي يمارسها ممثلو النظام لتنشرها، كيف تعرف الجنود الذين داهموك وألقوك في سيارة الجيب لمقاضاتك؟‏

هذه هي طريقة الكتابة التي تتبعها حاس منذ عام 1991، فهي ومراسل هآرتس ليفي جدعون يشكلان جزءاً من صحفيين إسرائيليين قلة يقولون الحقيقة حول الاحتلال الاسرائيلي . وبقدر ما أعرف ، فهما الوحيدان اللذان يترجمان بشكل منتظم إلى اللغة الإنكليزية. في هذه المقالة حصراً اهتمّت حاس بتدوين عمل المقاومة لدى الشباب الفلسطينيين ضمن سياقها الرئيسي:‏

رمي الحجارة هو حق وواجب كل من يعيشون تحت نير قوة أجنبية . رمي الحجارة هو عمل المقاومة الملموس عدا أنه عمل رمزي. إن اضطهاد رماة الحجارة بمن في ذلك الأطفال الذين لا يتجاوزون الثامنة من العمر يشكل جزءاً من ترسانة التصنيفات اللازمة لمحتل أجنبي لا يهمه سوى التعذيب، سرقة الأراضي، تقييد الحريات واستملاك أكبر جزء من ينابيع المياه . فالعنف الذي يمارسه الجنود الذين في سن التاسعة عشرة ومسؤوليهم الذين في ال45 والبيروقراطيين ، القضاة وغيرهم يترسخ في الواقع ، فعملهم يقضي بحماية العنف الذي يمارسه الاحتلال الأجنبي ، الموارد الطبيعية ، الفوائد والسلطة . تختتِم حاس مقالتها متسائلة : لماذا لا يوجد في فلسطين تعليم حول المقاومة ؟ جوابها إن السلطة الفلسطينية قررت « التكيّف مع الوضع الحالي «، ما يعني أن السلطة الفلسطينية تخشى المقاومة بقدر ما يخشاها المحتلون الاسرائيليون .‏

أثار صدق حاس موجة من الاحتجاجات من قبل القوميين والتوسعيين الإسرائيليين ، إذ تلقت حاس وصحيفتها عدداً من رسائل الإهانات الحاقدة، وطالبت مجموعات من اليمين محاكمتها بتهمة «التحريض على الكراهية».‏

من النادر أن تحصل مجموعة على حريتها إلا بحال استخدمت « معدات الموت », وإرادة مقاومة في التحرر من « استعمار أجنبي وأنظمة عنصرية » هو حق يُقرّ به البروتوكول الإضافي « الأول » من اتفاقيات جنيف ، وعدم توقيع اسرائيل على هذا البروتوكول لا يعفيها ولا يغير شيئاً من واقع الأمر.‏

انتقد المؤرخ «المتخصص في الأمن القومي» تشيلو روزنبرغ في 4نيسان 2013مقالة حاس, ونُشر هذا الانتقاد في صحيفة الـ هآرتس تحت عنوان «بيت أميرة حاس الزجاجي » وفي انتقاده هذا يشوّه معنى المقالة, فعلى سبيل المثال يُعلّق روزنبرغ : « رمي الحجارة حق كل إنسان لا أساس له ولا قيمة ، على الأقل من وجهة النظر الأخلاقية «، لكن في الحقيقة كتبت حاس: «رمي الحجارة هو من حق وواجب كل من يعيش تحت نير قوة أجنبية ».‏

لنؤجل هذا الخطأ ولنُركّز على حجة أهم ، فحسب روزنبرغ : « رمي الحجارة هو عمل قد يكون قاتلاً ومن غير المقبول أن ترمي الحجارة على المدنيين . ويقول إنه بالنسبة لحاس هذا النوع من المقاومة العنيفة مشروع في فلسطين واسرائيل على حدّ سواء لأن الفلسطينيين يتعرضون « لعنف مؤسساتي » (بأشكال مختلفة ) في كل المناطق .. وأن هذا الموقف غير مقبول وخطر لأنه ينضوي على رفض المشروع الصهيوني « ، وبنظر روزنبرغ أن ما تقوله حاس يعني إن « الصهيونية وإنشاء دولة اسرائيل هما جريمة بحق الفلسطينيين » .‏

يُشوّه روزنبرغ وبسوء نية قول حاس ويُبدي تجاهله أنّ تلك الأخيرة تدعو الفلسطينيين للتمييز بين المحتلين المسلحين وغير المسلحين . فحاس في مقالتها تؤكد على وجود حدود «وقواعد « لدخول المقاومة بما في ذلك استخدام السلاح . مع ذلك يُؤكّد روزنبرغ على المسألة الأهم في الصراع الفلسطيني « الوجود الإسرائيلي مشروع أم « جريمة »؟‏

إذا كانت اسرائيل منظمة إجرامية, إذاً لم يعد من حقّها التواجد مثلها مثل أيّة منظمة إجرامية أخرى.لكن لا بدّ من التنويه هنا إلى أنّ روزنبرغ مثل أيّ صهيوني يخلط بين أمرين مختلفين تماماً: دولة اسرائيل والدولة الصهيونية التي تدير هذه الدولة, هل يشكلان أمراً واحداً؟ وإذا لم تكن الأمور كذلك فهلّ نتّهم إحدى الاثنتين بالإجرام؟‏

يؤكّد الصهاينة أنّ اسرائيل ولدت من الرؤية الصهيونية وبالنتيجة فهي جزء لا يتجزّأ من هذه الإيديولوجية. لكن التاريخ لا يجري بهذا الشكل... إذا كان تاريخ الدول يثبت أمراً ما فإنّما يثبت انّ الإيديولوجيات التي تُحرّك الدول لا تستمرّ طويلاً...‏

إنّ جهاز الحكومة الاسرائيلية العنصري الذي يمارس سياسة الفصل العنصري والتمييز المؤسساتي والفكر الصهيوني الذي يبرّر هذه الممارسات هو جهاز لم يعُد يُطاق وبالتالي ليس من حقّه المطالبة بالوجود.‏

لنتخيّل وجود اسرائيل ذات جهاز حكومي مختلف تماماً, حكومة تضمن الحقوق لجميع مواطنيها دون تجاوزات ودون تهميش أي طرف..إنّ هذا ضرب من المثالية الساذجة. أنضع رأسنا بين الرمال مثل النعامة؟ أم نتعاون مع المستغلّين والظالمين لكسب الأرباح؟‏

لا يزال هناك المزيد من الاحتمالات. لماذا لا نتّبع مثال أميرة حاس ونختار العمل لبناء عالم أفضل؟‏

 بقلم : لورانس ديفيد سون‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية