على عدم وفاء غريفيث بالوعود التي سبق أن قطعها في صنعاء حول العديد من الملفات الإنسانية المرتبطة باتفاق السويد.
فمازالت مبادرات صنعاء للسلام تقابل بمسرحية سعودية مضللة برزت واضحة في اعلان وسائل إعلام رسمية تابعة للنظام السعودي عن إطلاق سراح 200 أسير من الجيش اليمني واللجان الشعبية وادعائه تسيير رحلات جوية مشروطة ومحدودة ما فرض نوعا من الشك وعدم الثقة في تعاطي اليمنيين مع الأطراف المعنية بالحرب على اليمن في ظل خرق اتفاق السويد وبوادر التصعيد في الحديدة لتتسع بقعة الاتهامات التي يوجهها اليمنيون الى تلك المساعي الأممية الملغومة، بالوقت الذي قدمت فيه صنعاء وغيرها من المحافظات اليمنية الكثير من المبادرات الأحادية الجانب، دون اي مبادرة تذكر من قبل المساعي الاممية فيما يتعلق بملفات عدة، وأبرزها فتح مطار صنعاء وحل مشكلة الأسرى منذ أكثر من ثلاث سنوات واستكمال تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة وهي ملفات لا تحتمل المماطلة والتسويف من قبل الأمم المتحدة أو تحالف العدوان.
وما زاد من استياء اليمنيين من المبعوث الأممي «مارتن غريفيث» أخيرا توليه مهمة تلميع صورة تحالف العدوان أمام المجتمع الدولي المترافق مع زعمه الأسبوع الماضي موافقة «التحالف» على فتح مطار صنعاء الذي تنتظره 320 ألف حالة حرجة، توفي منها 28 ألف مريض سرطان وهو ما لم يتحقق، ووفقا لمدير المطار فإن المتفق عليه مع الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية هو أن يبدأ الجسر الجوي الطبي في 20 تشرين الأول إلا أن الأمم المتحدة تنصلت من الاتفاق.
في السياق ذاته يؤكد اليمنيون ان ملف الأسرى يعد أحد أهم الملفات الإنسانية والذي قضى اتفاق السويد في شأنه بصفقات تبادل تشمل 16 ألف أسير من الطرفين لم يطبق منها سوى تحرير العشرات فقط، حيث أكد رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في صنعاء عبد القادر المرتضى أن اللجنة لم تتلق أي تأكيد من قبل الصليب الأحمر الدولي وهذا الجمود تعده صنعاء إخفاقا آخر لغريفيث في أداء الدور الموكل به .
والجدير بالذكر أن تنفيذ المرحلة الأولى من نشر نقاط لمراقبة وقف إطلاق النار منتصف أيلول الماضي في الحديدة كمدخل مهم لإحلال السلام الشامل أحبط من قبل تحالف العدوان وداعميه حيث عاد التصعيد العسكري مرة أخرى ما أفشل جهود لجنة المراقبة الأممية في الحديدة، أيضا احباط جهود المرحلة الثانية واقع فرضه قيام قوى العدوان بالتصعيد في الساحل الغربي لخروقاتها للاتفاق جنوب الحديدة كمديريات الدريهمي وحيس والتحيتا ومناطق الجبلية والفازة وغيرها من المحافظات اليمنية.
على المعقل الآخر نظمت السلطة المحلية بمحافظة الحديدة وقفة احتجاجية حاشدة تنديداً بخروقات العدوان وآخرها استهداف عدد من المناطق في المحافظة بأكثر من عشرين غارة.
كما أدانت مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية استهداف قوى العدوان أحد المباني التابع للمؤسسة بميناء رأس عيسى النفطي ما أدى إلى استشهاد يمني من خفر السواحل وإصابة آخرين.