تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الدراما الإيرانية.. يوسف الصديق نموذجاً

فنون
الأربعاء 28-10-2009م
فاديا مصارع

ليست بازغة وزليخة وحدهما من سحرهما (الصديق يوسف) بل امتد السحر ليشمل جمهوراً عريضاً كان ينتظره لحظة بلحظة وغدت زليخة وآمن حوتب وبيناروس وألخماهو ونفرتيتي نجوماً

انضموا إلى «الأحد عشر كوكباً والشمس والقمر الذين رآهم يوزرسيف الكنعاني ساجدين له» أو لعله سحر السينما والدراما الإيرانية التي أنتجت العديد من الأعمال التاريخية والتسجيلية التوثيقية وحتى الاجتماعية، فأصبحت محلّ اهتمام الكثيرين من النقاد عرباً وأجانب،‏

فغدت بحق مدرسة سينمائية شرقية تحمل مبادئ وقيماً إنسانية تترجمها بحرفية فنية عالية ماجعلها تحجز مكاناً لها عالمياً، إذ لمعت فيها أسماء لمخرجين كبار في مهرجانات عالمية شهيرة أمثال المخرج والكاتب السينمائي «محسن مخملباف» و«عباس كيارستمي» الذي تناولت أعماله قضايا إنسانية و«الشهيد مرتضى آويني» والكاتب والمخرج «حاتم كيان» وأخيراً فرج الله سلحشور الذي أخرج مؤخراً مسلسل يوسف الصديق في الحوار المفتوح الذي أجري مؤخراً في المستشارية الثقافية الإيرانية، تطرق المخرج مظهر الحكيم إلى الدراما والسينما الإيرانية ودورهما المهمين.‏

منوهاً أن مريم المقدسة كان نموذجاً هاماً الأمر الذي جعله يطالب بأن ينال الجائزة الذهبية الأولى عندما كان محكماً في رقابة الأعمال المقدمة للمهرجان التلفزيوني الإسلامي عام 2003، رغم أن الجائزة الذهبية الأولى كانت ذهبت إلى عمل سوري، لكن مسلسل «مريم المقدسة» كان عملاً فنياً متكاملاً وصادقاً.‏

أما مداخلات الحضورفقد أشارت إلى أن المسرح الإغريقي تأسس وقام على المثيولوجيا والأساطير التي وطدت العلاقة بينه وبين الجمهور كما أن كثيراً من أعمال شكسبير وبريخت الألماني اعتمدت على قصص مأخوذة من الشرق، لكنها أعادت صياغتها بما ينسجم مع فكرهم، أما الفنانون الإيرانيون المبدعون فقد استطاعوا بلا مدرسية وبلا قصّ شعبي أن يقدموا دراما أعادت إنتاج العقل والوعي القرآني، وأن يمزجوا بين الصورة والحقيقة ويخترقوا تابو الصورة، فقدم (يوسف الصديق) الروح مادياً وجعل من المادة روحاً.‏

ورأى الحكيم أن ما فعله الإيرانيون كان من باب المسؤولية لإعادة الوجه المشرق للإسلام وتصميم الصورة التي شوهتها أفلامهم.‏

وكان للبعض رأي أن الدراما السورية تفوقت بملامسة الواقع وتجاوزت مسألة المط والإطالة في المشاهد، فكانت الأقرب إلى الجمهور بابتعادها عن التاريخي لأن الخلاف حول حقائق التاريخ لا يزال قائماً وهو ما أبعد الناس عن التلفزيون والسينما التي تتناول أعمالاً تاريخية.‏

وفي هذا السياق أوضح الفنان مظهر الحكيم أن الأعمال التاريخية التي اعتمدت النص القرآني حملت الكثير من المصداقية وهو ما حبب الناس بها وقربهم منها.‏

فيما يتعلق بموضوع الإطالة أوضح الحكيم أن هناك مشاهد في مسلسل «يوسف الصديق» مثلاً كان ضرورياً أن تمر الصورة عليها هادئة ليستوعب المشاهد كل حرف يقال، لأنها تقدم رؤيا، والرؤيا يجب أن تشعر بها في أحاسيسك فما يطرح في القرآن الكريم ينبغي أن يرى بالعين المجردة.‏

بكل الأحوال لا أحد يستطيع أن ينكر بأن مسلسل «النبي يوسف» العمل الضخم الذي استغرق تصويره ثلاث سنوات في حين لا تتجاوز مدة تصوير أحسن المسلسلات أو الأفلام السينمائية ثلاثة أشهر، وكان فريق عمله مؤلفاً من 500 شخص يعملون لأكثر من 13 ساعة يومياً، شكل نقطة تحول كبيرة شكلاً ومضموناً في الدراما الإيرانية، واستطاع أن يسحب البساط من المسلسلات التركية بحصوله على نسبة مشاهدة كبيرة في العالمين العربي والإسلامي، كما استطاع أن يبكينا ونحن في قمة السرور وسيبقى في ذاكرتنا طويلاً.‏

تعليقات الزوار

123 |    | 28/10/2009 14:25

نتمنى ان يتم عرض مسلسل يوسف الصديق على القنوات السورية

احمد الأشقر |  drha_na2000@yahoo.com | 28/10/2009 18:14

كنت اتوقع ان يحظى هذا العمل المتميز بما يستحقه في الاعلام المرئي والمسموع من حسن صنعة واتقان فلقد شد الملايين اليه حتى من يعترض على تجسيد شخصية النبي يوسف عليه السلام تابع المسلسل بشغف لقد أضأت بمقالتك شعاعا جديدا لهذا العمل المتميز شكرا لك ولاسرة الصحيفة المحترمة تونس 28/10/2009

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية