والتي رغم كل الذي قامت به هذه الطائرات في سمائنا، وعلى أرضنا العربية، لم تستطع أن توقظ النائمين من القائمين على صناعة القرار العربي، والذين وقعوا في سحر الإمبريالية بلونيها الأشقر والأسود ومن هذه الحقائق:
العلاقة الإستراتيجية الأميركية الإسرائيلية والتي هي بمثابة النفس بالنفس وليست علاقة دولة بدولة كما في العلاقات الدولية بل هي علاقة الأم بابنها المدلل والتي حاول البعض التعمية على هذه العلاقة بحجة المصالح الأميركية، والمتغيرات الدولية الجديدة، وتناسوا أن واشنطن تحاول تسخير المتغيرات في خدمة المشروع التلمودي، لأنه بالأساس مشروع للرأسمالية، وتجارالنفط والسلاح وهم من يصنع السياسة الأميركية، وليس الشعب الأميركي ولن يدخل عتبة البيت الأبيض إلا من تعمد بالتلمودية الصهيونية، بغض النظر عن لونه والأمثلة قريبة (رايس، كولن باول).
إن المناورات هي رسالة موجهة إلى العرب وإيران، على العرب أن يسرعوا وينفذوا توجيهات الإدارة الأميركية بتنفيذ «خارطة الطريق الأوبامية» الجديدة والمتمثلة بالتطبيع مع العدو الصهيوني وخاصة في المجال الاقتصادي كدليل عن حسن نيات العرب تجاه قاتلهم ومغتصب حقوقهم! والتخلي عن المقاومة ومحاربتها في الأرض العربية بل شطبها من الذاكرة للأجيال العربية وتغيير المناهج الدراسية التي تذكرهم بمقاومة المحتل كرمى لعيون الإدارة الأميركية الجديدة التي ستتكرم عليهم بالطلب من عدوهم تجميد الاستيطان في أرضهم؟! وفعلاً بدأ البعض من العرب وكعادته مطيعاً وانطلق لتنفيذ التوجيهات والتعليمات وكان الأسرع ما يسمى السلطة الفلسطينية بقيادة «أبو مازن» مهندس اتفاق أوسلو لتفجير الساحة الفلسطينية بتحديده موعداً للانتخابات دون موافقة القوى الفلسطينية الأخرى والهدف تفجير الساحة الفلسطينية وضرب القوى المقاومة في غزة ومعاقبتها على عدم الرضوخ لتعليمات واشنطن والتخلي عن نهج المقاومة وطبعاً تم ذلك بمباركة من بعض الدول العربية، وفي لبنان تعمل الإدارة الأميركية مع بعض القوى لتأخير تشكيل الحكومة اللبنانية، وشن حملة جديدة على المقاومة وسلاحها، بهدف منع وصول القوى المقاومة للحكومة لكي يسهل عليها جر لبنان إلى لعبة المساومات والخنوع، والثأر من المقاومة، والتأسيس لحرب أهلية حلمت بها وعملت من أجلها طويلاً.
وعلى الصعيد الدولي تعمل على مسارين، الأول محاولة استقطاب القوى والمؤسسات الدولية وتسخيرها في خدمة المشروع الصهيوني متخذة من سياسة العصا والجزرة أساساً لسياستها الخارجية وخاصة مع إيران بهدف منعها من امتلاكها للطاقة النووية لكي يبقى العدو الصهيوني المالك الوحيد للسلاح النووي الذي يرعب به العرب وأمريكا تعد الكيان الصهيوني للقيام بالضربة العسكرية لإيران وهي تزودها بالصواريخ التي كانت موضوعة قرب الحدود مع روسيا، كل ذلك يجري وبعض العرب مازال يركض ويراهن على اتفاقات ومعاهدات تشرف عليها واشنطن لاستعادة الحق العربي!
لقد آن الأوان للعودة إلى قيمنا العربية الأصيلة و في مقدمها عدم التفريط بالحقوق والتضحية والفداء والمقاومة وأن ما أخذ بالسيف يؤخذ بالتعاون مع أحرار العالم لتشكيل جبهة مقاومة ضد القوى الإمبريالية والصهيونية من أجل أن يسود العدل والسلام في العالم وتعود الحقوق لأصحابها.