وأضاف الكاتب الامريكي في مقال نشره على موقع أندي ميديا تحت عنوان «المظاهرات .. المملكة السعودية» في 12 شباط 1945 التقى الرئيس الامريكي الاسبق فرانكلين روزفلت الملك السعودي ابن سعود على متن بارجة يو اس اس كوينسي وعقب ذلك قامت علاقة بينهما دامت ما يقارب 7 عقود حيث ضمنت الولايات المتحدة الحصول على ما تسميه وزارة الخارجية الامريكية مصدرا مبهرا من القوة الاستراتيجية وأحد أعظم المكاسب المادية في تاريخ العالم.
وتابع ليندمان في عام 2009 حيت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الملك عبد الله على قيادته مواضيع مهمة في المنطقة والتحديات العالمية وتأسيسه حوار مؤثر يبحث عن تعزيز مبادئ الاعتدال والتسامح والاحترام المتبادل كقيم جوهرية نشترك فيها جميعا بحسب رأيها في حين تؤكد الوقائع أن تحالف السعودية مع واشنطن هو موضوع أكبر من مجرد النفط وأنه شراكة تعزز الفوضى الامبريالية حيث تمول هذه الشراكة أموال الحكومة السعودية الطائلة.
وأشار الكاتب الامريكي الى أن النظام السعودي يشتري بأموال النفط الاسلحة الامريكية وصكوك الخزانة الامريكية واستثمارات أمريكية أخرى معتبرا أن المحافظة على العلاقة مع الرياض ذات أولوية عالية لدى الادارة الامريكية التي تقوم بتجميل صورة استبداد العائلة السعودية المالكة في محاولة لدعمها.
وأشار الكاتب الى أن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز يمسك في الوقت الراهن بزمام السلطة وهو ما يقارب الثامنة والثمانين من العمر وصحته سيئة في حين يعاني ولي العهد سلمان بن عبد العزيز هو الآخر من مشاكل صحية مضيفا هؤلاء واخرون من العائلة المالكة يحكمون بدكتاتورية .
وقال الكاتب الامريكي الديمقراطية في السعودية ممنوعة بشدة .. دستور الدولة لا يعطي للمواطنين العاديين والمقيمين الآخرين أي حقوق وبشكل خاص تهمش وتصادر أراء النساء .. الاحزاب السياسية والانتخابات الوطنية ممنوعة .. الملك يعين وزيرا والمستشارين ورؤساء كبرى المنظمات المستقلة وتنقسم المملكة الى 13 منطقة والملك هو من يعين أمراء هذه المناطق الذين هم إما أمراء أو من أقارب العائلة المالكة.
وأضاف ليندمان ان الاعلام تحت السيطرة الحكومية السعودية وأغلب مواقع الانترنت محجوبة والاسلام هو الدين الرسمي والوحيد كما أن مراقبة الاخرين ممنوعة وكل من يعارض أو يستقل برأيه معرض للاعتقال والاحتجاز التعسفي والمعرضون للاعتقال بشكل خاص هم النقاد السياسيون والمدونون والاكاديميون والاجانب والناشطون لحقوق الانسان.
ولفت الكاتب الامريكي الى أن بلوغ ايرادات السعودية من النفط أكثر من 400 مليار دولار فان المواطن السعودي يحصل على دخل يقارب 400 دولار حيث يقر مجلس الشورى السعودي بأن 3 ملايين شخص أي ما نسبته 22 بالمئة من السعوديين يعانون من الفقر في حين يؤكد العديد من الكتاب السعوديين ومنهم الصحفي السعودي خالد الحربي أن 60 بالمئة من السعوديين فقراء.
وأشار الكاتب الامريكي الى وجود هوة كبيرة في الثروة بين الاغنياء والفقراء بسبب الطريقة التي تعتمدها الاسرة المالكة في توزيع الدخل حيث يحصل أفراد عائلة ال سعود والنخبة الحاضنة لهم على النسبة الاكبر من الامتيازات والثروة أما غالبية السعوديين فهم في حاجة ووضعهم أسوأ بكثير.
وقال الكاتب الامريكي: البطالة عالية والارقام الحكومية تحيطها بقناع والشباب يمثلون ثلثي السكان في بلد يحوي أكثر من 26 مليون شخص ما يقارب 40 بالمئة ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و 24 سنة ليس لديهم عمل حتى السعوديون المتعلمون والحاصلون على شهادات تعليمية عالية متأثرون بذلك وهذا الامر ينطبق أيضا على غالبية النساء.
وأضاف الكاتب ما يقارب من 80 بالمئة من القوى العاملة هم غير مواطنين وغالبيتهم مهاجرون من المناطق المجاورة دون أي قوانين تحمي حقوقهم وهم يعملون للحصول على أجور تقارب أجور العبيد أما المواطنون السعوديون فهم خارج المعادلة مشيرا الى أن الاقليات في السعودية مهمشة ومضطهدة الأمر الذي يؤدي الى توتر اجتماعي عميق لاسيما في المنطقة الشرقية التي يوجد فيها ما يقارب 90 بالمئة من احتياطات النفط.
وأشار الكاتب الامريكي الى أن النظام السعودي يمارس انتهاكات كبيرة لحقوق الانسان تشمل الظلم الشديد والاعتقالات التعسفية والحبس الانفرادي والتعذيب والايذاء الجسدي والجلد والاعدام على العلن والوهابية المتطرفة والفساد وانعدام الشفافية والعنف تجاه المرأة والاتجار بالبشر والانعدام الكامل للحرية.
ورأى الكاتب ليندمان أن الفقر والامتيازات الملكية والاستبداد كانت وقودا للمظاهرات التي بدأت بشكل أولي في القطيف بالمنطقة الشرقية ثم انتشرت الى مناطق أخرى في السعودية لافتا الى أن قيام السلطات باعتقال أحد الناشطين لمجرد دعوته الى الملكية الدستورية أدت الى مظاهرات على مستوى كبير قبل أن ترد قوات الامن السعودي على هذه المظاهرات بشكل وحشي وفي حينها علق المحلل السياسي السعودي محمد المسعري بالقول الجهد المقابل سيرد على قمع النظام مازال هناك أناس مستعدون ليدافعوا عن كرامتهم ومن المتوقع أن يخرج المزيد الى التظاهر.
ولفت الكاتب الامريكي الى أنه على الرغم من الحظر المطلق الذي يفرضه النظام السعودي على المظاهرات والاعتصامات والتجمع في الاماكن العامة الا أن المزيد من السعوديين يعبرون عن غضبهم على أي حال سواء رضي النظام السعودي أم لا.
وقال الكاتب الامريكي بشكل متزايد تمثل عائلة ال سعود بيتا من الورق وأعضاء العائلة المالكة وواشنطن قلقون ولديهم ما يجعل قلقهم في محله فبعد أن اندلعت الاحتجاجات في البحرين عام 2011 بدأت مظاهرات شبيهة في المنطقة الشرقية في السعودية تمت مواجهتها بقبضة من حديد ورغم ذلك يستمرون وينتشرون .. تأثرت بذلك المدينة المنورة كما تأثرت جدة وأبها كما اندلعت مظاهرات كبيرة في العاصمة الرياض .
وأضاف الكاتب ليندمان صار ذلك يحدث بشكل متكرر يقومون بترديد شعارات مناهضة للنظام.
السعوديون الذين يعانون من البطالة يطالبون بفرصة العمل .. الناس في أنحاء المملكة يطالبون بالحرية السياسية والعدالة الاجتماعية واطلاق السجناء السياسيين وانهاء حكم ال سعود .
وأوضح الكاتب الامريكي أن الاحتجاجات والمظاهرات الحالية في السعودية ليست وليدة اللحظة وأنها مرتبطة بالشكاوى الممتدة الى الماضي طويلا معتبرا أن النظام نفسه مستهدف وقال أوغاد الاعلام الغربي بشكل عام يخفون ما يحدث في السعودية والاعلام الامريكي يتجاهل ذلك.
وختم الكاتب الامريكي مقاله بالقول مظاهرات شباط 2011 في المنطقة الشرقية انتشرت الى مناطق أخرى في السعودية.. هؤلاء الناس في الطرقات مصممون على احداث التغيير وهم يريدون نظاما سياسيا مختلفا وما بدأه أهل المنطقة الشرقية أكمله السعوديون في مختلف مناطق البلاد الامر الذي دفع العديد من المحللين السعوديين الى التوقع بأن انهيار النظام السعودي لا مفر منه ومرور الايام قد يثبت صحة هذه التكهنات.
***
صحيفة «دي بريسه» النمساوية: آل سعود ليسوا حماة للحرية
سخرت صحيفة دي بريسه النمساوية من ادعاءات مشايخ وامراء السعودية والخليج حول الدفاع عن الديمقراطية والحرية في سورية وعن السوريين مؤكدة ان امارات الخليج تدعم المجموعات الارهابية المسلحة ليس حبا بالشعب السوري وانما لتحقيق مصالحها وتقوية نفوذها الديني في المنطقة وخاصة في سورية واضعافا لايران في المنطقة.
وقالت الصحيفة في مقال نشرته امس حمل عنوانا ساخرا«السعودية حامية الحرية» ان الديمقراطية والحرية التي ينشدها آل سعود للسوريين ليست هي نفسها التي يعرفها الاوروبيون او يرغبها وينشدها السوريون لافتة الى ان الكثيرين من ابناء الشعب السوري يعرفون حقيقة ما يدور وراء الكواليس وما يقوم به النظام السعودي من اخفاء للحقيقة واظهار نصف الحقائق التي تناسبه وتؤذي وتسيء الى سمعة الخصم القيادة السورية.