تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حضور وطن

مجتمع
الأحد 29-9-2013
منال السمّاك

عندما يبكي الوطن هل هناك مكان للضحك ؟ وإن حصل فهي حتماً كوميديا سوداء ستكون مرآة لمآسينا كأبطال شُرفوا بدور من يناضل للبقاء .. وفي ظل غياب الضحكات من القلب ..

لا بأس من أن تعرف شفاهنا الجافة شيئاً من أشكال الابتسامة ولو كانت بريئة من الفرح.. ربما مجاملة لاستمرارية الحياة وتفاصيل لا تعترف بمبدأ الجمود والتوقف عن الدوران في دهاليز الإصرار على مجابهة التحديات..‏

ابتسم قليلاً بمساحة ضيقة لا تكشف الضواحك بما يتلاءم وحجم الألم .. وإن خطر على بالك أن تترنم لتخرج قليلاً من جلدك مللاً وضجراً .. فلا بأس من التغني بالأم المضحية أمام جحود أبناء لم يقدروا العطاء .. أو ترديد أغنية وطنية لوطن شمسه لا تغيب .. كلاهما أمّ بكم كبير من أمومة لا تعرف القسوة ولو نكر الأبناء وعاثوا فساداً .. فالحضن الدافئ بانتظارهم ..‏

و إن قررت الرحيل ماذا ستنتقي من حولك لتحشره في حقيبة سفرك؟.. هل ستتسع لأفراد العائلة والأحفاد وكم الذكريات وصور انتهاك خصوصية وطن .. وبعض الصور التذكارية لآثار سورية ربما أغاظت من لا يملكون سوى تاريخ حافل بصناعة الموت فأرادوها في خبر كان ؟.. علّها تذكر من سيكبر خارج حدود وطن بفعل ماض عريق مضى ولكنه شرّف صفحات تاريخنا .. وبين فعل حاضر مخز بفعل مرتزقة لمفعول به مشوه التضاريس والمعالم.. مقطوع الرأس مبتور الأطراف من أحياء أو تماثيل حجرية لشعراء و كتّاب وأعلام ..‏

ربما ستصطحب حقيبة ثانية قبل المغادرة ليس لحشوها بالملابس .. بل لجمع طرفي معادلة تضم الأضداد من سالب وموجب ومتنافر .. لتثبت أنه مهما طال زمن النزاع والتضاد فسيكون مصيرهما التكامل.. مع أم ضد سيكون اللقاء يوماً ما على صفحة انتصار وطن..‏

تلك كانت بوح مشاعر للفنان الكبير دريد لحام في لقاء تلفزيوني على شاشة عربية .. بحة صوته حركت مشاعر الكثيرين عندما غنى « بكتب اسمك يا بلادي عالشمس إل ما بتغيب » و لأن الوطن أمّ (بتلم) ترنم بأغنية « يامو يا ست الحبايب » ..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية