تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المنطقـــة الشـــرقيـة 4 ملاييــن .. ومحافظـــة القطيــــف 600 ألـــف نســـمة

قاعدة الحدث
الخميس 19-7-2012
إعداد : سليمان قبلان

تعد المنطقة الشرقية من أكبر مناطق المملكة السعودية. وقد تأثرت المنطقة بصورة رئيسية بثقافات سكان ما بين النهرين وحضارات الإغريق واليونان والفرس وفي التاريخ الحديث تأثرت بثقافات العثمانيين.

و تضم المنطقة الشرقية العديد من المحافظات منها الإحساء و القطيف والخبر و حفر الباطن والجبيل والخفجي. وبالنسبة لتعداد السكان فقد تجاوز 4 ملايين نسمة في المنطقة الشرقية وحدها.‏

أما محافظة القطيف فبلغ عدد سكانها عام 2010 //524,182// , وفي نهاية 2011 //600,000 // نسمة, وأهم القبائل العربية التي استقرت في هذه المحافظة : قضاعة - الأزد - إياد - عبد القيس - تميم - بكر بن وائل - تغلب بن وائل - بنو شيبان - بنو سليم - بنو عقيل - بنو خالد.‏

كما أكد باحثون أن المجتمع القطيفي يضم أربع فئات هي: الصيادون، والفلاحون، والتجار، وموظفو الحكومة والشركات والمؤسسات. فالفئة الأولى تعتبر الممون الرئيسي لأسواق المنطقة الشرقية بالسمك، حيث يتم بيع وشراء كميات كبيرة من الأسماك بالمزاد العلني كل يوم في سوق القطيف، ومنه يتوزع إلى أسواق مدن المملكة، وفي الآونة الأخيرة اشتهرت مدينة سيهات بسوق السمك، حيث يتوجه كثير من المواطنين والمقيمين عصر كل يوم لجلب مختلف أنواع الأسماك الطازجة، التي يصطادها الصيادون المحليون.‏

أما الفئة الثانية، فتنخرط في أعمال الزراعة، التي كانت لفترة ماضية قريبة، المصدر الرئيسي لتزويد أسواق الدمام والخبر والظهران بالخضراوات والمنتجات الزراعية الأخرى. غير أن تزايد تعداد السكان في المنطقة جعل المصدر المحلي غير قادر على تلبية احتياجات سكانها من الخضراوات والفواكه. لكن هناك مؤشرات تنبئ بعودة نشاط القطاع الزراعي في القطيف إلى سابق عهده وذلك بفضل اهتمام أهل المنطقة بالزراعة( كما رأى الخبراء ).‏

الفئة الثالثة، وهي التجار. أما الرابعة، فتمثل الموظفين العاملين لدى الدوائر والمؤسسات الحكومية والشركات الوطنية، فينخرط منسوبوها في السلك الوظيفي الحكومي والمحلي، وقد التحق الكثيرون منهم بشركة ارامكو.‏

وبالنسبة للواقع الثقافي في محافظة القطيف, فإن العمق التاريخي، وقابلية التعددية الثقافية، والتواصل مع الآخر، جعل من هذه المحافظة ثقافية بامتياز. ويحاول آل سعود في هذا الصدد جعل الانغلاق الفكري والثقافي هو المسيطر.‏

ومن الجدير بالذكر أيضاً أن السلطات السعودية سعت مراراً وتكراراً إلى طمس الوعي الثقافي لأبناء القطيف, متناسين ان هذه المنطقة على مر العصور قد أنجبت نخبة من الشعراء والأدباء، استوحوا من هذه الواحة وطبيعة خضرتها ومياهها مادة شعرهم فأغنت ملكاتهم وشحذت قرائحهم … وكان من بين أولئك الشعراء البارزين طرفة بن العبد، والمتلمس، والمثقب العبدي، والشيخ جعفر الخطي، وغيرهم. وفي أوائل الأربعينيات، اشتهر في المنطقة عدد من الشعراء أمثال خالد الفرج، والشيخ عبد الحميد الخطي، ومحمد سعيد الجشي، و عبد الواحد الخنيزي، وعدنان العوامي، والسيد حسن أبو الرِحي.‏

محللون سعوديون كشفوا التمييز وعدم المساواة بين محافظة القطيف وباقي المناطق, فتساءلوا: أين هي التنمية المتوازنة بين جميع المناطق التي يتحدث المسؤولون عنها؟! أين هي العدالة في التوزيع، وأهمها توزيع الموارد والخدمات التي يتشدق بها البعض؟! أين هو صدق القول بعدم التمييز؟! أين آليات المساواة التي يقال بتطبيقها على كل المناطق؟! التهميش جلي ويقره الفعل قبل القول، والبصر قبل السمع. فتحت أي معيار كان لتوزيع الخدمات؛ سيكون لمحافظة القطيف السبق فيه، وهذا وللأسف لم يؤخذ في الحسبان أبداً. وما الحديث هنا عن إنشاء الجامعات أو الكليات, بل على مختلف الصعد.‏

وأضافوا : أما الحقيقة التي رأيناها أضحت وأمست عياناً للجميع كالشمس في رابعة النهار؛ ولربما يصعب أن نجد من يملك أدلة على خلاف ذلك؛ أن هناك من لا يريد أن يكون لمحافظة القطيف وجود ذو قيمة، ولا أن يرتفع لها ولا لأبنائها المخلصين لهذا الوطن العاشقين لترابه، أي ذكر، سوى أن تكون ضرعاً يدر الذهب الأسود، - عفواً الحليب الأبيض - يتغذى عليه غير أبنائها. وقد غاب عن القلوب العليلة أن الضرع حتى يعطي لابد أن يكون له نصيب، وقدر عال من عافية الجسد الذي ينتمي إليه، وهذه لا تتحقق إلا بمكافحة كل الأسقام.‏

من المؤكد أن ما تعانيه القطيف من قمع وحرمان وتمييز وقتل واعتقال للمدنيين, كان سببه مجرد المطالبة بأبسط وأهم الحقوق المدنية, ولكن عندما تم مجابهة تظاهرهم السلمي بالرصاص الحي, أدركوا أن ليس لآل سعود إلا الرحيل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية