تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بصمة صادقة في سماء سورية

مجتمع
الأحد 29-9-2013
خلود حكمت شحادة

أي حروف تلك التي يمكن أن تستخدم لرثاء شهداء الوطن.. لمواساة أم ثكلى وأب فجع بولد... لزوجة فقدت ربيع منزلها ولأطفال فقدوا سندهم.. لوطن ضاق ذرعاً بإرهاب ووحوش تكالبت عليه..

لم تعد تكفي الكلمات والدموع.. لم يكن هناك مكان لليأس في نفوسنا رغم أصواتهم المنكرة وشظايا حقدهم التي تطايرت وانتشرت لتحصد أرواحاً طاهرة أحبت وطنها وأخلصت له.. إيمانه بسورية دفعها بقوة لتقدم أغلى ماتملك وهي الروح.‏

مبادرات خلاقة‏

هي أزمة ومؤامرة حيكت لتقتل شعباً وتدمر بلداً ولكنها وبالرغم من حقد الحاقدين وأمام إصرار الشباب السوري أفرزت حالة من التكاتف والتعاطف الاجتماعي الرافض لكل أشكال التقسيم والتجزئة والقتل، برز خلالها أبطال كثيرون على أرض الواقع وقفوا إلى جانب الجيش العربي السوري وكانوا جنوداً ، سلاحهم مبادراتهم ووقفاتهم الإنسانية إلى جانب وطنهم الأم سورية وإخوانهم من السوريين وقد ترجموا ذلك بحملات وطنية ومشاريع أهلية امتدت على الساحة السورية كلها انعكست إيجاباً في تحصين المجتمع وكان الشباب الواعي المسؤول سداً منيعاً في وجه طوفان أراد لسورية الغرق، كان الشباب ذراع سورية القوي الذي يضرب كل مؤامرة تحاول النيل من السوريين.‏

لمسة شفا‏

وبصمة شباب سورية إحدى أهم المؤسسات الأهلية في هذا المجال ورديف بارزللدولة السورية في تقديم جزء بسيط من الشكر والوفاء لأبطال الجيش العربي السوري ولأسر الشهداء واستكمالاً منها لبرنامج وصية شرف الذي أطلقته بالتعاون مع نقابة أطباء سورية تختتم المرحلة الثانية من مشروعها في توزيع بطاقات شفا على عوائل الشهداء والتي شملت كل من الأب والأم، الزوجة والأولاد لتقديم خدمات طبية وعلاجية مجانية لهم على امتداد ساحة الوطن حيث كانت انطلاقة المرحلة الأولى بتاريخ 3/4/2013 واليوم وضمن حفل أقامه شباب البصمة في دار الأوبرا وسط العاصمة دمشق بحضور هيئات سياسية وأهلية وأسر الشهداء تختتم المرحلة الثانية من توزيع بطاقات شفا ووعد بالاستمرار لتشمل عوائل الشهداء كافة.‏

على أرضك سورية ما يستحق الحياة‏

هي عبارة صدحت بها الصالة وكان لها من أثر يهز كل ضمير حي.‏

خير بداية كانت دقيقة صمت على أرواح شهدائنا الأبرار ومن ثم لتعلو موسيقا النشيد العربي السوري وتصدح كلماته من حناجر فرقة كورال مدارس أبناء وبنات الشهداء بمشاركة الحضور، بكل صدق خرجت كلمات ذاك النشيد معبرة عن إصرار على متابعة طريق من صاغوا المجد أغنية وقدموا الروح لعزة وكرامة الوطن وصولاً إلى الانتصار المحقق.‏

سنابل الآمال‏

بنات الشهداء رقصن على المسرح بألوان زاهية أشبه بفراشات في حقول ولنسمع من إحدى الطالبات كلمات تصف الدم السوري رغم طفولتهم أقوياء بسورية‏

أشهدي ياجورية بأنا زهرات للأرض ندية‏

بلون الجرح تلونا لكن الأرواح أبية‏

فمياه العزة تسقينا مجداً نحييه فيحيينا‏

ينبت إصراراً وشموخاً وإباء يتغلغل فينا‏

هي زمرة دمنا سورية تُسقى من عين وطنية‏

عز ومجد وغار‏

لوحة قدمها فرع دمشق لاتحاد شبيبة الثورة لامس وجدان كل من وجد في الصالة وانهمرت الدموع من عيون كثيرة طالما بكت شهيداً ودعها بلا رجعة..‏

أصوات رصاص وتفجير ودمار وموسيقا حزينة ليظهر مشهد تشييع شهيد بكل ما يحويه المشهد من وقار وقف كل من في الصالة وزغردت الأمهات واستحال المشهد حقيقة انتهى بأغنية موطني وهو ما تصغر أمامه المآسي ويكبر فينا رغم الألم.‏

على الدرب سائرون‏

أكد رئيس مجلس أمناء بصمة شباب سورية أنس محمد يونس في كلمته على التزامهم مع عوائل الشهداء والجدية في العمل شاكراً إياهم السماح لهم بالوقوف إلى جانبهم وتقديم شيء بسيط مما يستحقه أولئك الذين ضحوا بأغلى مايملكون ليحيا الوطن وأبناؤه، كما ذكر أن بصمة شباب سورية هي قوة مجتمعية رديفة للدولة وهم مجموعة من الشباب الواعي والمسؤول أمام هذه الأزمة وأن عملهم هذا بعيد عن السياسة ويندرج في إطار العمل الاجتماعي الخدمي جمهوره الصحيح وبوصلته هم عوائل الشهداء.‏

