وفي هذا السياق قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن "على جميع الدول أن تعمل وتكرس جهودها لوقف الحرب الدائرة في سورية ووقف دعم المجموعات الإرهابية المسلحة".
وشدد روحاني فى كلمة له أمس خلال الاحتفال بذكرى أسبوع الدفاع المقدس على أنه لا يمكن التخلص من أي حرب بإشعال فتيل حرب أخرى مؤكداً ضرورة أن تتحاور "المعارضة السورية" مع حكومة بلادها.
وأشار روحاني إلى أن "إيران وقواتها المسلحة عامل لإحلال السلام في المنطقة" مشدداً على أن القوات المسلحة الإيرانية على أهبة الاستعداد للدفاع عن الشعب الإيراني حيث أن مهمتها الردع والدفاع وهى تؤمن بسيادة الشعب ولا تتدخل في الساحة السياسية.
وأشار إلى أن "التهديد الرئيسي في المنطقة هو الكيان الصهيوني الذي ينتهك جميع المواثيق الدولية" في مجال أسلحة الدمار الشامل وترساناته الكيميائية والنووية التي يستخدمها لتهديد الآخرين موضحاً أن "القوات المسلحة الإيرانية لا تشكل أي تهديد لدول الجوار" بل هي تهديد للذين ينتهكون القوانين الدولية.
وأكد روحاني معارضة إيران شن الحروب كونها إحدى ضحايا هذه الحروب محذراً من أنه يجب "ألا يسعى دعاة الحرب إلى شن حرب جديدة لأنهم سيندمون " كما أنه لا يمكن نزع فتيل الحرب عبر شن حرب جديدة.
وأبدى الرئيس الإيراني استعداد الشعب الإيراني لإجراء محادثات مع الدول الغربية دون شروط مسبقة مبيناً أنه "لا يمكن التحدث مع إيران بلغة التهديد والحرب وإنما يجب إجراء محادثات تبنى على أساس الاحترام المتبادل".
وأوضح روحاني أن إيران بلد ثوري ولا تحتاج إلى الحرب والاعتداء على الآخرين ولذلك لن تكون قواتها المسلحة معتدية ولكنها ستكون "سداً منيعاً أمام المعتدين" مؤكداً أن الشعب الإيراني ونتيجة لذلك لا يريد أسلحة دمار شامل.
روحاني: حالة الحرب وعدم الاستقرار في سورية لا تخدم مصالح أي دولة في المنطقة
كما أكد الرئيس الايراني ان استمرار الحرب وحالة عدم الاستقرار في سورية لا يخدم مصالح اي دولة في المنطقة بما فيها ايران وتركيا.
ولفت روحاني خلال استقباله رئيس البرلمان التركي جميل تشيتشك في طهران أمس إلى ان ما يجري في سورية واستمرار الحرب فيها وعدم استقرارها لا يخدم مصالح اي طرف داعيا انقرة إلى تبادل وجهات النظر والتشاور مع ايران بصراحة حول هذه الامور.
وقال روحاني انه رغم ان توجهات ايران وتركيا بشان التطورات في سورية مختلفة الا ان للبلدين اهدافا ومصالح مشتركة حول سورية مؤكدا ان تصعيد التطرف والارهاب يعد من الاخطار التي تهدد البلدين.
واضاف الرئيس الايراني ان البلدين مهمان وحيويان وبامكانهما القيام بدور حيوي في المنطقة ولاسيما تسوية الازمات الاقليمية في ظل التعاون والتعاطي الوثيق من خلال تعزيز التعاون الثنائي والاقليمي بينهما.
بدوره اكد رئيس البرلمان التركي ان الحرب والنزاع في المنطقة سيضر بكل دولها زاعما ان وقف الحرب واراقة الدماء بسرعة وتسوية المشاكل عن طريق الحوار هو الاساس في سياسة تركيا الخارجية.
وادعى تشيتشك ان تركيا ومع الدفاع عن سيادة كل دول المنطقة ترى ان مشروع اثارة الحرب وتقسيم دول المنطقة ياتي في اطار اهداف ومصالح القوى الاجنبية وتعتقد بضرورة مواجهة تنفيذ هذه المخططات وقال يجب علينا الا نسمح بحدوثها باي ثمن.
