|
|
طوفان الانتفاضة قادم نافذة على حدث وحديث العاصمتين في القدس لا يزال يتردد صداه وباراك الأمس أطلق الكلمة وباراك آخر ينتظر اليوم لينفذ الوصية.. وربما حان الوقت للغضب الفلسطيني الذي تفجر في العام 2000 يوم الجمعة في التاسع والعشرين من أيلول للعودة من جديد طوفاناً آخر فالولادة حدثت بعد صلاة الجمعة والمولود غاب عن المشهد لكنه كبر ثلاث عشرة سنة وهو ينتظر . شارون الذابح لصبرا وشاتيلا دنس الأقصى في الثامن والعشرين من خميس أيلولي منذ ثلاثة عشر عاماً في صباح ليس له ولا يليق بأمثاله في الحرم المقدس مصفحاً بأكثر من ألفي جندي.. وأشعل الوجه الشاروني في مشاعر الفلسطينيين التي تحداها انتفاضة عارمة في أزقة البلدة القديمة وحجارتها حطمت الطوق الحديدي الذي ضربه جنوده حول الأقصى المبارك.. زيارة مشؤومة كان ثمن إلغائها عشرين شهيداً ومئة جريح من الفلسطينيين . وللعبور نحو ضفة مفاوضات كيري البهلوانية لمقاربة الأحداث لا بد من التذكير بتصريح لباراك في ذلك الوقت قال فيه «إذا ما جرى توقيع اتفاق سلام مع الفلسطينيين فانه سيشمل أورشليم والقدس كعاصمتين لإسرائيل وفلسطين». وقال إن «أورشليم ستكون أكبر مما كانت عليه في أي وقت منذ الملك داوود بأكثرية يهودية صلبة لأجيال وستكون موحدة تحت سيادتنا ومعترفا بها من العالم كعاصمة لإسرائيل» وقال «لن يوقع رئيس وزراء يهودي على ورقة أو وثيقة أو اتفاقية تنقل السيادة على جبل المعبد إلى الفلسطينيين أو إلى هيئة إسلامية». المكوك الهرم الأميركي جون كيري يريد أن يدثّر الفلسطينيين بعباءة المفاوضات البالية ويستعمل هذه العباءة الرثة لإطفاء نار تشتعل في الفؤاد الفلسطيني لكي يمنع طوفان انتفاضة شعبية جديدة قادمة من عمق ألم الذات الفلسطينية، وإسرائيل تستخدم هذه العباءة كستار لممارسة عدوانها في فلسطين السليبة وخصوصاً على الأقصى لتحافظ على وصية باراك وذكرى شارون.
|
|||||||||||||||||||||||||||||
