|
|
مبارك هـلال رمضـــان.. فهل نحسن استقباله والقيام بواجباته؟ مجتمــــع توجّعنا كثيراً، مضغنا المرّ أشهراً طويلة، فارقنا أحبّةً، تعطّلت بعض أعمالنا، خسرنا أشياء كثيرة لكننا بقينا وسنبقى آسياد أنفسنا.. هكذا رضعنا من ثدي سورية، حليبنا كرامة، وهواؤنا عزّة نفس ولا شيء يكسو جلدنا إلا المهابة والعنفوان.. رجال بعمر الصبح نهضوا من رغد الحياة ليدافعوا عن أسباب الحياة فكانت الهوية العربية السورية التي فقأت أعين طيور الظلام فجنّ جنونهم.. أنتم يا من تدّعون أنكم «الآخرون» قبلناكم بآراء تناقض آراءنا، فتحنا آذاننا لكلامكم وإن كان أكثره غريباً عنّا كسوريين، ولم نرفضكم إلا وقد حملتم السلاح في وجهنا وأضرمتم النار في مشاويرنا فهل تظنّون أننا سنقبّل أياديكم مصدّقين أنكم رسل الحرية وأنكم صنّاع التاريخ الجديد لسورية الجميلة؟ بُترت أيديكم ما دامت ترفع السلاح في وجه أخوتكم، وشُلّت أقداركم ما دامت تزحف خلف الدمار، ومرحباً بكم أعزّاء في حضن سورية وقد عاد بكم الرشد إلى حيث يجب أن تكونوا وإلى حيث كنتم سابقاً.. شهر رمضان المبارك بيننا فما أجمله من ضيف يعصب رأسه بالرحمة ويزيّن جيده بالمغفرة ولا يرحل إلا وقد بشّر بالعتق من النار أفلا تفكرون؟ نأمل أن يغسل شهر رمضان المبارك قلوب الجميع بالحبّ والتسامح والإياب إلى الله سبحانه وتعالى كما أمر وكما أحبّ لعباده المؤمنين.. صوموا وإيانا عن كل ما يقلق شعب سورية الطيّب لنفطر جميعاً عند أذان المغرب على موائد الرحمن لا على دماء بعضنا البعض.. لندخل جميعاً إلى أعماق قلوبنا، نفتّش في قاعها وفي جنباتها عن الخير الذي زرعناه معاً في كل القلوب يوم كنّا نتسحّر في اللاذقية ونفطر في دير الزور، ولنرشّ هذا الخير على وردة ظمئت في انتظار ساقيها على شرفة هربت منها الضحكات على وقع رصاص المؤامرة وعبوات تفخيخ العقول.. أنتَ أخي أياً كنت شرط أن تلقي سلاحك، أنت أخي أياً كنت شرط ألا تتسبب في إغلاق مدرسة أو حرق مشفى.. أنت أخي ما دمتُ لا أخشى طعنتك في ظهري، بإمكاننا أن نتحاور وبإمكاننا أن نروّض المستحيل بهدوء وحكمة، وبإمكاننا أن نخرّب كلّ شيء إذا ما استمرّ تناحرنا.. رمضان كريم وقد حلّ بيننا فهل نحسن استقباله والقيام بواجبه فنصلّي معاً صلاة عيد الفطر وقد انجلت هذه الغمامة السوداء؟
|
||||||||||||||||||||||||||||||||