ولم يكن للدكتور بهجت عكروش مدير مشروع شفا مايخالف هذا إضافة إلى ما ذكره بكلمات معبرة وصادقة تختصر المسافات التي سارها فريق مشروع شفا ليحقق أفضل نتائج ويشمل أكبر عدد من أسر الشهداء حيث قال:‏

لأولئك الذين رووا تراب الأرض وعطروها، لأجلهم الهامات تنحني من شبابنا الواعي والمسؤول حاولنا تقديم شيء لعوائل الشهداء، انطلقنا للمحافظات بجهد من كوادر البصمة في المحافظات والمدن باستبيان ميداني حيث زاروا أسر الشهداء في منازلهم في قراهم ومدنهم وكانوا على تواصل مباشر معهم.‏

أما الأطباء المتطوعون فقد فاق عددهم الألف طبيب من مختلف الاختصاصات من محافظات دمشق وحماة وطرطوس واللاذقية، ووزارتا الصحة والتعليم العالي مشكورتان للتعميم الذي أُصدر على المشافي والهيئات لاستقبال أسر الشهداء للعلاج وكل من يحمل بطاقة شفا والعمل مستمر للتعاون مع نقابة الصيادلة بهذا الشأن.‏

لقاءات‏

على هامش الحفل ومن صلبه التقينا بشخصيات كان لها الأثر الفاعل في الوقوف إلى جانب مبادرة بصمة شباب سورية وإنعاشها وبث الروح فيها على مدى الأشهر الماضية وكان حديث نقيب أطباء سورية الدكتور عبد القادر الحسن لـ “الثورة” فيه ما يلخص وقفة السوريين إلى جانب بعضهم بقول: عندما يمضي شهيد فهو قدم أغلى ما عنده فلنقدم له جزءاً من هذا المعروف الكبير لذلك أطلق مشروع شفا وفاء وعرفاناً منا بالجميل لمن بذلوا أرواحهم في سبيل هذا الوطن وما نقدمه لايعتبر إلا شيئاً بسيطاً مما يجب أن يُقدم لأنهم بشجاعتهم كتبت سورية أحرف انتصار تاريخي مشرف.‏

وعندما التقينا بالدكتور يوسف أسعد نقيب أطباء دمشق أثنى على التعاون مع بصمة شباب سورية وقال: نفتخر بأن نتعاون في مشروع شفا مع شباب واع ومسؤول لنكون اليد الطولى التي ترعى أسر الشهداء مدى الحياة، وأشار إلى أن هناك إقداما من الأطباء للتطوع لمعالجة أسر الشهداء في محافظات القطر كافة وأنه مهما قدمنا لايمكن أن نفي الشهيد حقه فنحن نكرم أنفسنا عندما نكرم الشهيد واليوم نكرم عوائل الشهداء العسكريين من حاملي بطاقة شرف الشهادة ونسعى ليشمل مشروعنا الشهداء المدنيين وشهداء الدفاع الوطني في استمرارية للعمل إلى انتصار قريب والرحمة على أرواح شهدائنا جميعاً.‏

ولأن دمهم عربي نقي حضروا ووقفوا إلى جانب إخوتهم في سورية ، شباب حركة فلسطين حرة تواجدوا في القاعة وكان لنا حديث مع موسى محمود كما وصفه زملاؤه بالمسؤول الإعلامي تحدث قائلاً: لنا تعاون مع البصمة خاصة فيما يتعلق بجانب الأعمال الإغاثية الإنسانية وهو المنطلق الذي بدأت منه حركة فلسطين حرة حين سيّرت السفن وكسرت حصار قطاع غزة من عباب البحر.‏

كوننا حركة شبابية ندعم ونتعاون مع كل التحركات الشبابية بما يخدم الوطن ومصالحنا الواحدة والمشتركة هكذا نحن في حركة فلسطين حرة وهذا ما رأيناه في بصمة شباب سورية.‏

توزيع البطاقات‏

تم توزيع البطاقات على أسر الشهداء ممن كانوا موجودين في القاعة ضمن مشروع شفا للوصول إلى عائلة كل شهيد على امتداد أرض الوطن لتشمل عوائل الشهداء من مدنيين وعسكريين ضحوا بأرواحهم فداء لتراب الوطن.‏

وهذه بعض أسماء الشهداء ممن استلم ذووهم بطاقات (شفا):‏

نزيه علي محفوض، نورس شفيق الرحية، عائشة مرعي القاسم، أنور مصباح السقا، محمد علي ابراهيم، عارف علي موسى ونعتذر عن كتابة كل الأسماء فهي كثيرة ونترحم على أرواح جميع شهداء الوطن ممن سطروا اسم سورية بحروف من دم ليفوح عبق الياسمين ويصدح صوت الحمام في سمائك سورية في يوم انتصار قريب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية