الذي عرض مؤخراً في سينما الكندي بدمشق ضمن تظاهرة (سينما حديثة بامتياز) التي تقيمها المؤسسة العامة للسينما. والفيلم من إخراج تايلور هاكفورد وبطولة جيسون ستانهام وجينيفر لوبيز ومايكل تشيكلس ووينديل بيرس وكليفتون كولينز.
يطرح الفيلم عبر بطله الأوحد باركر مفهوم اللص العادل (إن صح التعبير) فهو ذلك الشخص الذي لديه مبادئ يخلص لها ويعمل على أساسها، فهو يسرق من يستحق السرقة، ويحاول ألا يؤذي الناس العاديين لا بل يطمئنهم، فهو لديه مفهومه الخاص عن العدالة التي يحققها في الكثير من الأحيان بيده ومن خلال قوته الخارقة، إنه لا يموت ومهما ضُرب يبقى محتفظاً بقوته ليقهر الأبطال وإن أصيب إصابات بالغة، ودائماً يجد الفتاة الجميلة التي تقف إلى جانبه، كما أن لديه خبرة في استعمال كافة أنواع الأسلحة المتوفرة أمامه ويستطيع سرقة أي سيارة في الشارع.. هي ملامح عامة لمثل هذه النوعية من الأفلام ولكنها جاءت هنا مضبوطة إلى حد ما وأكثر اتزاناً مقارنة مع أفلام أخرى تلجأ إلى المبالغة المفتعلة وتحويل البطل إلى أسطورة.
تنطلق الأحداث من مدينة الملاهي، حيث تجري عملية سرقة مالية محكمة من قبل باركر الذي يتنكر بهيئة رجل دين وأربعة رجال معه أضرم احدهم النار بالمكان محاولاً إلهاء الناس، أما باركر فكان همه خلال العملية الحصول على المال دون أن يتأذى أحد من الناس، وبعد فوزهم بالغنيمة وخلال طريق العودة يرفض باركر طلب شركائه بأن يقوموا بعملية سرقة أخرى قوامها ألماس بقيمة تزيد عن خمسين مليون دولار رغم ما تحمله من مغريات ويصر على الظفر بحصته كاملة من السرقة التي قاموا بها، ويؤدي اصراره إلى محاولتهم قتله فيحدث اطلاق نار داخل السيارة ما يدفع به لأن يرمي نفسه من نافذتها محاولاً انقاذ نفسه إلا أنهم يعودون ويطلقون عليه النار ليتأكدوا من موته ثم يلوذون بالفرار، وبعد لحظات يمر في الطريق رجل عجوز مع زوجته يجدانه فينقذانه وينقلانه إلى المستشفى، وهناك عندما يصحو يهرب بسيارة اسعاف ليبدأ رحلة جديدة من حياته باحثاً عن ثأره وعن نصيبه المالي من السرقة التي قام بها.
يستطيع باركر معرفة مكان الإقامة الجديد لزملائه الذين يبحث عنهم ليقتص منهم ويحقق العدالة (كما يراها)، فيسافر إلى مكان اقامتهم في (شاطئ النخيل في فلوريدا) وهناك ينطلق بمغامرة أخرى تساعده فيها فتاة تدعى ليزلي تعمل وكيلة عقارات، تعرّفه على المدينة وتدله دون أن تدري على مكان إقامة (الزملاء الأشرار)، وتحاول استمالته لإقامة علاقة معه ولكن لا يعر هذا الجانب اهتماماً فهو لديه من يحب وقد أتى إلى المدينة كي يقوم بمهمة محددة، ويستطيع الكشف عن أن غرماءه يخططون لسرقة كبيرة، تتسارع الأحداث ويتعرض لمحاولة قتل تؤدي إلى اصابته، ولكنه في النهاية ينتقم ويقضي على زملائه الذين خانوه ويحصل على الألماس، وبما أنه (رجل اخلاقي ولديه مبادئ) يعطي ليزلي عمولتها من العملية ويرسل بمبلغاً مالياً كبيراً للرجل العجوز الذي انقذ حياته وأوصله إلى المستشفى حين ظن أصدقاؤه أنهم قتلوه.
في كل مرة يتم التركيز على أن باركر يكره القتل وهو رجل مبادئ بغض النظر عن كونه سارقاً، فحتى وهو في المستشفى يتعامل مع زميله في الغرفة بإنسانية ويصدم عندما يسمع من الاخبار نبأ ضحايا الحريق الذي نشب إثر عملية السرقة، ويساعد الرجل الذي انقذه، ومن جهة أخرى نجد انه إنسان مخلص لمن يحب، وهذه الصفات بالمجمل تعطي بشكل أو بآخر غنى للشخصية ما يجعلها أقرب للناس خاصة مع امتلاكها الصفات الخارقة، وجيسون ستانهام الذي اشتهر في أفلام الحركة استطاع كعادته أن يقنع فيما يقدم عبر شخصية اجتمعت فيها مواصفات قد يراها البعض متناقضة، إلا أنه انسان مبدأي ولديه قناعاته في الحياة.