وميز المسؤول التركي بين ارهابيين جيدين وآخرين سيئين يجب الاقتصاص منهم قائلا انه لا يمكن المساواة بين الارهابيين الذين يحملون السلاح لتحقيق اهدافهم وبين الذين يمكن التفاوض معهم وان السبيل الوحيد لمواجهة الارهابيين يكمن فقط بالتصدي الحازم لهم.
لاريجاني: ضرورة حل الأزمة
في سورية سياسياً
في غضون ذلك جدد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني تأكيد موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في سورية بالسبل السياسية.
وأكد لاريجاني في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس البرلمان التركي جميل جيجك الذي يزور إيران حالياً على دور البرلمانين الإيراني والتركي في تعبيد الطريق للوصول إلى حل سياسي للأزمة في سورية ورفض ظاهرة الإرهاب والفتنة مشيراً إلى أن بلاده تطالب جميع الدول بمواجهة الإرهاب ومكافحة الفكر التكفيري في المنطقة. وكان لاريجاني أوضح في تصريحات له أمس الأول أن الغرب يقف وراء جميع الممارسات المتطرفة في المنطقة معتبراً انه على دول مثل أميركا أن تدرك أن "التعامل التكتيكي مع الإرهاب خطأ استراتيجي".
رفسنجاني: على عقلاء الدول ألا يسمحوا للمتطرفين التكفيريين في التسبب بمشكلات بذرائع دينية
كما دعا هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران العقلاء في الدول إلى الا يسمحوا للمتطرفين وخاصة السلفيين منهم بان يتسببوا بمشكلات في الحياة الاعتيادية للمواطنين بذرائع دينية.
واشار رفسنجاني خلال استقباله أمس رئيس البرلمان التركي جميل تشيشيك إلى الاحداث التي تجري في افغانستان وباكستان والعراق ومصر وتونس وسورية واليمن والبحرين وباقي الدول الاسلامية في العالم معربا عن اسفه لان يروج للمتطرفين التكفيريين على انهم صوت الاسلام في العالم في حين ان الاسلام دين الاخوة والمساواة واحترام عقائد وحقوق الآخرين.
من جهته اعرب تشيشيك عن قلقه حيال اداء المجموعات المتطرفة في تعكير العلاقات بين الدول والشعوب مشيرا إلى التطورات السياسية في الدول الاسلامية بالمنطقة.
الأدميرال فدوى: أميركا لن تدخل
في أي حرب على سورية
بدوره قائد القوة البحرية للحرس الثوري الايراني الادميرال علي فدوى اكد ان اميركا لن تدخل في اي حرب على سورية مطلقا لانها ستتكبد الاضرار مع حليفاتها في المنطقة ما سيرغمهم على البحث عن حل سياسي للازمة.
وقال فدوى في تصريح له أمس ان اميركا هي القوة الدولية الاكثر حذرا في منطقة الخليج وهي حريصة كي لا تطلق حتى رصاصة واحدة في هذه المنطقة لانها ترى بانه لو اندلعت حرب في هذه المنطقة فانها ستنتهي بابادتهم التامة في المنطقة.
واشار إلى ان استراتيجية الاميركيين بعيدة الامد في سلاح البحرية كانت تقوم على تواجد القطع الحربية كبيرة الحجم الا ان هذه الخطة تواجه اضرارا كبيرة في مواجهة قدرات الحرس الثوري في حقول الالغام البحرية والزوارق السريعة وسلاح الصواريخ وهذا ما جعل اميركا تغير استراتيجيتها وترغمها على اللجوء إلى قطع بحرية اصغر حجما.
ولفت فدوى إلى ان اميركا مرغمة على ارسال قطع بحرية كبيرة إلى مختلف مناطق العالم بسبب بعدها الا ان هذه القطع حينما تصل إلى منطقة كالخليج تثير قلقهم لان قلة السرعة والاحجام الكبيرة لهذه القطع البحرية تجعلها اهدافا سهلة لعمليات الرصد والصواريخ.