هدفها إضعاف الجيش العربي السوري وهيبة الدولة، ويدرك في الوقت ذاته أن معركة إسقاط هذه الدولة انتهت، يُطل علينا أعداء سورية الذين وضعوا أنفسهم بخدمة المشروع الامبريالي الصهيوني من أجل الاستمرار بحملاتهم الإعلامية التضليلية، مدّعين بأن الجيش سوف يستخدم أسلحة غير تقليدية ضد عصاباتهم التي تتخذ من السوريين دروعاً بشرية لإتمام المهمة التي أوكلت إليهم.
ومع أن أولئك يدركون أكثر من غيرهم أن قواتنا المسلحة الباسلة التي تكيل الضربات الموجعة لميليشياتهم وتسحقهم في كل مكان وتلاحق فلولهم في الأحياء والحواري، وتقتل وتعتقل العشرات منهم، وتجبر آخرين على تسليم أنفسهم وإلقاء السلاح، وتفعل كل ذلك بالأسلحة الفردية الخفيفة، بالتأكيد لن تفكر للحظة باستخدام أي نوع من الأسلحة المخصصة للدفاع عن البلاد ضد التدخل الخارجي لمواجهة تلك العصابات حتى لو هربت إلى المناطق غير المأهولة والمزارع، لأنه لديها من الطرق والوسائل والإمكانات والكفاءات الكثير للقضاء على الإرهاب بعيداً عن أكذوبة أسلحة الدمار الشامل، وبالتالي إن أي حديث عن هذا الموضوع يأتي استكمالاً للحملة السياسية المبرمجة بشأن هذا النوع من الأسلحة بهدف عرقلة إنهاء الأزمة في السورية، وإخراج تلك الأزمة من محتواها والبحث عن مبررات للتدخل العسكري الخارجي في الشؤون السورية ووضع هذه الذرائع برسم الرأي العام الدولي.
إذاً الإخفاق الذي مُنيت به عصابات اسطنبول والدوحة وباريس والقاهرة والرياض وواشنطن ولندن وغيرها يدفعها بين الحين والآخر لاختلاق الحجج ظناً منها أنها قادرة على إيجاد موجبات التدخل العسكري في سورية، متناسية أن سورية شعباً وقيادة وجيشاً هي صاحبة الشأن في تقرير مصيرها، ولا تعي الحقيقة المرة أنها وفيما لو تورطت وقامت بأي اعتداء سوف تحفر قبور مرتزقتها وقواتها التي سترسلها للمشاركة في هذا الاعتداء بيدها ولا تكلف غيرها عناء ذلك.
سورية ملتزمة إلى أبعد الحدود بالحل السلمي والحوار وخطة أنان ووثيقة جنيف، وما على الأطراف الأخرى إلا إدراك هذه الحقيقة لتجنيب البلاد والمنطقة شرور الآراء والخطط والمقترحات الأميركية والتركية وبعض العربية، وعلى هذه الأطراف أيضاً معرفة أن من يتبع البوم سيحصد الخراب.