مسيرة الياسمين
عادل أبو شنب كان أحد الأعلام المبدعين الخالدين في السلسلة التي يقيمها المركز الثقافي بـ (أبو رمانة)، وقد كان مقرراً أن يشارك في الندوة د. نزار بني المرجة، ولكنه تغيب لظرف طارئ وهو الذي سبق وتحدث عن صديقه الراحل الكبير في حفل تأبينه مشيراً إلى أنه يسجل له تأسيسه مجلة (أسامة) الموجهة للأطفال، كما أنه أول من أدخل الخبر والدراما إلى التلفزيون السوري عبر برنامجه (مجلة التلفزيون) وكتابته لأول مسلسل تلفزيوني درامي بالأبيض والأسود وهو (حارة القصر) ومسرح (كراكوز).
وله كتاب مهم هو (من بواكير التأليف المسرحي في سورية)، كما قدم مجموعات قصصية رائدة (عالم ولكنه صغير) و(زهرة استوائية في القطب) وعن مسيرته قال: لقد كانت مسيرة الياسمين هي مسيرة الأديب عادل أبو شنب.
كما كان مقرراً أيضاً أن يكون د. راتب سكر مشاركاًُ في الندوة ولكنه أيضاً لم يحضر، وذلك عن سابق اتفاق بين الأصدقاء الثلاثة د. بني المرجة وسكر، والأستاذ غسان كلاس أثناء تشييع الراحل في رحاب جامع بدر، ليحيي غسان كلاس الندوة وحيداً بعيداً عن الروتين والورق المكتوب.
تعرفنا عليه قبل أن نعرفه
تحدث كلاس عن عادل أبو شنب المبدع الذي أسهم بشكل جدي ومهم في إطلاق الدراما السورية، وجعل شوارع دمشق تخلو من المارة أيام الأبيض والأسود عند عرض مسلسليه (حارة القصر) و(فوزية) وأضاف: كثير منا لم يكن ليعرف أن (أبو شنب) هو الذي أبدع في كتابة هذين المسلسلين لأننا نعرف المسلسل من خلال ممثليه، ولا يهمنا من كتبه أو أخرجه، ونحن متفقون بأننا كنا نعرفه قبل أن نتعرف عليه من خلال الدراما عبر الشاشة، لكن من يعمل في المجال الأدبي والفني يكون قد وقف وقفة مهمة عند تلك الدراسات والإبداعات وضرب مثلاً مسلسل (دمشق يا بسمة الحزن) الذي رسخ شخصيات الكاتبة ألفة الإدلبي في المسلسل أكثر من رسوخها عندما قرأنا الرواية، وأصبحنا نتذكر ملامح شخصياتها بوجوه الممثلين رفيق سبيعي، وسيف الدين سبيعي، وزهير رمضان، ورنا جمول، وغيرهم من فناني الدراما.
وتحدث عن مسلسلات كثيرة بالأبيض والأسود ومنها (أسعد الوراق) تركت بصمتها في الدراما السورية ويجب أن نفخر بها لأنها تثبت بأن درامانا لم تكن وليدة العقد الأخير من القرن الماضي كما يرى البعض.
عادل الصديق
وتحدث كلاس عن عادل أبو شنب الصديق الذي تعرف إليه في التسعينيات من القرن الماضي حين كان يتردد عليه في مكانه المعروف بمقهى الروضة وقد أفاد منه كثيراً، وهو المتواضع النفس والمليء غديراً، والذي استطاع بهذه المزايا أن يكسب محبة الكثيرين، كما نوّه عن أبرز كتبه وهو (دكتاتورية الذاكرة) الكتاب الذي يقع في جزأين، الأول يتحدث عن ذكرياته مع الفن والفنانين إذ كان له بصمة مهمة فيها حيث كانت الصحافة الفنية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي سواء في الإعلام المرئي أو المسموع أو المقروء وكان يخصص لها مساحة واسعة وتنشر الكثير من الأخبار الفنية، ويشعر القارئ أو السامع أو المشاهد أنه في قلب الحدث الفني، وأشار إلى أنه يسجل لعادل أنه لم يكتفِ بتسجيل هذه الذكريات عبر الصحافة من خلال زوايا محددة في الثورة وتشرين وبعض المجلات، وإنما في صحف ومجلات الوطن العربي إذ إنه كان معروفاً على المستوى العربي من خلال نتاجاته وإبداعاته، وقد كتب العديد من القصص التي نشرت في مجلة العربي.
وذكر أنه عندما كان مديراً لثقافة دمشق وحين إطلاق مهرجان دمشق للثقافة والتراث كان لعادل أبو شنب الدور المهم في إغناء فقرات وفعاليات هذا المهرجان.
ألف عادل أبو شنب كتاباً عن مشاهير دمشق، وفيه تحدث عن 26 علماً دمشقياً بارزاً أثروا الحياة الفكرية والأدبية والفنية في سورية والبلاد العربية، وكان هو واحداً من أولئك المشاهير فهل سنرى كتاباً يسلط الضوء على أحد أهم هؤلاء المبدعين؟.
fadiamsr@yahoo.com