|
سورية .. معركة مستمرة ضد إرهاب دولي عابر للحدود شؤون سياسية لقد أثبتت الأحداث والوقائع بأن كل من وجه سهام الغدر لسورية من مشيخات وأمراء ورؤساء ووزراء خارجية وغيرهم ، لقي حساباً سريعاً ومصيراً سياسياً أسود لا يُحسد عليه نتيجة ما اقترفت يداه ضد سورية البلد التي احتضنت شعوب وحضارات العالم قاطبة بكل احترام ونبل ، فليس من العدل توجيه سهام الغدر لها دون وجه حق ، وقد حصل ذلك للأسف من كثيرين خانوا الماء والملح ، لهذا نجد بأن كل من أعلن عداءه لسورية ولحكومتها وشعبها الصابر انعكست نواياه وأفعاله شراً وهزيمة له ولسياسته الغبية ، ومن حقنا أن نوجه لهؤلاء ولكل من ساهم في تخريب المجتمع السوري العداء والشماتة عندما تُصيبهم الهزيمة . العديد من السياسيين العرب والأجانب أخطؤوا التقدير وشاركوا في الحرب غير المباشرة على سورية ، وحصدوا نتيجة ذلك هزيمة في الانتخابات وخرجوا من الساحة السياسية ، أما الرئيس الأمريكي « باراك أوباما « الذي جاءه الإنقاذ من البوابة الروسية ، لم يستوعب الصدمة وعاد إلى نغمة « رحيل الأسد » في تدخل سافر بالشؤون الداخلية السورية ، حيث قال في لقائه مع شبكة تلفزيون « تيليموندو » الناطقة بالاسبانية : « إنه من الصعب للغاية تصور أن تخمد الحرب الأهلية في سورية إذا كان الرئيس الأسد باقياً بالسلطة » في تعد فاضح ومرفوض على حق الشعب السوري في تحقيق مصيره بنفسه ، وكأنه لم يستوعب الإنذار الأول الذي واجهه بعيد إعلان رغبته بتوجيه ضربة عسكرية إلى سورية من أهم حلفائه في المعسكر الاستعماري الذين قرؤوا الرسالة من وجهها الصحيح، ورفعوا الفيتو البرلماني من مجلس العموم البريطاني في وجه العدوان على سورية ، ومنع بريطانيا من المشاركة في الاعتداء ، وهي ضربة لرئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأمريكي معاً ، وبالأمس القريب تؤكد معلومات وصلت إلى مجلس العموم البريطاني بأن المخابرات الإسرائيلية ( الموساد ) هي من قام بتلفيق التهم بالتنسيق مع العصابات الإرهابية على أن الجيش العربي السوري هو من استخدم الكيماوي في الغوطة قرب دمشق وهي صفعة بريطانية ثانية للرئيس الأمريكي « أوباما » في أقل من شهر ، وعلى ذمته المشكوك بصدقيتها حتى زوجته أعلنت معارضته القيام بعدوان على سورية كما اعترف بذلك هو شخصياً ، كما لاقى انتقاداً شديد اللهجة من السيدة « سارة بالين » حاكمة ولاية آلا سكا الأمريكية السابقة ونائبة المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية عام 2008 حيث قالت : « إنه يجب على الولايات المتحدة نسيان سورية ومهاجمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسبب سياسة إدارته السيئة ..» ولا نستغرب إطلاقاً أن يكون مصيره شبيهاً بمصير صديقه محمد مرسي الذي سقط بالضربة الشعبية القاضية بعد أقل من أسبوع على إعلانه مقاطعة سورية والدعوة للجهاد ضد قيادتها وجيشها الوطني العروبي ، وكان كثر قد سبقوه من الرؤساء والأمراء الذين طالبوا برحيل الأسد ، فرحلوا وبقيَ الأسد يُناضل لتنظيف سورية والعالم من الإرهابيين المجرمين والأشرار الخارجين عن الدين والقانون وعن القيم الإنسانية . لقد أخطأ الأعراب في تقديراتهم ووقع في ذات الخطيئة كل من وجه رصاصة غدر للسوريين ، ليس لأن سورية رائدة العمل العربي والمدافع الأساسي عن الحق العربي في كل المحافل والمواقع فحسب ، بل كذلك لأن في سورية نظاماً مؤسساتياً حضارياً وعلمانياً ، ساهم في خلق أجواء من الانسجام الاجتماعي المتكامل الذي تفتقده الكثير من دول العالم ، وخاصة الدكتاتوريات العربية الرجعية التي ليس لديها أي مظهر من مظاهر الدولة الحضارية ، والتي أبسطها دستور للبلاد ، ويتحدثون عن الحرية والديمقراطية وحق الشعوب في اختيار قياداتها !! السؤال الهام هنا لهؤلاء الهزازين والمعاقين عقلياً وجسدياً هو : من اختاركم لتكونوا ملوك وأمراء وحكام دائمين على رقاب المجتمعات العربية المذلولة ؟ بالتأكيد من اختار هؤلاء العملاء هم أسيادهم في المخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية . إن انتصار سورية في معركتها الإستراتيجية ضد الإرهاب الدولي العابر للحدود ، وفوزها الساحق على الأرض ، وإفشال أجندات المخططين والممولين والحاضنين للعناصر الإرهابية ، سيكون انتصاراً سورياً وعربياً تقدمياً بامتياز على الفكر التكفيري المجرم أولاً ، وعاملاً مساعداً لخلق مجتمع دولي أكثر انسجاماً مع ذاته ومع قدراته المتنوعة التي كانت مسلوبة من الدولة العظمى في السابق ثانياً ، ومحرضاً جوهرياً لولادة عالم جديد أكثر توازناً والتزاماً بالشرائع والقوانين الدولية العادلة . وأما الجماعات الإرهابية التي عاثت فساداً وقتلاً وتخريباً في كافة المناطق السورية التي وصلت إليها سيتم ملاحقتها حتى القضاء التام عليها، لأنه لا مهادنة مع الإرهاب والمجرمين والقتلة ، وأما الأمراء والرؤساء والسياسيون وشيوخ الفتنة الذين شاركوا في سفك الدم السوري ، وساهموا بمخططاتهم الإجرامية بتهجير الملايين من السوريين عن مناطقهم وقراهم ومنازلهم ، ليتحولوا إلى لاجئين إنسانيين يقتاتون على مساعدات المجتمع الدولي ، ويعيشون حياة قاسية في ظل ظروف دولية غير موضوعية اعتبرتهم مادة للمتاجرة والضغط على الحكومة السورية، على كل هؤلاء أن يعترفوا بالهزيمة في معركة سورية ، ويقروا بصمود سورية الدولة والمؤسسات ، وعليهم أن يتحملوا مسؤولية قرارهم الخاطئ أمام شعوبهم ، وأمام المجتمع الدولي ومنظماته المعنية ، وإن سورية التي تعرضت للغدر والعدوان بشكل مباشر أو غير مباشر ، لن تتغاضى عن حقها الطبيعي والقانوني في ملاحقة كل من ساهم في سفك الدم السوري البريء، وكل من قام بسرقة وتدمير القدرات الاقتصادية السورية على مدى الأزمة ، وفي مقدمة هؤلاء الحكومة التركية ورئيسها « أردوغان » الذي كان له الباع الطويل في تأزم الواقع السوري ، وتأخير الحل ، وقد يُسجل كتاب التاريخ الحديث ، بأن حكومة العدالة والتنمية التركية ستكون أول الخاسرين في معركة سورية الكبرى ، لأنها ستكون قرباناً يُقدمه الغرب على المذبح السوري ، لاسيما أن تركيا الجار الأهم لسورية ، والمتأثر الأول بمنعكسات المعركة في سورية ، وستكون تركيا في المرحلة القادمة الملاذ الطبيعي للإرهابيين الفارين من ضربات الجيش العربي السوري ، عندها ستتحول الأراضي التركية المهددة أساساً بمعركة مجهولة الهوية ، نتيجة التباين الديمغرافي والإيديولوجي الكبير ، و قد لا تستطيع تحمل نتائجه حكومة العدالة والتنمية في الحقبة القادمة ، عندها يكثر الشامتون و.... سورية البلد العربي التي علمت العالم معنى الفضيلة والتسامح ، وصدّرت للعالم الفكر الأخلاقي والديني الصحيح عبر تاريخها المديد ، تستطيع اليوم لملمة جراحها ، والتغلب على آلامها ، وإعادة جمع الأسرة السورية من جديد على سفرة موحدة وتقاسم الرغيف بعدل ومحبة وحنان الأم التي اختلف أبناؤها ثم عادوا إلى حضنها ، وإن الشعب السوري الذي تعلم صناعة التاريخ وكان فاعلاً ومؤثراً فيه ، سيُعيد صياغة تاريخه الحديث بكل حرية ، ويعمل على بناء مستقبل آمن كفيل برفع مستوى الإنسان النفسي والفكري والأخلاقي ، ويُعيد رسم صورة ناصعة لأجياله القادمة . Email; Mohamad.a.mustafa@Gmail.com
|