متنقلاً بين البحار وعبر الممرات الاستراتيجية والمحطات الحيوية لمصالح العالم الطامح الى كسر معادلة التفرد بادارته حين جلب هذا التفرد إخفاقاً ، أضر بتوجهات ورغبات شعوبه.
محطة كرواتية ، شرق أوروبية ، كانت في العهد اليوغسلافي ومازالت ، قبلة السياح ، وعشق الحالمين، من تلك المحطة التي انطلق فرسانها الكروات في عهد لويس الثالث عشر والرابع عشر مع زملائهم في الخدمة العسكرية ضمن فيلق «روايال» وهم يرتدون الملابس الانيقة وربطة العنق (الكارافات) ،تلك التي أعجبت الملك آنذاك ، فقرر اعتمادها في قصر فرساي ومن ثم انتقلت الى المجتمع الباريسي والاوروبي والعالم كمظهر لأناقة الرجال .
إذا اليوم في زغرب وقبله في موسكو ويريفان وباكو وفيينا وبعده في باريس وغيرها، وغيرها من عواصم العالم تنعقد لقاءات القمة ، وتنشط الدبلوماسية الرئاسية بحثاً عن حلفاء وتعزيزاً لصداقات وإعادة فتح لقنوات وتحديد مسارب وممرات ، بين البحار وعلى السهول فوق الجبال ، في فضاءات حرة ، لغتها الحوار المصارحة ، الثقة الصدق، وفي لحظة ملت شعوب المعمورة نفاق ساستها الكثر ، وتقيأت خداع ومكر ومؤامرة ، جماعات ، وفرق وطغم نافذة ، سواء المعلن منها أو الخفي .
السيد الرئيس بشارالأسد حل ضيفاً على العاصمة الكرواتية حاملاً رغبة الشعب السوري والعربي، ، بالتواصل مع الشعوب السلافية ناقلاً إرادته في السلام والعيش المشترك، ، وترحيبه بالتعاون الاقتصادي والاستثمار المشترك .
هي زيارة صداقة وعمل، واستجابة لدعوة كريمة من الرئيس الكرواتي ستيبان ميسيتش بعد زيارته الاخيرة الى دمشق 28/12/2008م ، ومانجم عنها من اتفاقات وتوجهات مشتركة ، أرست دعائم تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية ، التي لها أرضية تاريخية حينما كانت كرواتيا جزءاً من يوغسلافيا السابقة وحرص البلدين على إشاعة مناخ الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم .
لقاء القمة السوري - الكرواتي منوط به تطوير العلاقات وترجمة الارادة السياسية المشتركة الى أفعال ملموسة،والى قرارات ومشاريع اقتصادية ، سوف يتكفل بها مجلس الاعمال المشترك بين البلدين ، ويحملها الوفد الاقتصادي والتقني الى العاصمة الكرواتية ،وصولاً الى صيغ مشتركة، أجندات تنفيذية، خصوصاً بعد تصريح الرئيسين الأسد وميسيتش في دمشق أواخر العام الماضي، بأن الابواب مفتوحة من الطرفين.
كـــــــرواتيا فـــــي ســــــطور
- جمهورية كرواتيا هي دولة أوروبية في جنوب شرق أوروبا، تطل على البحر الادرياتيكي، كانت إحدى جمهوريات الاتحاد اليوغسلافي اضافة إلى صربيا- الجبل الاسود، استقلت عنه منذ عام 1991، و هي اليوم مرشحة للانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي، والحلف الاطلسي.
- العاصمة زغرب وهي أكبر المدن الكرواتية يليها ريجيكا، بولا، زادار، سبليت، أوسيك، سلافونسكي برود
وتنقسم كرواتيا الى 20 مقاطعة
أهم الموانىء: دبروفنيك- ريجيكا- سبليت
- عدد سكان البلاد نحو 4،5 مليون نسمة يشكل الكروات 90٪ من السكان، و الصرب نسبة 4،5 و البوسنيين 0،5٪ ، الهنغار 0،4 و آخرون.
- الديانة الغالبة هي المسيحية الكاثوليكية بنسبة 88٪ و ارثوذكس بنسبة 4،4٪.
ويشكل المسلمون نحو 9٪ من عدد السكان، ويوجد في كرواتيا ثلاثة مساجد ضخمة، افتتح آخر مسجد منها يوم 4 تشرين أول الماضي من قبل رئيس البلاد ميسيتش .
- اللغة الرسمية هي الكرواتية، و هي لغة سلافية جنوبية تستعمل فيها الاحرف اللاتينية، ويتكلم نحو 5٪ من السكان لغات أخرى أهمها الايطالية في المناطق الحدودية.
- العملة الرسمية هي كونا، وكل «دولار أمريكي يساوي 5 كونا»
-الناتج القومي للفرد 12364 دولاراً امريكياً
- المساحة نحو 57 الف كم2
اليوم الوطني 25 حزيران 1991
- كرواتيا ديمقراطية برلمانية، نظام الحكم جمهوري رئيس الجمهورية هو رأس الدولة ينتخب كل 5 سنوات، و يقوم بتسمية الوزراء، ويرأس القوات المسلحة، و يمارس السياسة الخارجية.
الرئيس الحالي ستيبان ميسيتش، منتخب منذ عام 2005
- البرلمان الكرواتي يدعى سابور وهو مجلس واحد يبلغ عدد أعضائه 160 نائباً، يتم انتخابهم مباشرة من الشعب كل 4 سنوات.
- الحكومة تدعى فلادا، يترأسها رئيس الحكومة، رئيس الوزراء، و له نائبان و 14 وزيراً. رئيسة الوزراء الحالية يادرانكالوسر تبلغ من العمر 56 عاماً وهي أول سيدة تصبح رئيساً للحكومة 9 حزيران 2009.
- النظام القضائي ينقسم الى ثلاث محاكم هي المحكمة العليا- محاكم المحافظات- المحاكم المحلية، بالاضافة الى المحكمة الدستورية التي تحكم في القضايا المتعلقة بالدستور.
-أهم الاحزاب: الاتحاد الكرواتي الديمقراطي- الحزب الاجتماعي الديمقراطي- حزب الحقوق.
- أشهر الكتاب والادباء الكروات: ماركوما روليش و ميروسلاف كرليزا، وتوجد في كرواتيا ستة مواقع، مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو .
- اهم المنتجات الزراعية: الحبوب- الذرة- الشوندر السكري - العنب- البطاطا- اللحوم- و أهم الخامات: البوكسيت - الغرانيت- الجبس.
يكوّن قطاع الخدمات 60٪ من الاقتصاد الكرواتي، و32٪ للصناعة. 9٪ الزراعة.
يشكل قطاع السياحة مصدراً هاماً للدخل، يبلغ عدد السياح سنوياً نحو10 ملايين سائح.
- وكالة الانباء الرسمية «هينا»
- زار الرئيس الكرواتي سورية في 28 ك1/2008 ووقع الجانبان اتفاقيات مشتركة في المجالات الاقتصادية، و ترتبط سورية و كرواتيا باتفاقية منع الازدواج الضريبي، و بلغت قيمة الصادرات السورية لكرواتيا عام 2008 نحو 4 ملايين دولار،تصدر سورية الى كرواتيا المواد الغذائية والخضار و المواد القطنية و تستورد منها مواد كيميائية و معدات نفط و غازاً و منتجات بحرية
كما تعمل في سورية عدة شركات كرواتية في قطاعات النفط و الغاز أهمها شركة إينا.