تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل عاينتَ كيف كان وقع أول قطرة مطر؟

مجتمع
الأحد 29-9-2013
غانم محمد

لا تلحّ كثيراً، فمهما طال الليل سيضحك في القلوب صبحٌ ينير الدروب ويُطلق الحياة في العروق التي خدرت نوماً أو قلقاً، ولا تستعجل أمراً قد أراد الله له إبطاء فبالنهاية لن يصحّ إلا الصحيح ولن يستمر التعلّق بالمجهول لأن الحقّ يقول كلمته باللهجة السورية التي نعرفها جميعنا..

من رحم الأزمة والمعاناة أعرف أكثر من شخص كان يستجرّ الكهرباء بطريقة غير شرعية وقد وضع يده على ضميره وأقلع عن هذا السلوك اللاوطني لأنهم خجل من الذين قدموا دمهم وأرواحهم في سبيل حياتنا وفي سبيل عزّة الوطن فأراد إصلاح سلوكه، والأمل أن يمضي كل من يفعل مثل هذا الأمر إلى ذات القرار فهو طلقة بوجه من يحاول النيل من سيادة سورية..‏

هل جرّبتَ أن تراقب الصبح وهو ينسج خيوط بوحِه الأولى، وهل سمعتَ كيف ترتلّ الأرض طقوس استقبالها للضوء؟ أما جلستَ خلف نافذة تسمع وترى وتعاين كيف كان وقع أول قطرة مطر؟‏

إن لم تتح لك الظروف فعل ذلك راقب كيف أن أكثر من 70% من تلاميذ المدارس قد التزموا باللباس المدرسي رغم وجود توجيهات من وزارة التربية بعدم التدقيق على هذا الموضوع لكن إحساس التلاميذ وأهاليهم بالمسؤولية جعل هذه النسبة وربما أكثر تلتزم باللباس المدرسي رغم كل الشكوى من غلاء الأسعار، إنه مطر من نوع مختلف يروي القلوب قبل الدروب..‏

هل جرّبتَ أن تكون سعيداً وأنتَ تسير في جنازة أحد الذين تحبّهم لأن الله سبحانه وتعالى أكرمه بميتةٍ هي بداية حياة خالدة؟‏

في كل يوم هناك زفّة شهيد حولي أو حولك، وفي كل يوم أكتشف وتكتشف أمّاً أخرى عظيمة...‏

وهل ذقتَ طعم النعيم في زمن يحاولون أن يسمموا فيه الخبز والدواء والهواء، وهل هبّت في قلبك نسائمٌ عليلة بينما كان العالم يشكو من حرارة مرتفعة في كل مكان؟‏

قد يكون تأمين الخبز من أولى أولوياتك إن كنتَ ربّ أسرة، وهناك في طابور الانتظار - وإن كان الوقت مبكراً - سيحضر همّ الوطن شئتَ أم أبيتَ، فلولا أن وطنكَ في محنة لما اضطررتَ أن تأتي مبكراً إلى الفرن هذا من جهة ومن جهة أخرى إن نسيتَ هذا الأمر فإن ستسمع ممن يقف أمامك أو خلفك مَن يقول: الله يفرّجها، كان الخبز من أحسنه ومن أكثره..إلخ.‏

عندما تكون مثقلاً بالتعب وبالندم ماذا تفعل وإلى أين تمضي وأي الأشخاص تحبّ أن يكون بقربكَ؟‏

في مرّات كثيرة ينبتُ الوجعُ في أعماقكَ ولا تعرف ما الذي يشفيكَ أو يريحكَ بعض الشيء فيزداد ألمكَ وتتكسّر في داخلك كلَّ رغبة بالفرح أو حتى بالنهوض من فراشك وقد يسألكَ مَن هم حولك إن كنتَ ترغب بزيارة طبيب؟‏

لستَ مضطراً للإجابة على كل الأسئلة بل أن هذه الأسئلة تفقد مضمونها عندما تصل إلى جوابها، وقليلٌ من الحيرة قد يكون المدخل لكثير من الحلول التي تبحث عنها، لكن ما إن تسمع خبراً طيباً سواء قبل الفجر أو عند منتصف الليل أو في أي وقت حتى يورق الأمل في كل خلية من روحك ومن جسدك..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية