تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من ظرفاء دمشق (43).. أحمـــــــد علـــــــــوش

ســاخرة
الخميس 19-7-2012
نصر الدين البحرة

كان ذلك عام 1956 وكنت أعمل وقتها في صحيفة مسائية تصدر بعد الظهر في دمشق، واسمها «الصرخة» وصاحبها صحفي يساري لكنه غير ملتزم بحزب.. أي حزب واسمه: أحمد علوش.. وكان ظريفاً أيضاً, يظهر ذلك في العناوين التي يجعلها للموضوعات المنشورة، وهي في الأغلب تعليقات وتحليلات سياسية وليست أخباراً.

فتح أحمد علوش صحيفته للمواهب الشابة، سواء كان صاحبها كاتباً أم رساماً وهنا عرفت الفنان الكبير ممتاز البحرة الذي كان لا يزال على مقاعد الدراسة الثانوية في ثانوية جودت الهاشمي- التجهيز الأولي - وكان يرسل إلى الجريدة باكورة رسومه الكاريكاتورية، فينشرها أحمد علوش على الصفحة الأولى.‏

كاتب رحل في مقتبل العمر‏

عرفت أيضاً كاتباً شاباً ذا قلم سيال وذكي يخوض في النقد السياسي بكل جرأة وفهم هو المرحوم نزيه توفيق، لم يعمر هذا الكاتب حتى يعرفه الناس فقد رحل وهو في مقتبل العمر.‏

مع غازي الخالدي‏

في تلك الأيام تمتنت صداقتي وتعمقت مع الكاتب والفنان التشكيلي الكبير الراحل غازي الخالدي وكان قبل سنوات قليلة وهو لا يزال في الصف التاسع قد أقام معرضه الأول في غرفته على السطح في ذلك المنزل الذي كان في طرف حي الحريقة وخلف سينما النصر، وقد أزيلت البناية التي كان فيها منزل غازي مع دار السينما في أول الثمانينات من القرن الماضي.‏

ملحق «الصرخة» الثقافي‏

دخلنا ذات يوم أنا وغازي مكتب رئيس التحرير الأستاذ علوش وعرضنا عليه فكرة إصدار ملحق ثقافي عن «الصرخة» فوافق مباشرة وهكذا حاولنا تغطية النشاط الثقافي في دمشق،من الكتب الصادرة حديثاً إلى الندوات الثقافية: ندوة ثريا الحافظ- ندوة الجامعة السورية «جامعة دمشق»- مجمع أصدقاء الفنون- الجمعية السورية..الخ‏

صورة في أقل من 3 دقائق‏

كان ممتاز البحرة يذهب معنا لتغطية تلك النشاطات، فيرسم بريشته كل من قام للحديث أو التداخل في أقل من ثلاث دقائق، وكانت هذه الرسوم تنشر في ملحق «الصرخة» الثقافي الذي لم يصدر منه سوى ثلاثة أعداد وهنا يجدر بالذكر أن جهودنا هذه كانت مجانية.‏

كيف تملأ صفحات «الصرخة»؟‏

وهكذا، يمكن أن يمسي واضحاً أن «الصرخة» لم يكن فيها محررون متفرغون ما عدا توفيق شقيق رئيس التحرير الذي كان إدارياً فقط- ولذلك فإن الأستاذ أحمد كان يعتمد في ملء صفحات الجريدة الأربع من الحجم الصغير، بقدر نصف صفحة من الصحف الحالية- على ما يكتبه الأصدقاء والأصحاب، وما يبعث به القراء من رسائل.‏

قصيدة قرأها محمد الحريري‏

بعض تلك الرسائل كان قصائد مطولة، يوافق رئيس التحرير على نشرها بعد أن يتأكد من سلامة الوزن واللغة فيها.‏

ولن أنسى تلك القصيدة التي جعل لها الشاعر الكبير الراحل محمد الحريري قراءتين، الأولى ساخرة، والثانية قراءة شعرية جادة مع تلوين الصوت حسب معاني الأبيات.‏

مع علوش في «الواحة»‏

أذكر ذلك جيداً، فقد حدث في مطعم الواحة«لوازيس» الذي كان بجوار سينما الأهرام، وكان حول الطاولة أحمد علوش وغسان رفاعي والحريري وضياء الحكيم في أثناء القراءة الأولى الهازئة، اكفهر وجه الأستاذ علوش وراح الآخرون يضحكون- وأنا بينهم- لكن الأمر اختلف تماماً عندما راح محمد الحريري يقرؤها، كما لو أنها قصيدة من شعره، وكان محمد الحريري سيد من ألقى شعراً على منبر.‏

الرسام عبد اللطيف مارديني‏

في تلك الفترة، بدأت تظهر على الصفحة الأولى من «الصرخة» رسوم كاريكاتير لإنسان لم يسبق أن سمع أحد باسمه، هو عبد اللطيف المارديني، صاحب الشخصية الطريفة العجيبة، والذي سوف أقدمه في صفحة تالية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية