ولأنه الإستحقاق العلمي الأكبر والذي يقام على مستوى العالم بأكمله ويحظى بمشاركة أكبر عدد من الدول المتطورة علمياً في القارات الخمس، فلابد أن تكون التحضيرات العلمية السورية على مستوى الحدث الذي يقام سنوياً.
عن التحضيرات لهذه المشاركات العالمية قال عماد موفق العزب رئيس الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري: يعتبر التأهيل والتدريب العلمي من أساسيات عمل الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري بالتنسيق والتوافق مع اللجنة العلمية المركزية. وهو لا يقتصر على مسألة التحضير للمشاركات الدولية والعالمية، وإنما هو واحد من أهم وسائل تطوير المستوى العلمي وتنمية المهارات الذكائية لدى المواهب العلمية التي وجدت نفسها في علوم الأولمبياد العلمي السوري حيث نعمل على تطويرها سواء خلال مراحل المنافسات المحلية على المستوى الوطني. أو في مرحلة التحضير للمشاركات العالمية وهو ما يحدث الآن.
وأضاف العزب: آثرنا أن يكون التأهيل والتدريب هذه المرة بطريقة جديدة، فالتأهيل والتدريب العلمي للفرق الوطنية سيكون فرعياً، وكل في محافظته نظرا لتوزع أعضاء الفرق الوطنية في العديد من محافظات القطر، ولارتباطهم بالتحصيل العلمي المدرسي فقد توجهنا إليهم بتحضير علمي وفق خطط جديدة ومرحلية لرفع كفاءتهم العلمية وهم في طريقهم إلى الملتقى العلمي المركزي (المعسكر العلمي) الذي سنقيمه لهم في حزيران المقبل بعد انتهاء العام الدراسي.
وبين العزب أن برامج التأهيل والتدريب العلمي المرحلية بدأت مطلع الشهر الحالي بالتعاون مع اللجان العلمية للمواد الأربع آخذين بعين الاعتبار ترابط المادة المعرفية وتراكمها التصاعدي، في الوقت الذي قمنا فيه هذه المرة بتوزيع برامج التدريب للفرق الوطنية على مسارين الأول يتضمن برامج تأهيل وتدريب للطلاب الجدد ضمن الفرق الوطنية للأولمبياد العلمي السوري، وهم أوائل السنة الأخيرة بالأولمبياد، نظراً للاختلاف في المخزون العلمي والكم المعرفي والخبرة بينهم وبين بقية زملائهم ممن سبقوهم إلى الفرق الوطنية في السنتين الماضيتين.
والثاني يتضمن برامج تأهيل وتدريب خاصة بالطلاب القدامى في الفرق الوطنية من أوائل السنتين الماضيتين، علماً أننا قمنا بنشر برامج التدريب العلمية على الموقع الإلكتروني للهيئة مرفقا بتوجيهات اللجنة العلمية لكل اختصاص، وبذات الوقت وللتأكيد فقد تم إرسال نسخ خطية من تلك البرامج لأعضاء الفرق الوطنية في مختلف المحافظات، وتم تسليمها لهم عن طريق فروع اتحاد شبيبة الثورة بتلك المحافظات.
وتتضمن تلك البرامج معلومات أساسية ومحاضرات نظرية ومسائل متقدمة، هذا بشكل عام، لكن مادة الكيمياء بالذات فقد أوليناها تحضيراً خاصاً وإضافياً كونها تعتمد بشكل أساسي على الجانب العملي في المخابر، حيث قررنا إقامة ملتقى علمياً داخلياً خاصاً بها (مطلع تموز)، أي قبل المشاركة العالمية مباشرة، بمشاركة الطلاب الأربع وهم أعضاء الفريق الوطني للكيمياء، حيث يكون قد انتهى إثنان منه من المشاركة ب (امتحانات البكالوريا)، وسيتم خلال ذلك الملتقى تدريبهم على التجارب العملية الواردة من اللجنة العلمية الدولية المنظمة للأولمبياد العالمي للكيمياء المقرر في روسيا خلال تموز القادم، فيما يقام أولمبياد الرياضيات في كولومبيا، والفيزياء بالدنمارك، والمعلوماتية في أستراليا.
وأوضح رئيس الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري أن الظروف أثرت على العمل خلال هذه السنة سواء خلال المنافسات أو في التحضيرات لمختلف المراحل، لكننا نحاول قصارى جهدنا التعامل مع الأمور بديناميكية أملاً في الوصول إلى المحطة العالمية بالجاهزية العلمية اللائقة بالدعم والاهتمام والمتابعة التي يحظى بها الأولمبياد العلمي السوري، وأن ينجح بتسجيل حضور هام يضاف لما تحقق في السنة الاخيرة بالذات التي شهدت تصاعداً واضحاً للخط البياني للأولمبياد العلمي السوري في مقاييس الأولمبيادات العالمية وعبرت عنه الفرق الوطنية السورية سواء بالأداء والمستوى والعلامات، أو بشهادات التقدير التي سجلت رقما قياسيا بتاريخ المشاركات السورية بالأولمبيادات العالمية، حيث نالت (6) شهادات تقدير (3) منها في الأولمبياد العالمي للفيزياء، وواحدة بالأولمبياد العالمي للرياضيات في الأرجنتين، واثنتان في الأولمبياد الآسيوي للرياضيات الذي نظمته اليابان.