إلى الجامعة بعيون يشوبها القلق والخشية من ارتفاع معدلات القبول في الجامعات والمعاهد للعام القادم، خاصة أن تصريحات أطلقتها وزارة التعليم العالي تتحدث عن إمكانات محدودة لاستقبال أعداد الناجحين الراغبين في الحصول على مقعد دراسي مجاني في الجامعات والمعاهد الحكومية.
هذا القلق زادت معدلاته مع حديث وزير التعليم العالي أن فرصة الحصول على المقعد المجاني هي لمرة واحدة وعلى الطالب أن يحسن قراره في الإعادة للثانوية وتحسين معدلاته للفوز بهذا المقعد فالفرصة لا تأتي مرتين وعلى الطالب وذويه التفكير مليا قبل التقدم للمفاضلات المقبلة إن كان في نيتهم تكرار المحاولة فالمقعد المحجوز يفقد طالبا كان يمكنه إشغاله فرصة ربما تحقق آماله.
الفكرة رغم وضوحها تحتاج لبعض التفصيل خاصة مع محدودية المقاعد قياسا لأعداد الراغبين بها وهذا يشكل للتعليم العالي تحديا كبيرا يبدأ من إعادة النظر بسياسات القبول الجامعي عموما والعودة للتسجيل المباشر وهذا بحد ذاته تحد آخر ربما تعجز الإدارات الجامعية عن تحقيقه وما نخشاه في غياب الحلول الناجعة أن يبقى الأمر عرضة للتجاذب والتجريب، وبهذا تكون الفرصة متاحة للدخول في دوامة القبول الجامعي مرة أخرى.
وزير التعليم العالي في تصريحاته للإعلاميين بدا متأكدا جدا من استحالة السماح بتكرار الأخطاء السابقة في المفاضلة العامة وهو بذلك قدم شيئا من الأمل لنفوس من ينتظر لمعرفة ما سيحمله المستقبل من خطوات تكشفها الحدود الدنيا للعلامات المؤهلة للدخول في المفاضلة الأولى.
مع ذلك يجب أن نعترف بعدم جدوى توجيه كل اللوم للتعليم العالي فقد سبق للحكومة السابقة أن أقرت «استراتيجية التعليم العالي في سورية» ولا نعلم تحديدا كم من بنود هذه الاستراتيجية سيعمل بموجبها في الحكومة الجديدة، وهل هي تصلح أم انتهى مفعولها مع خروج من تبناها؟
وكذلك لا بد من التذكير بأن مناقشة واقع ومستقبل التعليم في سورية مسؤولية جماعية لا يستثنى منها وزارة ما مع أن العبء الأكبر تتحمله وزارتا التربية والتعليم العالي والمجالس العليا المختصة وهذا ما نأمله بحيث يتصدى الجميع لمسؤولياتهم وأن يتبع ذلك محاسبة وسؤال المعنيين أين أجادوا وأين أخفقوا فخطأ هؤلاء لا يتحملونه وحدهم لأن النتائج ستطال المجتمع بأكمله وربما الجميع فهل ننتبه قبل فوات الأوان؟
BASHAR.HAJALI@GMAIL.COM
بشار الحجلي