تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مشكلات الطفل في المدرسة

مجتمع
الأحد 29-9-2013
ابتسام هيفا

يواجه الطفل في اثناء حياته المدرسية الكثير من الخبرات التي تتراوح ما بين النجاح والفشل. ومن المهم ان نبرز الخبرات الناجحة ونشجع عليها. فالطفل الذي يواجه خبرات سلبية في المدرسة قد يفقد الاهتمام في التعلم وفي المدرسة كلها.

والخبرات المدرسية على اختلافها هي جزء لا يتجزأ من الخبرات الحياتية الكثيرة التي يمر بها كثير من الاطفال. واقامة علاقات مثمرة بين الاهل والمدرسة ومع المعلمين يمكن ان تساعد في مواجهة المشكلات بالشكل السليم. وبإقامة هذه العلاقات مع المدرسة والمعلمين يغدو من الممكن ان نتنبه الى ظهور المشكلات المدرسية في حياة الطفل في وقت مناسب وان نعالجها قبل ان تتفاقم.‏

المشكلات المدرسية..‏

تظهر المشكلات المدرسية في شكل تخلف في التحصيل العلمي، وفي شكل فقدان الحافز لتحقيق تقدم ونجاح، وفي شكل عدم الاهتمام في اداء الواجبات المدرسية، كذلك في علاقات سلبية مع التلاميذ الاخرين ومع المعلمين. ومن المشكلات المدرسية ما هو بسيط ومنها ما هو معقد، ومنها ما هو قصير الامد ومنها ما هو طويل الامد. غير انه حتى المشكلات البسيطة والقصيرة الامد قد تترك اثرا سلبيا في حياة الطفل التعليمية ايضا. وقد توصلت دراسات الى ان الاطفال يحققون نجاحات في المدرسة اذا ابدى الاهل اهتماما في العملية التربوية والتعليمية. ولا شك ان العلاقات القوية بين الاهل والمدرسة تفيد الطفل حتى وان كان تلميذا مجتهدا.‏

أهم المشكلات..‏

وبإمكان الاهل ان يعرفوا ان كان الطفل يواجه مشكلات في المدرسة بملاحظة أمور عدة تظهر عبر تدني درجاته في مادة مدرسية او اكثر ورفضه المشاركة في النشاطات المدرسية المختلفة. . ونجد أن الطفل يتجاهل الحديث عن المدرسة لأفراد أسرته وافتقاره الى اصدقاء ورفاق إضافة إلى عدم اهتمامه بأداء واجباته المدرسية في البيت.. وقد نجد الطفل محاولا ايجاد الأعذار لعدم الذهاب الى المدرسة بسبب شعوره بعدم أهميته وضعف ثقته بنفسه وبإمكاناته.. ونجد بعض الأطفال يعانون من مشكلات سلوكية او مشكلات في التركيز والانتباه. أو قد يكون الطفل ضحية لإساءة تلاميذ عدوانيين اكبر منه سنا في المدرسة.‏

في بعض الحالات قد يكون التعرف الى مشكلات الطفل في المدرسة عملية يسيرة وسهلة. وقد يكون الطفل راغبا في الحديث عنها اذا وجد الاهتمام الكافي من الكبار. ولكن كثيرا من الاطفال يخفون مشكلاتهم عن الاهل وعن المعلمين وعن رفاقهم. وقد يتذرعون بالمرض للتغيب عن امتحان مهم. وقد يتلفون رسائل موجهة للأهل من المدرسة.‏

ماذا يفعل الأهل..؟‏

ان افضل ما يمكن ان يفعله الاهل هو ان يتحدثوا الى الطفل كثيرا عن المدرسة وان يشجعوه على الحديث عن خبراته فيها. واذا تأخر الاهل في التعرف الى مشكلات الطفل في المدرسة فان هذه المشكلات فد تتفاقم وقد تؤدي الى عواقب تزداد صعوبة معالجتها مع الوقت. فمن الافضل تحديد المشكلة في بدايتها وايجاد حل لها قبل استفحالها. فالمشكلات المدرسية التي لا تعالج في بدايتها قد تؤثر في احترام الطفل لنفسه، ومع مرور الوقت قد تسيء الى صحته البدنية. فالمشكلات المدرسية تزيد من احتمالات ان يفقد الطفل الرغبة كليا في الذهاب الى المدرسة ومواصلة العملية التعليمية والتربوية. ويدفع تدني التحصيل المدرسي بالطفل الى رغبة ملحة في التغيب عن المدرسة او الهرب منها.‏

يضاف الى ذلك ان المشكلات المدرسية قد تفضي الى الصاق صفات غير مستحبة بالطفل مثل “قليل الاهتمام” او “قليل القدرة على التركيز” او “قليل الرغبة في القيام بمحاولة جادة”. والامر الخطير هو ان الطفل التي تلصق به هذه العبارات يبدأ بتصديقها فتؤثر في سلوكه وتزداد مشاكساته او قد يجد من الاجدى الانسحاب والتقوقع على نفسه. فهذه العبارات توحي بان الطفل هو المسؤول وحده عن هذه المشكلات. في حين ان المشكلات المدرسية في الغالب دليل على ان النظام المدرسي يعاني من عيوب وبحاجة الى اصلاح.‏

الأسباب الكامنة وراء المشكلات المدرسية..‏

نوعان من هذه الاسباب يعدان اكثر شيوعا بين الاطفال: يتمثل الاول بمشكلات صحية بصرية او سمعية او غير ذلك. ويتمثل الثاني بمشكلات انفعالية او سلوكية. وهناك اسباب كثيرة تقف وراء عدم قدرة الطفل على تحقيق تقدم على الصعيد المدرسي. من هذه الاسباب ما هو ذاتي ومدرسي وأسري.‏

الأسباب الذاتية..‏

كالأمراض المزمنة وضعف في القدرات العقلية.. ووقد يعاني الطفل من اضطرابات سلوكية ومشكلات نفسية مثل الاكتئاب او القلق.. والمشكلة الأكثر أهمية التي يعاني منها الطفل هي ضعف في احترام الذات وعدم القدرة على التركيز والانتباه.‏

الأسباب المدرسية..‏

أهم الأسباب المدرسية هي تعرض الطفل للإساءة من الاطفال الاخرين وكراهية المدرسة وبعض المواد الدراسية والانشغال بنشاطات خارج المدرسة.‏

الأسباب الاسرية ..‏

تتجلى بعدم اهتمام الاهل بالمدرسة وعدم متابعتهم لتقدم الطفل فيها.. والجو في البيت لا يساعد في دعم الطفل ولا يسهم في تعزيز العملية التعليمية.. وأهم مشكلة هي تفكك الاسرة وضعف وضعها الاقتصادي. إضافة إلى تكليف الطفل بمسؤوليات في الأسرة وخارجها كالعمل لدعم الأسرة اقتصاديا .‏

وقد وجدت بعض الدراسات علاقة قوية بين صحة الطفل وأدائه المدرسي. ومن المرجح ان الاطفال الذين يعانون من امراض مزمنة او مشكلات ذهنية وسلوكية وانفعالية سيواجهون مشكلات في الأداء المدرسي وفي بناء علاقات قوية ومثمرة مع غيرهم من أطفال المدرسة. فهذه المشكلات تؤدي بالطفل الى التغيب المتكرر عن المدرسة وبالتالي سيكون من المتعذر ان يكون اداؤه مقبولا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية