تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المصادفـــــــــــــات أحيانـــــــــاً..

مبدعـــون علـــى صفحـــات «الثـــــورة»
الأحد 29-9-2013
سليم خليفة

أن تغرق في جو «الأخبار» أن تلهث وأنت تقلب وكالات الانباء، وتنتقل، مع إبرة المذياع من محطة إلى أخرى لتتابع حدثا بذاته.. تستقصي خفاياه، لتقدمه إلى القراء، بعد كل هذا الجهد في أسطر معدودات.. أمر سهل بالنسبة للذين مارسوا مهنة الصحافة وعاشوها بصدق بكل دقائقها وتفاصيلها، كمهنة وكبحث عن المتاعب.. أما أن تنتقل فجأة ودون مقدمات من جو الشعر والأدب، من حدائق الخيال والإلهام إلى جو الاخبار فأمر لم يخطر ببالي أبداً..

كان ذلك منذ أكثر من عشر سنوات حيث قمت بزيارة إلى صديق صحفي، حاملاً بيدي «مشروع» قصيدة من الشعر نشرها في جريدته اليومية وأنا أتخيل أن صداها سيكون «أكبر» من معلقة امرىء القيس!..‏

وجلست إلى صديقي« العملي جداً» أحاول أن أسرق من وقته لحظات يستمع إلى هذه القصيدة، ولكنه كان يعيش جو الاحداث الخطيرة في المنطقة آنذاك، وفجأة التفت إلي مخاطباً: يجب أن تساعدني.. وأشار بقلمه على بعض الأخبار طالباً مني إعادة صياغتها.. وبعد جهد كبير أعدتها إليه ليقرأها ويبتسم.. انها جيدة.. هل عملت في الصحافة من قبل؟.. ولما أجبته بالنفي أضاف.. يجب أن تبدأ عملك في هذا المجال من الغد..‏

عدت أدراجي إلى المنزل حاملاً «مشروع» القصيدة التي لم تر النور، متجهاً بتفكيري كله الى عالم جديد غير الشعر والادب.. ولم أزل أعيش عالم الخبر منذ ذلك الحين.. غير أني كثيراً ما أهفو إلى الحرف الشاعر إلى الكلمة الرقيقة العذبة، تنساب في خمائل الأحلام، تعطرها بحنانها الدافق..‏

لقد آمنت أن المصادفات غالباً ما تكون نقاط تحول حاسمة في حياة الناس..‏

الجمعة 20/1/1967‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية