تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الفقر والبطالة وانعدام الخدمات تخيم على سمائها

قاعدة الحدث
الخميس 19-7-2012
إعداد - وضاح عيسى

في ظل طبيعة الحكم البدوي والقبلي لآل سعود الذي يقوم على ركيزة النهب و سلب كل ما تصله اليد ، فضلا عن الجشع الجنوني للعائلة المالكة ، وزعت مساحات واسعة للأمراء كهبات خاصة

( لأنهم طبعا ملاك العباد و البلاد) وتجاوزت نسبة الأراضي المملوكة من قبلهم الثلاثين بالمئة، بعد أن أصبح نهبهم لتلك الأراضي العقارية ظاهرة للعيان، وباتوا يتنافسون للاستحواذ عليها وعلى المخططات التي يتملكونها مجانا ثم تباع من قبلهم على فقراء الشعب بمبالغ ضخمة ، فيما يعاني أبناء المملكة عموما والمنطقة الشرقية خصوصا من مشكلات اجتماعية وصحية ووظيفية وحتى بيئية في صورة تشكل خرقا فاضحا لحقوق الإنسان ضمنها الإسلام لهم كسواهم من البشر ، وضمنتها لهم شرعية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ، لكن ثمة من يحاول التستر على هذه الخروقات وعدم إيضاح الممارسات والأرقام الخاصة بهذا الشان .‏

ويتهم أبناء منطقة الشرقية من المملكة ممن لا يتمتعون بأقل حقوق المواطنة السلطات السعودية بممارسة التمييز والتهميش بحقهم في الوظائف الإدارية والعسكرية وخصوصا في المراتب العليا للدولة إضافة إلى غياب السلم الاجتماعي الذي لا يتحقق إلا بترسيخ التعايش بين المواطنين لتكريس عقد الأمن الاجتماعي الذي يغيب بشكل فعلي في المملكة التي يحفل سجلها القاتم بانتهاكات حقوق الانسان والمواثيق الدولية الذي يزخر بسياسات ممنهجة لكم الأفواه وتحريم إبداء الرأي وسلب الشعب السعودي أبسط حقوقه الاجتماعية ومعاملتهم بأساليب وحشية دون توجيه أي تهمة تبرر الاعتقال فضلاً عن سوء توزيع الدخل وانعدام المساواة والعدالة بين المواطنين فحتى الآن لا يزال عدد كبير من السعوديين يقبعون تحت خط الفقر ويسكنون في بيوت الصفيح فيما تمنع المرأة من المشاركة في الحياة السياسية بل إنها تتعرض لمساءلة قانونية إذا ما حاولت فقط أن تقود سيارة، ورغم ان هذا النظام هو الأكثر انتهاكاً لحقوق الانسان وقمعاً للمدنيين ومطالبهم المشروعة إلا أن الولايات المتحدة ومن يلف لفها وكذلك الأمم المتحدة وهيئاتها المسيسة لا تجد غضاضة في أن تتعامى عن ذلك كله ما دامت المملكة تنفذ أجندة الغرب وتسير في فلكه، وحتى إذا صرحت هذه الهيئات فإن هذه التعليقات لا تعدو كونها استهلاكاً لإنقاذ ما تبقى من ماء الوجه .‏‏

وكشف تقرير حقوقي صادر عن منظمة العفو الدولية أن أعداد المعتقلين السياسيين في السجون السعودية يصل إلى أكثر من ثلاثين ألفاً يتعرضون لظروف قاسية من التعذيب والانتهاكات هذا في حين أكدت الباحثة السعودية إلهام فخرو أن هناك نحو ثلاثة ملايين شخص من أصل ثمانية عشر مليون نسمة يعيشون في الفقر مضيفة: إن البؤس لا يقتصر على المناطق الريفية بل حتى في العاصمة الرياض فيما تبلغ نسبة العاطلين عن العمل عشرة بالمئة وفق الأرقام الرسمية و20 بالمئة وفق الأرقام غير الرسمية.‏

البطالة في القطيف هي أحد أسباب الفقر، إلا أن الفساد المالي لا يقل فاعلية في انتشار الفقر، والحيلولة دون الأمن الحياتي الذي يطمح له كل مواطن في مملكة آل سعود ، لأنه يقود إلى الفساد الإداري والفساد الأخلاقي والفساد الاجتماعي والفساد العقدي، كما أنه لا يدمر الاقتصاد ولا يؤخر التنمية ولا يعوق الإنتاج فحسب، بل يدمر الذمم، ويشيع النقمة، كما أنه يشكل عاملاً حاسماً في دفع الأفراد إلى البحث عما يعين على الحياة، وبالطرق غير المشروعة، فالجائع لا يتردد عن ارتكاب الموبقات، وهذا الجائع لا يفكر في مصدر قوته قبل أن يستعيد قدرته على تمييز الأمور، وليس الجوع إلى الطعام هو فقط ما يقود إلى الأمن في كل نواحي الحياة، بل هناك الجوع إلى الحرية والكرامة والعدالة والشعور بالأمن والاستقرار.‏

ما يحدث من فساد في مملكة آل سعود لم يعد يطيقه الشعب حيث إن ثروات البلد تذهب إلى فئة أو فئات قليلة، وتحرم منها الأكثرية من المواطنين، دون وجه حق، وما من طبقة تنمو ثرواتها في أي مجتمع إلا على حساب طبقات أخرى لا ذنب لها إلا أنها نشأت في أسر لا تتمتع بالجاه أو السلطة أو المحسوبية، كما استمرت الحكومة في تقييد حرية التعبير والصحافة ، و قيّدت حرية التجمع ، والاجتماع ، والمعتقد ، والتحرك، واستمرت في ممارسة العنف والتمييز ضد النساء، والعنف ضد الأطفال، وواصلت أيضا فرض تقييدات صارمة على حقوق العمال.‏

الأنكى من ذلك أن المناطق الشرقية رغم ما تتمتع به من ثروات ومن موقع استراتيجي تعاني من ضعف البنى التحتية والإهمال المتعمد المستمر منذ عقود طويلة، وإن الإنجازات ضئيلة بالمقارنة مع الطموحات الشعبية وحجم الأضرار الفادحة التي لحقت بتلك المناطق جراء سياسات التهميش والإهمال ، وإن مئات الأسر لا تزال تعيش الفقر المدقع وبعضها يسكن في بيوت من الصفيح، والنسبة العظمى من المواطنين لا يمتلكون منازل بسبب ارتفاع أسعار الأراضي ومواد البناء، والبطالة مرتفعة على غرار المدن الأخرى في المملكة، وفرص العمل ضئيلة، والصناعة والزراعة والتجارة الداخلية والخارجية فيها محدودة، كما تنعدم فيها أشكال التنمية البشرية، كل ذلك مهد لمرحلة تصدع بدأت ملامحها تظهر لتنذر ببدء اهتزاز عروش ملوكها وأمرائها تحت وطأة التحديات الداخلية المتنامية رغم الدعم الغربي الذي تحظى به المملكة.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية