فالقطيف تستورد البضائع من مختلف الأقطار وتقوم بتصديرها إلى مختلف مناطق شرق الجزيرة العربية ، حيث إن واردات القطيف معظمها من البحرين، وهي الأرز – القهوة – التوابل – السكر . ويُستورد الأرز كذلك من البصرة ، أما أهم صادرات القطيف فهو التمر الذي يصدر إلى البحرين وإيران ويصدَّر أيضاً ( جريد النحل ) إلى البحرين وإيران لأعمال البناء ، كما تصدَّر إليها الأخواص لصناعة الحُصر ، ويصدر اللؤلؤ والسلوق ( التمر المسلوق والمجفف ) والتمور إلى الهند ودول الخليج العربي ، ويزور تجار القطيف البحرين بين فترة وأخرى لشراء البضائع اللازمة لهم ، وهناك بعض تجار البحرين المقيمين في القطيف ، كما أن هناك تجارة مباشرة بين القطيف والهند لشحن البضائع لكل من البلدين ، وقد تمتع مرفأ دارين قديماً الذي يعتبر أشهر المرافئ في شبه الجزيرة العربية بشهرة فائقة في العصور الخالية ، حيث كانت ترد إليها السفن من الهند محملة بالتوابل ، والمنسوجات والسيوف الهندية والمسك والبخور والأحجار الكريمة والخشب الفاخر والعاج إلى غير ذلك .
وبقيت القطيف المنطقة التجارية الأولى في شرق الجزيرة العربية حيث تم إنشاء ميناء الدمام الذي أصبح يستقبل البواخر والسفن الكبيرة وتأسيس سكة الحديد بالدمام التي تصل بالعاصمة ، وبالتالي انتشرت التجارة في كل المنطقة ، كما أن اكتشاف البترول أدى إلى انقلاب كبير في أوضاع البلاد الاجتماعية والاقتصادية وانفتاحها على العالم الخارجي ، ثم إلى نشوء صناعات مستحدثة وفقاً لمتطلبات التطور ومقتضيات العمران في كل منطقة ، وقد كان نصف سكان القطيف يعملون بالبحر ، لذا برع سكان منطقة القطيف في صيد الأسماك لكونها واقعة على الخليج وغنية بثروة سمكية هائلة تشمل أنواعاً كثيرة من الأسماك والربيان ، وعلى الرغم من اتباع السكان وسائل الصيد التقليدية فإنها توفر للأهالي حاجاتهم من الأسماك التي يتعمدون عليها في غذائهم أكثر من اعتمادهم على لحوم الماشية ، ومما ابتدعه أهل القطيف لصيد الأسماك :
1 - الحضرة : وهي تصنع من السعف وجريد النخيل ،
2 - السالية : فهي ذات فتحات واسعة تصنع من القطن ، وتوضع في أطرافها حجارة أو قطع صغيرة من الرصاص يرميها الصياد في البحر فتنتشر فوق سطح الماء ، وترسب عن القعر ثم يجذبها ويأخذ ما يكون قد علِقَ بداخلها من أسماك .
ومن موارد البحر أيضاً:
– أحجار البناء وهي متوفرة في منطقة القطيف ، يحصل عليها عمال المقلع من قاع البحر ، وأفضل أنواع هذه الصخور ( الفروش ) .
ونظراً لتوافر المواد الطبيعية في المنطقة ومنها ( الطين ) الذي يستخرج من قاع البحر ، فقد برع أهالي القطيف في صناعة الفخار .
- إن معظم أهالي القطيف يعملون كذلك في الزراعة التي طوروها بإبداعاتهم ، والقليل منهم يعملون في الصناعة والمهن اليدوية كالتجارة والحدادة وصنع الجص والنسيج وأدوات الصيد والبناء . وغير ذلك ما يحتاجه الناس في ذلك الوقت ، وينهض بالبلاد مما جعلها تستقطب الآخرين لازدهار الحياة فيها ، وتوسعت شهرة أهل القطيف بالزراعة والاستفادة من وجود وفرة المياه والإمكانيات والخيرات التي كانت تصدِّر فائضها منها ، ولاسيما من المحصول الزراعي على البلدان المجاورة لها ، ويكفي عن الإسهاب في هذا المضمار تسميتها القطيف الذي ذكرها ياقوت الحموي في كتابه أن اسمها مشتق من كثرة قطف العنب .
- ويعد الاقتصاد السعودي من أقوى الاقتصادات العالمية ، وتعتبر القطيف عاصمة النفط بالعالم ويعزى ذلك لوجود أكبر حقول النفط على مستوى العالم حيث بلغ إنتاجه فقط من النفط العربي الخفيف جدا 800,000 برميل يوميا المتمثل في الإحساء والقطيف وللنهوض الصناعي الكبير في المنطقة والمتمثل في مدينتي الجبيل وينبع .