تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«ديمقراطية» على مقاسهم !!

حدث وتعليق
الخميس 19-7-2012
ناصر منذر

لم يشفع لحكام النفط في الخليج تبعيتهم المطلقة لأميركا والغرب, أو تنفيذهم لكل ما يأتمرهم به الكيان الصهيوني لتصدير الإرهاب ونشر الفوضى في الدول العربية لتقسيمها وتفتيتها,

فبدأت كراسيهم وعروشهم تتهاوى تحت وطأة غضب شعوبهم الذين ضاقوا ذرعا بحكمهم الاستبدادي, واستئثارهم بالسلطة وثروات البلاد, ولكن الرد القاسي على مطالبهم بالحرية والإصلاح جاء ليعري تلك الأنظمة التسلطية, ويكشف زيف ادعاءاتها بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي لا يعرفون منها حتى الحروف التي تتشكل منها .‏

فالحكام من آل سعود أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لمجرد مطالبة الشعب السعودي بأبسط حقوقه, فحولوا المدن والبلدات في القطيف إلى ثكنات عسكرية, وأطلقوا يد جنودهم للتنكيل بكل من يريد مأوى يقي أسرته قر الشتاء وحر الصيف بدلا من مساكن الصفيح التي تتهاوى مع كل هبة رياح, ويصدرون الفتاوى تلو الأخرى بتحريم التظاهرات السلمية وإلا فالويل والثبور, ويزجون في السجون كل من يعبر عن رأيه وينطق بكلمة حق, في الوقت الذي يطلقون فيه من تلك السجون آلاف المجرمين وإرسالهم إلى مختلف بقاع الأرض ليعيثوا فيها خرابا وفسادا .‏

وفي البحرين لم يكتف آل خليفة بالاستعانة بالعصابات الصهيونية صاحبة الباع الطويل في القتل والإجرام لقمع التظاهرات السلمية بل لجؤوا إلى استخدام الغازات السامة التي استوردوها خصيصا لقتل كل من يعارض سياساتهم القمعية, وفي الوقت نفسه فإنهم يضعون كل ثقلهم وإمكانياتهم لحماية القواعد الأميركية والغربية, ويقدمون الغالي والنفيس لحماية أمن إسرائيل, والحيلولة دون المساس بمخططاتها المعدة لمنطقتنا العربية, لا بل ويساهمون في تنفيذها.‏

أما الإمارات التي استقدمت آلاف المرتزقة لحماية حكامها, فأطلقت يد أجهزتها الأمنية لاعتقال الناشطين الحقوقيين ومن يتمتعون بالسمعة الطيبة في بلدهم وبين أهلهم ومعارفهم فقط لأنهم دعاة حرية وإصلاح, وطالبوا بمجلس وطني منتخب من الشعب له كل الصلاحيات التشريعية والرقابية, فكانت جريمتهم قول الحق والكلمة الحرة .‏

وتبقى مشيخة قطر التي يستقوي حكامها بالغرب المتصهين للبقاء في السلطة, وهم سباقون بكم الأفواه, ولا ضير أن يقصي الابن أباه كي يستأثر بالحكم, وبات دورهم المشبوه في إثارة الفتن والنعرات الطائفية في الدول العربية معروف للقاصي والداني, ويبقى السؤال إلى متى سيبقى حكام وأمراء النفط يتوهمون بأن تبعيتهم العمياء لإسرائيل والغرب ستقيهم السقوط في شر أعمالهم, فمصيرهم سيكون شديد السواد بمجرد الانتهاء من الدور المناط بهم.‏

nssrmnthr602@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية