ولأن الوطن يمر اليوم في ظرفٍ استثنائيٍ كان متوقعاً أن نواجه بعض المنغصات لكن ليس حد احتكار رغيف الخبز الذي كان هدف أعداء الله والوطن ممن حاولوا المتاجرة فيه ومنعه عن كل محتاجٍ إليه في أكثر من مرحلةٍ خلال الأزمة عندما كدسوه ويبسوه وأتلفوه، ولما رموه في المجاري والحاويات، وأخيراً حين امتنع معظم إن لم نقل كل أصحاب أفران دمشق الخاصة عن تأمين هذه السلعة للمحتاجين إليها ولا سيما أنها الوحيدة التي يخلق غيابها معاناةً حقيقيةً لشرائح المجتمع كافةً كونها الأقدر على سد الرمق وبسعرٍ تتحمل الدولة تبعات دعمه .
أما غلاء الخضار والفاكهة إن تجاهلنا اللحوم بأنواعها المختلفة فحدث عنه ولا حرج، وهذا ليس بطارئٍ بل بات أحد سمات شهر البركة بهمة تجَار نشهد لهم بحسن استغلاله لذلك أجادوا استغلال أزمة الوطن بل تأجيجها في مواقف عدة ليقينهم بأنَ المال يصنعهم لا هم يصنعوه .
لذا آن الأوان للتعامل مع كل من استباح لقمة عيشنا وقوت أبنائنا بكثيرٍ من الحسم والحزم متجاوزين مرحلة إطلاق التصاريح بأخذ أقسى العقوبات بحق من يمنع نعم الله عن عباده إلى قراراتٍ نافذةٍ على قدر التجاوزات كسحب التراخيص من أصحاب الأفران الذين ساهموا من حيث يعلمون أو لا يعلمون بحرمان عوائل من رغيف الخبز أو نيله بعد كثيرٍ عناء في بلدٍ أطعم كل من لجأ بل ضاف لديه من أطايب وأفخر خيراته .
فيا أيها المعنيون كفى تساهلاً ورحمةً بمن يُفسد أخلاق وقيم مجتمعٍ لم يُعرف عنه يوماً إلَا التراحم والتعاضد، ولنعمل جميعاً على استعادة شهر الخير والبركة ممن استساغوا المتاجرة في كل شيء حتى شهر التقرب من الله .