أن الحكومة السورية هي المسؤولة عن هجوم الغاز الكيميائي المزعوم في 7 نيسان عام 2018 في دوما في ضواحي دمشق التي كان يسيطر عليها المسلحون المدعومون من السي آي إيه.
إن تسريب هذا البريد يؤكد مرة أخرى امتهان الكذب لهذه المنظمة في حملتها لتبرير العمليات العدائية تجاه سورية والتي حولت جزءاً كبيراً من البلاد الى دمار وقتل مئات الآلاف من الأشخاص.
إن حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تورطت في هذا الهجوم لتبرير القيام بعدوان على سورية وقد حصلت الضربات الجوية قبل ساعات من وصول فريق من لجنة تقصي الحقائق الذي كان مكلفاً بفتح تحقيق شفاف حيث كان قد تم تنفيذ الهجوم المزعوم في الوقت الذي استطاع فيه الجيش السوري إحكام سيطرته على المناطق المحيطة بدمشق فتم اتهامه بتلك العملية لتكون ذريعة لشن هجوم على سورية والذي تم تنفيذه في 13 نيسان من ذلك العام.
إن تسريب ويكيليكس لهذا البريد السبت الفائت يبين بوضوح أن تقرير منظمة الأسلحة الكيميائية المنشور في تموز 2018 قد تم تحريفه لتشويه الحقائق كي تستند عليه مزاعم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا كما أن نشر هذا البريد ليس سوى الحلقة الأخيرة في إعادة الاتهام للتقرير الرسمي الذي بدأ بفقدان مصداقيته بعد الهجوم المزعوم بقليل حيث كان قد احتل عناوين كبيرة في الصحف مصحوباً بمقاطع من فيديو يظهر أطفالاً في المشافي تأثروا من الهجوم وكان فريق العمل حول سورية في تشرين أول 2018 قد قام مع بروباغندا وسائل إعلام غربية بنشر نتائج تحقيقه حول الحادث الذي يفتقر الى الأدلة المادية وكان من المستحيل تحديد ما إذا كان الهجوم الكيميائي قد وقع فعلاً، ثم في أيار الماضي صدر تقرير للخبير إيان اندرسون الذي كان يقود فريق الخبراء من منظمة حظر الأسلحة لكن التقرير لم ينشر وفيه يثير اندرسون عدداً من الأسئلة حول مسألة تأكيد أن الهجوم حصل بإسطوانات غاز كلور ألقيت من الجو الأمر الذي يوجب اتهام الحكومة السورية بذلك لكن في تقريره يخلص اندرسون إلى أن الاسطوانات وجدت في موقعين في دوما تم وضعهما يدوياً وليس من الجو ما يؤكد أن الهجوم المزعوم تم التحضير له من العناصر المتطرفة المسلحة التي كانت تسيطر على المنطقة.
الحقيقة أنه خلال ثماني سنوات مضت حاولت فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها استخدام الجماعات المسلحة من تنظيم القاعدة وغيره كوكلاء لها كان هناك سلسلة من هذه العمليات المدعومة من السي آي إيه تم استخدامها في محاولات (غير مثمرة) لإثارة الرأي العام الأميركي لدعم الحرب في سورية، ففي العام 2013 حصل هجوم بالغاز الكيميائي في الغوطة الشرقية وتم اتهام الجيش السوري بالقيام به واستخدم لتبرير شن عدوان جوي أميركي كبير تم إلغاؤه في اللحظات الأخيرة من قبل اوباما، الصحفي سيمور هيرش كشف عن هذا الحادث قائلاً: إنه الفعل السيئ للمجموعات المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة ومن تركيا.
اليوم يتم كشف القناع عن كل الذين يقفون وراء الحرب الأميركية المجرمة على سورية الذين أرادوا أن لا يتوقف حمام الدم، بل أن يزداد أكثر أما الدور الذي قامت به ويكيليكس في كشف البريد الالكتروني فيدل مرة أخرى لماذا يقبع مؤسسها جوليان أسانج في سجن بلمارش ضمن حراسة أمنية مشددة في بريطانيا ويناضل أسانج ضد محاولة تسليمه الى الولايات المتحدة التي يمكن أن تفرض عليه عقوبة سجن قد تصل الى 175 عاما بسبب كشفه جرائم حرب يرتكبها الأميركيون في الشرق الأوسط.
الاستخبارات الأميركية ومجموعة المؤسسات السياسية الأميركية من ديمقراطيين وجمهوريين يريدون بل يطالبون بتعذيب واضطهاد أسانج الأمر الذي يدينه خبير الأمم المتحدة نيلسميلزر الذي يدعو الى وقف هذا الاضطهاد.
الصحفي جون بيلجر قال إن معاملة أسانج في السجن أسوأ من القتل، ورغم مصادرها الواسعة وآلة استخباراتها الضخمة لم تستطع حكومة الولايات المتحدة ولم تنجح بإخفاء أحد أهم المصادر الأساسية التي تكشف للرأي العام الحقيقة عن عمليات الامبريالية الأميركية العالمية لذلك يتعين على المجتمع الدولي الدفاع عن أسانج والمطالبة بالحرية الفورية له والتخلي عن جميع الاتهامات المنسوبة إليه.