تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أما آن أوان الاستفاقة

الخميس 19-7-2012
شهناز فاكوش

لن نتحدث في شعر أو أدب وإن كنا على يقين أن الكلمة أمضى من السيف وآلم من الرصاصة... وأن منها في لحظة تفكير عودة إلى الصواب والرشد..

في المنطق المحسوس الملموس عندما يعرف المرء أن أمراً ما سيؤذيه لا بد أن يبتعد عنه حفاظاً على سلامته..‏

ولا بد للعاقل من أن ينظر ويتفكر...‏

العالم كله وليس سورية فقط يدرك أن أياً مما يدعى مجزرة تقع على أي بقعة من الأراضي السورية ستكون ذريعة للدول الغربية للتنديد والشجب والصراخ والزعيق في أروقة الأمم المتحدة وفي أي محفل لتدين سورية وتضعها تحت الفصل السابع في مجلس الأمن. أعود وأقول فليتفكر العاقل.‏

بالله عليكم يا رعاكم الله هل يمكن لأحد أن يصدق أن سورية تضع نفسها في هذا المنزلق فترتكب لا سمح الله ما يمكنه أن يمكن العالم الخصم منها فعله مثل ما جرى في الحولة أو تريمسة.‏

في أي جريمة نسأل من المستفيد؟... نعود للعقل والمنطق ماذا يمكنها سورية أن تستفيد إن مارست مثل هذه الأفعال؟!‏

المستفيد الوحيد هو أولئك الحاقدون البغيضون الذين اعتادوا ممارسة القتل بدم بارد فاستحقوا لقب الإرهابيين بجدارة... الجاثمين على كراسيهم يخشون زوالها بانهزام مؤامراتهم ضد سورية فيزيدون من إسعار النار والنفخ في أوارها، كنافخ الكير لتزداد ناره إضراماً.‏

إن نار حقدهم في قلوبهم تضطرم في كل يوم أكثر يريدونها طوفاناً لإغراقنا فيها حتى الموت.‏

ومع الأسف حطبها شبابنا منفذين أو شهداء أبرياء أو مغرراً بهم، يؤججهم من يختلس الانسلال إلى الأرض السورية الطاهرة فيدنسها بأفعاله المأفونة على أنه (يجاهد على الأرض السورية)... في طاقة عارمة تحت ظلال الانحراف.‏

أيها القادم من بعيد مالك ولنا... عن أي جهاد تتحدث... اذهب فتلك أرض فلسطين تنتظر المجاهدين وطريق العبور إليها ليس بصعب... لتطهيرها من أعداء الله والشعوب.‏

أما أرضنا فلا تدنس ترابها بدمك المحقون حقداً وغلاً وضلالاً، فتقتل الأبرياء، وتمثل بالشهداء فهم أكرم من أن تنالهم أدواتك التي حملك الحاقدون المبغضون إياها لتهدر قيم الدم ومعاني قدسيته الطاهرة.‏

يرتكبون الجرائم ليتهموا بها شباب جيشنا العربي السوري بباطل وزيف بعيد الأغوار، والمستفيد هم الغرب المفعم بالأحقاد ونظرات التعالي والفكر الصهيوني البرناري والليفي والكيانات الآسنة التي طالت أظافرها واستطالت أنيابها... وفي النهاية هم من يدفع فواتير أجر مهرقي دماء السوريين.‏

هل أكثر من ذلك سذاجة أم تسذجاً يتوارى خلفه المجرمون. والمتآمرون الذين يكسبون تحطيمنا بغير خسارة تذكر؟!‏

لو فكر البعض قليلاً لأدرك تماماً أن سورية بكل مكوناتها الشريفة بريئة من هذه الجرائم براءة الذئب من ابن يعقوب..‏

في بعض الوقت تكون الاستفاقة بعد فوات الأوان ويكون قد سبق السيف العذل.. وموطئ سهامكم المسمومة لن ينفذ في الجسد السوري لأنه أصلب من أن تخترقه، وهو القادر دائماً على التجدد والانبعاث.‏

وسورية الغالية تتحمل منسوب الآلام بالقدر الذي يدرك الجميع أنه منسوب الإيمان والرقي والصلابة، نسأل الله أن يستفيق الرأي العام العالمي الذي يدعي الرجاحة. فيدرك فحوى الأمور في حقيقتها في قليل من التفكير لا التضليل..‏

واللوحة الأخرى تلك التي ظهرت على شاشاتهم وليس على شاشاتنا في مادعوه اتحاد المجالس المحلية..فحضره من عرفوا عن أنفسهم أنهم معارضة حضرت من الداخل مفرداً كل الوقائع.‏

ومن أفواههم عرضوا كيف هم يتذررون على أبواب من يدعون أنهم معارضة في الخارج فيتفيهقون ويتشدقون بالحرية والديموقراطية ويسمعونهم دروساً في النضال لأجل الحرية وهم في فنادق النجوم الخمس وفي الغرف المكيفة ليصرخ في وجهه أحدهم مكانك في الداخل.‏

وعندما طلب منهم القادمون من الداخل المساعدة كانوا يطالبونهم بالاستزلام لشخوصهم والتبعية لشخصانيتهم دون الآخرين وهم يطرقون الباب تلو الباب وكل من لا ينصاعون لإرادته يوكلهم للغير والجميع في الخارج ينسج لأحلامه مكاناً كحاكم مستقبلي الطبيب فيهم تحدث عن الذل الذي يلقاه من يغادر الحدود إلى ما يدعى بمخيمات الوافدين على الحدود والجريح منهم (حسب قوله) بدل علاجه تبتر بل قال تقطع يده أو رجله.. والكثيرون عادوا مفضلين الموت على المهانة والذل الذي يلاقونه والخسة في التعامل وانتهاك الأعراض والحرمات وفي كلامهم الكثير الذي ذكروه هذا غيض من فيض ويطول الحديث أكثر وهنا السؤال برسم كل أولئك الذين فقدوا جادة الصواب.‏

أما آن الأوان أيها المضللون إلى لحظة استفاقة؟.‏

لا كرامة لمواطن إلا في وطنه فكيف إن كان الوطن سورية؟ كفى تخريباً لهذا الوطن وكفى تضليلاً للشباب الذي يحتاجه الوطن.‏

أظن أن التجربة طالت أيامها وعشتم قساوتها ومرها والحرية التي يحملونها عنواناً ويدعون لاعتناقها مذهباً عشتموها زيفاً (فليس كل ما يلمع ذهباً أيها المقبلون على المستقبل).‏

كنا نعيشها جميعاً في أمن وأمان الوطن في مرافق الحياة التي تحتضن الشباب، بيوت العلم والمعرفة وحواضن الصحة والعلاج ودور الفكر والفنون والسعي الدائم لبناء وطن العزة كما نحلم جميعاً..‏

لمصلحة من؟؟!!.. والسؤال كبير لمصلحة من تخريب سورية الوطن في كل مفاصلها ؟؟!!.. وتشويه ذواكر أطفالها وتهشيم نفوس شبابها؟؟!!.. وزرع الشقاق بين أهلها؟؟!!.. وهي الحرة الأبية الحاضنة للدنيا ومن عليها..‏

فهي المعادل الأخلاقي والواقعي والقيمي للعالم كله..‏

إنها في كنانة الخالق وهي الأمانة منه لنا جميعاً فهلا حفظنا الوديعة وصنا الأمانة؟.‏

أما آن أوان الاستفاقة؟!.. ونقول كفى للجميع، فبناؤنا البشري راسخ قوي في التأثير والأثر، والوطن مسكون في كل منا أكبر من جغرافيته وأعمق من تاريخه.‏

كلينتون التي تتمنى أن تحظى بلقاء نتنياهو والتي تبارك لبيريس لتوطيد العلاقات برسالتها التي تحملها من المنتخب رئيساً لمصر...‏

أما كفانا وقوفاً في المزاد العلني تتقاذفنا تناقضات الرؤى والمواقف ومع الأسف من دخل المزاد عرب كنا نحسبهم أهلاً وأصدقاء وجيراناً، كنا نحسبهم من الذات...‏

فتكشف لنا أنهم أشباح تفترسنا في جنح الدهماء...‏

لنستفق جميعاً ونتفق جميعاً على الإخلاص لهذا الوطن الغالي..‏

فكل ما يضيع يمكن أن نلقاه إلا الوطن لا يباع في الأسواق.‏

ولنجعل الزمن يحقق أزليته في أن الأزمات تصنع الرجال والشعوب.‏

نحتاج إلى نكران بسيط للذات لأجل هذا الوطن فنكون معاً في جمع ولنسمه ما شاءت له الأسماء لأنه يعنينا وحدنا بعيداً عن أصدقاء دمشق- وباريس وما دعي بالجامعة العربية- والأمم المتحدة ومجلس الأمن.‏

فكل هذه الأخيرة لن تعنينا في شيء مهما جمعت وأنتجت.‏

إن تصافي قلوبنا وتشابك أيدينا والإمساك بقوة على لحظات الوعي الزاخر بالانصهار في ذات الوطن هو الرد الطبيعي لكل من يزفر بشدة ليزداد اهتزاز العاصفة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية