كان ذلك منذ أكثر من عشر سنوات حيث قمت بزيارة إلى صديق صحفي، حاملاً بيدي «مشروع» قصيدة من الشعر نشرها في جريدته اليومية وأنا أتخيل أن صداها سيكون «أكبر» من معلقة امرىء القيس!..
وجلست إلى صديقي« العملي جداً» أحاول أن أسرق من وقته لحظات يستمع إلى هذه القصيدة، ولكنه كان يعيش جو الاحداث الخطيرة في المنطقة آنذاك، وفجأة التفت إلي مخاطباً: يجب أن تساعدني.. وأشار بقلمه على بعض الأخبار طالباً مني إعادة صياغتها.. وبعد جهد كبير أعدتها إليه ليقرأها ويبتسم.. انها جيدة.. هل عملت في الصحافة من قبل؟.. ولما أجبته بالنفي أضاف.. يجب أن تبدأ عملك في هذا المجال من الغد..
عدت أدراجي إلى المنزل حاملاً «مشروع» القصيدة التي لم تر النور، متجهاً بتفكيري كله الى عالم جديد غير الشعر والادب.. ولم أزل أعيش عالم الخبر منذ ذلك الحين.. غير أني كثيراً ما أهفو إلى الحرف الشاعر إلى الكلمة الرقيقة العذبة، تنساب في خمائل الأحلام، تعطرها بحنانها الدافق..
لقد آمنت أن المصادفات غالباً ما تكون نقاط تحول حاسمة في حياة الناس..
الجمعة 20/1/1967