فقد بدأت تتلقى ضربات ارهابية موجعة بدءاً من مالي وليس انتهاء بليبيا ,ضربات تقض مضجع الحكومة الفرنسية والفرنسيين على السواء فتارة تخسر جنوداً هنا وتفقد مدنيين هناك وتارة تتكبد خسائر جراء تفجيرات ارهابية انتحارية تهز أركان بعثاتها السياسية والدبلوماسية من قبل ارهابيين متطرفين دعمتهم بشتى الوسائل في وقت غير بعيد.
وبعد أن بكت فرنسا ضحاياها في مالي مطلع العام الحالي تلقت أمس ضربة ارهابية موجعة في ليبيا حملت في طياتها رسائل قد تدفع فرنسا إلى حالة ندم شديدة وقد تحمل الرسائل أخباراً مفادها ان الارهابيين الذين ما انفكت تدعمهم في ليبيا لإسقاط حكم معمر القذافي باتوا الآن في فراغ من أمرهم وقد عزموا الامر على ما يسمونه جهادا ضد السفارات والبعثات الدبلوماسية الاجنبية في هذه البلاد التى أصبحت مرتعا للإرهابيين بصفة رسمية، وبدافع الانتقام من جهة ثانية التدخل الفرنسي والعمليات العسكرية الفرنسية في شمال مالي بحجة مكافحة الارهاب هناك، حيث هددت الجماعات المسلحة -حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا والقاعدة في بلاد المغرب - التي استهدفها التدخل الفرنسي في شمال مالي، بإعمال انتقامية وضرب المصالح الفرنسية في العالم.
وفي السياق الذي لا تشتهي فرنسا مطلعه أصيب أمس حارسان فرنسيان وطفلة ليبية بجروح جراء تفجير سيارة مفخخة بجوار مبنى السفارة الفرنسية في حي الاندلس وسط العاصمة الليبية طرابلس.
وقالت وكالة الانباء الليبية أن انفجار السيارة المفخخة وهي من نوع غولف وكانت متوقفة بجوار مبنى السفارة تسبب في انهيار جزء من السفارة وتضرر بعض المنازل المجاورة واحتراق عدد من السيارات التابعة لها وللمواطنين الليبيين.
وأوضحت أن الطفلة الليبية التي اصيبت في الانفجار كانت في أحد المنازل المقابلة للسفارة مشيرة إلى أن قوات الأمن والبحث الجنائي هرعت إلى مكان الانفجار وباشرت عملية التحقيق وجمع المعلومات عن التفجير.
وفي أول تعليق رسمي فرنسي عقب الحادث قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي وصل طرابلس "ان باريس تدين بشدة الاعتداء الذي استهدف سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس موضحاً:« هذا التفجير لا يستهدف فقط فرنسا لكن كافة الدول التي تكافح من أجل القضاء على المجموعات الإرهابية»..
وقال فابيوس في بيان " إن أجهزة الدولة سوف تسخر كل الوسائل بالتعاون مع السلطات الليبية لإلقاء الضوء كاملاً على ملابسات هذا العمل المشين والتعرف على وجه السرعة إلى مرتكبيه"فيما ذكر مصدر دبلوماسي فرنسي أن فابيوس سيتوجه إلى ليبيا لمتابعة تطورات الحادث، فيما دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولندا إلى ضرورة كشف كل ملابسات الهجوم.
أما وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز فقد أدان الاعتداء الذي استهدف السفارة الفرنسية الذي وصفها ب" الشقيقة" معتبرا أنه عمل إرهابي.
وأضاف عبد العزيز"نأسف ونتضامن مع الحكومة الفرنسية والشعب الفرنسي ونحس بالأسى والحزن" معلنا تشكيل لجنة فرنسية ليبية للتحقيق في ملابسات الحادث.
ورفض وزير الخارجية الليبي التعليق حول دوافع او منفذي الاعتداء مشددا على ضرورة انتظار نتائج التحقيق ودعا الليبيين إلى التعاون مع قوات الامن وإعطاء اي معلومات حول وجود اي تهديدات.
وتصل فرقة من قوات النخبة الفرنسية إلى طرابلس لمباشرة تحقيقات حول، بينما فتحت النيابة العامة الفرنسية تحقيقًا في الحادث.
ويهدف إرسال قوات النخبة، تأمين مقر السفارة بسبب الضعف المسجل في الحماية الليبية.
وتشهد ليبيا منذ الغزو الاطلسي لها قبل نحو عامين حالة من الفوضى الامنية وانتشارا للسلاح والمسلحين في معظم مدنها ، حيث وتعرضت بعثات دبلوماسية في ليبيا لهجمات كان أبرزها هجوم على مقر البعثة الدبلوماسية الأميركية في مدينة بنغازي بشرقي ليبيا في ايلول الماضي، مما أدى إلى مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز، ولكن هجوم أمس هو أول هجوم من نوعه على سفارة أو بعثة أجنبية في العاصمة طرابلس.