لم تأت بالمجان ولم تكن بهذه الدقة والكمالية لولا أن الدولة صرفت عليها الأموال الطائلة والكثيرة...لتأمين الأمكنة والبناء ومستلزمات البنية التحتية وتأمين الكوادر البشرية وتأهيل الأفراد وغيرها من ضروريات العملية التعليمية حيث لا مجال لذكر التفاصيل والإحصائيات.
إذا كان هذا واجب الدولة لتعليم أبنائها وتأمين مستقبلهم العلمي وبناء مجتمع متطور ... فما هو واجب الطلبة تجاه هذه الممتلكات الجامعية العامة والمستلزمات التي رهنتها الدولة وخصصتها لأجلهم؟
إنه سؤال بات مطروحا بكثرة بخاصة بعد ما شاهدناه من تعمد الطلبة في بعض الكليات و المدن الجامعية من إهمال وتخريب للممتلكات العامة التي يستخدمها جميع الطلبة ووجدت لتخديمهم.
هي دعوة للتأني والتفكير.... ونحن نعلم أن الجامعات الحكومية والمعاهد تستقبل سنويا ما يفوق ال180 ألف طالب جديد على مقاعدها الدراسية وفي مدنها الجامعية .... فهل يدرك هؤلاء الطلبة حجم التكلفة المادية والبشرية التي تضعها الدولة لتأمين حاجاتهم في التعليم العالي؟
المسألة ليست أخذا وردا أو بحثا عن العرفان بالجميل ... لكن على الطلبة مجموعة من الواجبات ومنها المحافظة على الممتلكات الجامعية العامة التي تعتز الدولة بتأمينها لأبنائها.
وربما علينا الإشارة إلى خلل ما في هذا الجانب .. فلا يلام الطلبة بالكامل... فهناك نقاط ضعف من إدارة الجامعات والمعاهد التي يجب أن تنمي ثقافة التعاون والتطوع والمشاركة في المحافظة على ممتلكات الجامعات والممتلكات العامة كلها التي هي ملك للمجتمع بشكل عام....فلماذا التكاسل في جانب التوعية والمشاركة التطوعية ..ولماذا لا يخصص مجموعات من الطلبة كل شهر بعض الساعات من وقتهم للمشاركة في تنظيف حديقة جامعية أو بناء جامعي أو سقاية أو دهان وغيرها من الأعمال التي تعود عليهم وعلى جامعتهم بالنفع بدلا من كثرة النقد وتوجيه اللوم .
ولماذا لا تقام ندوات توعية خاصة بواقع الماء والكهرباء والحدائق والمستلزمات الجامعية وغيرها من قبل طلاب وأساتذة متطوعين.
تصوروا لو أن كل كلية خصصت برنامجا لتنفيذ مثل هذه الأعمال وشجعت على الالتحاق بها على الأقل مرة واحدة كل فصل دراسي.. ألا يشكل هذا رادعا لمن يريد التخريب أو مشجعا للتطوع؟
ومع أن الجامعات أدرى بكيفية حل هذه المشكلة السلوكية والثقافية ..لا نعتقد أن هناك من لا يعرف أن الجامعة له ولأخوته ولأولاده من بعده.
ميساء الجردي...